غزة ... البيع الموسمي ينتعش في رمضان

22 يونيو 2016
بائع خضروات في غزة (عبدالحكيم أبورياش، العربي الجديد)
+ الخط -

يجد الفلسطيني محمود عبدو (24 عاما)، من غزة، مصدراً للرزق في شهر رمضان، من خلال بسطته الصغيرة، التي يملؤها يومياً بـ"الجرجير والفجل والنعناع"، باعتبارها من النباتات المُكملة لموائد الصائمين في هذه الشهر.
ويعتبر شهر رمضان فرصة للكثير من العاطلين من العمل في القطاع المحاصر إسرائيلياً منذ عشر سنوات، لكسب الرزق من خلال بيع الخضروات والحلويات الشعبية، بالإضافة إلى الألعاب وغيرها من البضائع الموسمية، خاصة للعديد من الخريجين والعاطلين من العمل، والذين لم تُسعفهم الحياة الاقتصادية الصعبة في غزة.
عبدو، الحاصل على شهادة البكالوريوس في التربية، يوضح أنه منذ السنة الماضية وهو يتخذ شهر رمضان كمصدر رزق له من بيع بعض الخضروات، مضيفًا أن قلة فرص العمل دفعته للعمل في بيع تلك الخضروات في رمضان.

ويحاول الباعة الجوالون على البسطات توفير الاحتياجات الأساسية لهم ولعوائلهم خلال شهر رمضان عبر بيع الخضروات، بالرغم من العائد المادي الشحيح الذي يجنونه من هذه العربات والبسطات المنتشرة في مختلف أسواق القطاع.
ويقول عبدو لـ"العربي الجديد": "طوال 3 سنوات من التخرج لم أجد فرصة عمل، وسعيت في شهر رمضان لشراء كميات من الجرجير والفجل وبيعها للغزّيين، نظراً لإقبالهم عليها بشكل كبير، وكونها تجارة صغيرة تدر دخلًا وتوفر الحد الأدنى من المصاريف".
وبعيدًا عن "بسطة" عبدو بعدة أمتار، يفترش أحمد الحرازين (27 عاما)، بسطته المماثلة، على جانب أحد الطرقات العامة بغزة، سعياً منه لتوفير دخل بسيط يساعده على إعالة زوجته وطفليه، بعدما لم تتوفر له فرصة عمل تُناسب تخصصه الجامعي.
ويُضيف الحرازين لـ"العربي الجديد"، أنه يعزم في كل رمضان على شراء كميات من البقدونس والنعناع وبيعها، على اعتبار أنها تُزين الموائد الرمضانية للغزيين، مشيرا إلى أنه يجني ما يُقارب 15 شيكلا (نحو 4 دولارات أميركية) بشكل يومي.
وباءت محاولات الحرازين للحصول على فرصة عمل في غزة بالفشل، بعد أن تقلّصت الفُرص نتيجة الحصار المستمر على القطاع، والعدوان الإسرائيلي الأخير عام 2014 والذي سبقه عدوانان، والتي تسببت مجتمعة في انهيار الأوضاع الاقتصادية في غزة.
ووفقاً لإحصائية جديدة أصدرها الاتحاد العام لنقابات عمال فلسطين في غزة، فقد بلغ عدد العمال العاطلين من العمل 250 ألف عامل، في حين كانت أعدادهم عام 2011 لا تتجاوز 50 ألف عامل.

وشهدت السنوات الماضية ارتفاعاً ملحوظاً في معدلات الفقر التي تجاوزت نحو 80% من السكان، بالإضافة إلى ارتفاع نسبة البطالة التي تجاوزت 60%، جراء الحصار الإسرائيلي والحروب الثلاث التي شنتها إسرائيل على القطاع.
ويتجول سهيل فتحي (28 عاما)، بعربته الصغيرة داخل سوق الزاوية بمدينة غزة، ويبيّن لـ"العربي الجديد"، أن العشرات من الشباب والعاطلين من العمل، يعملون على بيع الخضروات الموسمية كونها تُوفر لهم فرصة عمل ومصدر دخل ولو "بسيط".

ويقول إن رغبة الصائمين في تناول بعض الأطعمة بجانب الأطباق الرئيسية على الموائد الرمضانية، يزيد الاهتمام لدى الباعة المُتجولين على شرائها ومن ثم بيعها للمواطنين.
وكان تقرير للبنك الدولي، صدر في إبريل/ نيسان الماضي، قد حذر من أن اقتصاد غزة بات على "حافة الانهيار"، مشيرا إلى أن معدل البطالة في القطاع هو الأعلى في العالم.
وغزة معزولة عن العالم بموجب حصار شامل يفرضه الاحتلال وإغلاق شبه دائم من جانب مصر لمعبر رفح، الأمر الذي يضر باقتصاد قطاع غزة.
وقال البنك الدولي إن الحصار الإسرائيلي المفروض على غزة "لا يزال يؤثر بشدة على الاقتصاد"، مضيفا أن "إغلاق مصر لمعبرها الحدودي مع غزة، البوابة الرئيسية لدخول وخروج سكان القطاع، يؤدي إلى زيادة تفاقم الوضع".



المساهمون