غزة تستقبل أيضاً اللاجئين

23 سبتمبر 2015
المعاناة تزداد في قطاع غزة (فرانس برس)
+ الخط -
منذ أربع سنوات، استقبل قطاع غزة وفوداً جديدة من اللاجئين الجدد من دول عربية عدة. توافد اللاجئون من مناطق مشتعلة، مناطق تعيش على وقع الصراعات الدموية، خاصة سورية وليبيا واليمن. وقد لجأ العشرات من الفلسطينيين من داخل مخيم اليرموك تحديداً إلى الأراضي الفلسطينية، وخاصة إلى قطاع غزة، فيما لجأ العديد من الليبيين بعدما اشتد الصراع في بلدهم، ومع بداية العام، لجأت أيضاً بعض العائلات اليمنية إلى قطاع غزة.

يعيش قطاع غزة أوضاعاً اقتصادية واجتماعية صعبة. فهم لا يملكون الأموال اللازمة لاستئجار منزل صغير، كما أنهم لا يستطيعون تأمين المستلزمات الأساسية لحياتهم، فضلاً عن عدم قدرتهم شراء الأدوية، ما يجعلهم عرضة للأمراض والأوبئة.


دخل معظم اللاجئين عبر معبر رفح، فيما دخل آخرون عبر الأراضي المصرية، ثم وصلوا إلى قطاع غزة عن طريق الأنفاق الداخلية. يعيش اللاجئون أوضاعاً مأساوية. هربوا من تحت القصف ووصلوا إلى قطاع يعاني أصلاً من أوضاع اقتصادية صعبة، بسبب الحصار المفروض من قبل الاحتلال الإسرائيلي من جهة، والدمار الذي خلفته الحروب السابقة من جهة أخرى.

يعيش في قطاع غزة ما يقارب 24% من إجمالي عدد اللاجئين المسجلين في "الأونروا"، ويعد هذا القطاع من أول المناطق التي استقبلت اللاجئين منذ عام 1948، واليوم ومع تجدد الصراعات في الدول العربية، ارتفع عدد اللاجئين. ويعيش معظم سكان القطاع على المساعدات الدولية في ظل غياب الفرص الحقيقية للعمل.

مأساة مزدوجة
نبيل أبو نحل (42 عاماً) أحد اللاجئين السوريين الذين وصلوا إلى قطاع غزة في بداية عام 2012 قادماً من مخيم اليرموك. دخل القطاع مع عائلته عن طريق الأنفاق الحدودية الواقعة بين غزة والأراضي المصرية. يقول أبو نحل لـ "العربي الجديد" أعيش ظروفاً مأساوية داخل قطاع غزة، فمنذ قدومي في عام 2012 إلى اليوم، لم أستلم أي مخصصات سوى راتب بسيط من وزارة الشؤون الاجتماعية، أحصل عليه مرة كل ثلاثة أشهر. أقوم من خلاله بتسديد إيجار البيت، أما الباقي من الراتب، فأخصصه لشراء احتياجات عائلتي الضرورية فقط، مشيراً إلى أنه لم يشتر الحاجات الغذائية التي تتطلبها أسرته منذ أشهر، إذ تعتمد العائلة على مكونات غذائية بسيطة. ويؤكد أبو نحل أنه يعاني من تفاقم الديون، فيقول" إن غياب فرص العمل، وغياب المخصصات الحكومية، جعلتني أسير الديون المتراكمة".

أبو نحل وهو من مدينة السويداء في سورية ومقيم في مخيم اليرموك، لجأ إلى قطاع غزة باعتبارها موطنه الأصلي، ويقول: "إن الأوضاع داخل مخيم اليرموك كارثية، ولذا قررت الهروب إلى الأراضي الفلسطينية، وبعد قدومي إلى قطاع غزة، بدأت أبحث عن عمل، لكن غياب فرص العمل، وارتفاع نسبة البطالة بين أهل القطاع، جعلت من المستحيل أن أجد أي فرصة أستطيع من خلالها تأمين المستلزمات الأساسية لعائلتي.

يؤكد العديد من الهاربين من سورية، أن الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها القطاع، تجعل حياتهم مأساوية، خاصة في موسم الأعياد، أو عند بدء موسم الدراسة بسبب التكاليف المالية المرتفعة، والتي لا يقوى أحد من اللاجئين على تأمينها.


يشير رئيس لجنة اللاجئين القادمين من سورية إلى قطاع غزة عاطف العيماوي إلى أن غزة لم تستقبل فقط اللاجئين السوريين، بل استقبلت عائلات مهجرة من دول عربية أخرى تعيش على وقع الصراعات، مثل ليبيا واليمن، فقد بلغ عدد العائلات اللاجئة من كافة الدول العربية ما يقارب 450 عائلة، بمعدل 2500 لاجئ معظمهم من النساء والأطفال. ويصل عدد العائلات السورية إلى نحو 240 عائلة، وأما العائلات الليبية فيصل عددها إلى 199 عائلة، كما لجأ من اليمن أكثر من عشر عائلات، مشيراً إلى أنهم يعيشون في وضع مأساوي يزداد سوءاً يومياً.

ويضيف العيماوي "معظم العائلات المهاجرة من الدول العربية إلى قطاع غزة لم تتلق أي مساعدات باستثناء برنامج البطالة والتشغيل المؤقت، إلا أنه منذ مطلع عام 2015 لم يتقاض 300 عامل رواتبهم، وهم يقبعون تحت نيران البطالة، مؤكداً أن اللاجئين مثل سكان القطاع يعيشون أوضاعاً صعبة، فهم لا يستطيعون تسديد إيجار منازلهم، كما أنهم لا يستطيعون شراء المستلزمات الأساسية من الطعام والشراب أو الأدوية".
المساهمون