غضب الأميركيين العرب يخرج من مصباح ديزني

03 مايو 2014
تصوير: راوول مونتيسا
+ الخط -

بعدما لاقت الاستحسان على "مسرح نيو أمستردام" (برودواي) منذ أيام قليلة، أثارت مسرحية "علاء الدين" المستوحاة من "ألف ليلة وليلة"، انتقادات الأميركيين العرب الذين اتهموا العرض ومنتجيه بالعنصرية، وذلك لعدم وجود أي ممثل عربي أو مسلم فيها، بما يساهم في فتح الآفاق أمام الممثلين الشرقيين عموماً، كي يلعبوا أدواراً مغايرة عن الأدوار الشرقية النمطية، الاستشراقية أصلاً، كالراقصة والسائق.

الحملة أثارها أحد الممثلين من أصول عربية، لأن العمل جمع 34 فناناً لم يكن بينهم أي من الأميركيين العرب الذين تقدموا بطلبات مسبقاً؛ قبل أن تدخل على الخط "اللجنة العربية الأميركية لمكافحة التمييز" وتعتبر أن منتجي المسرحية يمارسون العنصرية ضد العرب، موضحةً أن العمل جزء أصيل من الثقافة العربية، وسيكون مهماً على صعيد الحوار الحضاري إشراك العنصر الشرقي فيها.

"شركة ديزني"، منتجة المسرحية، ردّت على هذه الانتقادات بقولها إنها تتبع سياسية "عمى الألوان"، بمعنى أنها لا تبحث في الخلفيات العرقية للمتقدّمين لأن الأمر غير قانوني. لكن عملياً لم تنف الشركة عملية استبعاد الممثلين العرب الأميركيين.

"علاء الدين" الذي يفرك مصباحه ليحصل على ما يتمنى، شخصية خيالية عربية، إلا أن هناك من يشكك في أصلها وينسبها إلى الهندية أو الفارسية. فالشخصية ظهرت في الترجمة الفرنسية الأولى التي قام بها المستشرق أنطوان غالان، في القرن السابع عشر، حيث سمح لنفسه بإضافة الحكاية إلى الطبعة الفرنسية على اعتبار أن الكتاب يعود إلى نسخة مفقودة، وكل الترجمات أضافت له ما تريد.

ومن المتوقع أن تحصل المسرحية على جائزة "توني للإبداع"، فقوة العرض غناءً وتمثيلاً تشكل إجماعاً لدى النقاد والجمهور.

يذكر أن قصة "علاء الدين" أثارت أيضا احتجاجات عندما حولتها هوليوود إلى فيلم في تسعينات القرن الماضي، واضطرت "ديزني" آنذاك، بعد وصف الفيلم بـ"السيرك النرجسي" و"الاستعراض العنصري"، إلى حذف كلمات وأفكار تقدّم الثقافة العربية على أنها ثقافة شر وعنف. لكنها أبقت على كلمة "بربري"، مفسّرةً ذلك أنها كلمة تشير إلى الأرض وليس إلى العرب.

المساهمون