غزي ينقل المحاصرين إلى جولة بالمسجد الأقصى

28 يناير 2016
ستمكن التقنية الغزيين من رؤية الأقصى وإن افتراضياً(عبدالحكيم أبورياش)
+ الخط -
قاد شغف الشاب الفلسطيني أحمد الشرفا بالرسوم الكرتونية ثلاثية الأبعاد للغوص في عالم تقنية الواقع الافتراضي، إلى تحويل مشروعه عن المسجد الأقصى من مجرد فيلم كرتوني إلى تقنية ستسمح للغزيين بالتجول داخل ساحات الأقصى، وهم في أماكنهم ، والحصول على معلومات تثقيفية عن أهم المعالم فيه. ويوفر المشروع رسوماً ثلاثية الأبعاد ومعلومات كافية عن المسجد الأقصى تغطي كافة المساحة الإجمالية له المقدرة بـ 144 دونماً وعرضها ضمن تقنية الواقع الافتراضي التي سيشاهد من خلالها مرتدو النظارة المسجد الأقصى وستسمح لهم بالتجول والحركة داخله بواسطة جهاز خاص لهذه التقنية.

ويقول الشرفا لـ"العربي الجديد" إن فكرة العمل على المشروع بدأت بعد أن نجح وأحد زملائه في إدخال الجهاز بعد شرائه من الولايات المتحدة بمبلغ لا يزيد عن 15 دولاراً، والغوص في هذه التقنية رغم عدم توفرها في غالبية دول العالم واقتصارها على بعض المؤسسات الكبيرة.
وعن الدافع وراء العمل على مشروع خاص بالمسجد الأقصى، يشير الشرفا إلى أنّ الشغف الكبير من قبل فئة الشباب والأعمار الممنوعة من الوصول للصلاة بالمسجد الأقصى والتعرف عليه عن قرب كان الدافع الأساسي. ويوضح الشاب العشريني أنّ الفكرة لاقت قبولاً كبيراً من المجتمع والشخصيات الأكاديمية على الرغم من عدم اكتمال المشروع حتى اللحظة، وذلك لعدم وصول إحدى المعدات للقطاع بسبب الإغلاق المتكرر للمعابر وعرقلة الاحتلال دخولها عبر معبر بيت حانون شمال قطاع غزة.

ويؤكد الشرفا أن الأحداث الأخيرة بالمسجد الأقصى والانتفاضة المشتعلة في الضفة الغربية جعلته يزداد إصراراً على الاستمرار في مشروعه وتنفيذه، رغم كل الصعاب، من أجل زيادة وعي وثقافة سكان القطاع بالمسجد الأقصى والمعالم الثقافية والدينية الموجودة فيه.
ويلفت إلى أنه بعد الانتهاء سيكون هناك عدد من المشاريع الأخرى التي ستستهدف مناطق دينية وثقافية سواء في الضفة الغربية أو الأراضي المحتلة عام 1948، كمسجد أحمد باشا الجزار في مدينة عكا المحتلة الذي بدأت الترتيبات للعمل عليه فور الانتهاء من مشروع المسجد الأقصى.

اقرأ أيضاً: هكذا تقرأون رسائل "واتساب" من دون علم المرسل

ويبين أن عمله في إطار تقنية الواقع الافتراضي لن يقتصر فقط على المشاريع الثقافية والسياحية بل سيمتد ليشمل مشاريع علمية وترفيهية في ظل وجود بعض الطلبات من الجامعات والكليات الغزية لتوفير هذه التقنية في بعض مجالات الدراسة لطلابها.

ويشير إلى أن هناك مشاريع لتوفير هذه التقنية لصالح طلاب الهندسة للتعرف على العمارة والإنشاءات عن قرب في ظل عدم قدرة الجامعات على توفير بعثات علمية خارجية بسبب إغلاق المعابر بشكل دائم، بالإضافة لتخصص الأحياء والتخصصات الطبية.

وعن الصعوبات التي يواجهها في تنفيذ المشروع، يوضح الشرفا أنّها المدة الطويلة التي تستغرقها مدة وصول جهاز الواقع الافتراضي والنظارة الذكية، والتي تصل في بعض الأحيان لشهرين، بفعل إغلاق المعابر وإجراءات التفتيش والرقابة الصارمة التي يقوم بها الاحتلال على المعابر.

ويلفت إلى أنّ غياب الدعم الفني الكامل للتقنية واقتصاره على بعض الشركات العالمية التي توفر خدمة دعم للتقنية حديثة النشأة يجعل فكرة تنفيذ أي مشروع رهن التطور في تقنية الواقع الافتراضي وطول مدة التنفيذ من أجل أن يخرج المشروع بالشكل الأنسب.


اقرأ أيضاً: الاحتلال يؤجل البت بقرار الإفراج عن القيق لأسباب صحية
المساهمون