أعربت وزارة الخارجية المصرية، اليوم السبت، عن استنكارها الشديد لاستطلاع موقع "روسيا اليوم" الإخباري، وهي قناة مملوكة للحكومة الروسية حول تبعية مثلث حلايب الحدودي بين مصر والسودان، والذي جاء التصويت فيه لصالح الخرطوم بإجمالي 63 ألفاً و178 صوتاً بنسبة 56%، في مقابل 49 ألفاً و712 صوتاً للقاهرة بنسبة 44%.
وطلبت الخارجية المصرية تفسيراً عاجلاً لهذا الإجراء "المرفوض" من الجانب الروسي، مشيرةً إلى إلغاء وزير الخارجية، سامح شكرى، حواراً كان مقرراً أن يجريه مع قناة "روسيا اليوم" صباح السبت، بمناسبة انعقاد اجتماعات وزراء الخارجية والدفاع بين مصر وروسيا (صيغة 2+2) في العاصمة الروسية موسكو، الإثنين المقبل، وذلك على خلفية هذا الاستطلاع.
بدورها، أعربت الهيئة العامة للاستعلامات، التابعة للرئاسة المصرية، عن أسفها وإدانتها الشديدين لنشر "روسيا اليوم" استطلاعا للرأي لمتصفحيه حول تبعية حلايب، مشيرة إلى اتفاقها مع وزارة الخارجية على الإجراءات التي سيتم اتخاذها في مواجهة "هذا الخروج عن التقاليد الإعلامية المهنية، واحترام سيادة الدول، ووحدة أراضيها".
ودانت الهيئة، نشر الاستطلاع "المسيء" و"المستفز" للحقائق الثابتة، وللعلاقات الراسخة بين الدول الشقيقة والصديقة، على حد قولها، لافتة إلى استدعاء المسؤولين المعتمدين لديها عن مكتب "روسيا اليوم" في مصر، صباح اليوم، لإبلاغهم برفض مصر التام، وإدانتها الكاملة لطرح ما يخص سيادتها بتلك الطريقة، والتعرف منهم على ملابسات نشره.
كانت السودان قد تقدمت بشكوى رسمية إلى الأمم المتحدة ضد مصر بشأن إجرائها الانتخابات الرئاسية الأخيرة داخل مثلث حلايب، المتنازع عليه بين البلدين، لتُلحق بشكويين أخريين، قدمتهما الخرطوم ضد القاهرة، تتعلق الأولى بالاحتجاج على الاتفاق السعودي - المصري بأيلولة جزيرتي "تيران وصنافير" للسعودية، وهو الاتفاق الذي أظهر حلايب ضمن الحدود المصرية.
أما الشكوى الأخرى، فجاءت ضد إنشاء مصر ميناء للصيد في كل من أبو رماد وشلاتين الواقعتين داخل المثلث. في حين أعلنت الخارجية السودانية في وقت سابق "رفضها لاستخراج وثائق اضطرارية لمواطنين سودانيين احتجزهم الجيش المصري داخل المثلث، حتى لا يكون ذلك ذريعة للجانب المصري، والقول إن السودان أقر بأن الأرض التي تم احتجازهم فيها مصرية".