وأفاد مكتب المحاماة "ليه داي" Leigh Day الذي يتابع القضية بأن الشكوى سُلمت إلى السفارة السعودية في لندن، أمس الثلاثاء، نيابة عن المدون الساخر، غانم المصارير الدوسري، الذي قال إن المملكة استهدفته عبر تقنية طورتها شركة البرمجيات والهايتِك الإسرائيلية "إن إس أو" NSO.
وكانت تقارير إخبارية وحقوقية عدة كشفت عن استخدام برمجية "بيغاسوس" Pegasus التي طورتها الشركة الإسرائيلية "إن إس أو" في استهداف ناشطين حقوقيين وصحافيين ومعارضين سياسيين.
ووفقاً للشكوى، فإن المعارض السعودي تلقى رسالة نصية مشبوهة في يونيو/حزيران عام 2018. وتوصل خبراء مستقلون عقب تتبعها إلى ارتباط الرسالة بمشغل "بيغاسوس" الذي سبق وثبت استخدام السعودية له في تتبع معارضين لها، وربط الخبراء تلك الواقعة بهجوم آخر منفصل استهدف معارضاً سعودياً.
Twitter Post
|
وأشارت الشكوى إلى أن مؤشرات عدة على جهازي "آيفون" الخاصّين بالمصارير، ونقره على الروابط الخبيثة التي أرسلت إليه، إلى جانب التقارير التي أكدت استخدام المملكة تقنية "بيغاسوس" على نطاق واسع، تؤدي إلى "استنتاج لا مفرّ منه" بأنها مسؤولة عن الهجوم.
وأمام السلطات السعودية ستة أسابيع للرد على الشكوى، ما قد يمنحها فرصة لعقد تسوية، قبل تقديم المزاعم رسمياً إلى المحكمة.
وتأتي الشكوى بعدما كشفت مجلة "تايم" الأميركية، في مايو/أيار الحالي، أنّ ثلاثة من أصدقاء الصحافي السعودي الذي اغتيل في قنصلية بلاده في مدينة إسطنبول التركية، جمال خاشقجي، تلقّوا إحاطات أمنية، تحسباً لـ "أعمال انتقامية" من السلطات السعودية، على خلفية نشاطهم للمطالبة بالديمقراطية. وهم الناشط إياد البغدادي في أوسلو (النرويج)، وعمر عبد العزيز في مونتريال (كندا)، وآخر في الولايات المتحدة طلب عدم الكشف عن اسمه.
وكان عمر عبد العزيز، المقرب من الصحافي الراحل جمال خاشقجي، رفع دعوى قضائية ضد الشركة الإسرائيلية، في ديسمبر/ كانون الأول عام 2018، لمساعدة السعودية على اختراق هاتفه الذكي، والتجسس على اتصالات جرت بينهما قبل اغتياله.
ووثقت "منظمة العفو الدولية" استخدام برنامج التجسس "بيغاسوس"، التابع لمجموعة "إن إس أو" في استهداف مجموعة واسعة من شخصيات المجتمع المدني، في أنحاء العالم كافة، بمن فيهم من لا يقل عن 24 من المدافعين عن حقوق الإنسان والصحافيين والبرلمانيين في المكسيك، وأحد موظفي "منظمة العفو الدولية"، والناشطون السعوديون عمر عبد العزيز ويحيى العسيري وغانم المصارير الدوسري، والناشط الحقوقي الإماراتي الحائز جائزة في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان أحمد منصور، واستهداف الصحافي السعودي جمال خاشقجي، الذي اغتيل في قنصلية بلاده في مدينة إسطنبول التركية، في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وكشفت شركة "واتساب" وصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، في مايو/أيار الحالي، أنّ الشركة الإسرائيلية "إن إس أو" تمكّنت من حقن برامج تجسس في هواتف مستخدمين محددين، بعد قرصنة المكالمات الصوتية.