عيد الفطر في سورية.. إرادة الحياة تتغلّب على آلة القتل
عمار الحلبي
عمار الحلبي
يمر عيد الفطر على سورية في ظل آلة قتل تحاول حرمان السوريين، لا سيما الذين يعيشون في مناطق المعارضة، من فرحةٍ العيد. وجاء تعكير صفو العيد هذا العام عبر سلسلة انفجارات ضربت محافظة إدلب ومدينة الدانا، وأودت بحياة عشرات القتلى والجرحى عشية العيد، لكن تلك التفجيرات لم تقف حاجزاً أمام استمرار الاحتفالات بعيد الفطر.
وقال الناشط الإعلامي أحمد الإبراهيم، لـ"العربي الجديد": "إن أجواء العيد كانت حاضرة بكلّ تفاصيلها منذ فجر اليوم الأحد"، موضحاً أن التفجيرات لم تؤثّر على السير الطبيعي للاحتفال به.
ونقل الإبراهيم مشاهداته من داخل مدينة إدلب عن أول أيام العيد قائلاً: "منذ الصباح كانت مدينة إدلب تشهد هدوءاً عاماً مع توافد سكّان المدينة ومعظم أريافها إلى صلاة العيد صباحاً، ثم اتجهوا إلى المقابر التي شهدت ازدحاماً غير مسبوق".
وأضاف أن عدداً كبيراً من العائلات تعايشت مع حالة عدم الاستقرار، وقرّرت الاحتفال بالعيد رغم كل ما يجري من مآس، مبيّناً أن نسبةً كبيرةً من العائلات صنعت حلوى العيد وخلقت أجواء المتعة التي فقدها الأطفال على مدار الأعياد السابقة، كذلك انتشرت ألعاب العيد داخل مدينة إدلب.
ووصف الإبراهيم هذا العيد بأنه أفضل ممّا سبقه رغم التفجيرات التي ضربت المحافظة، لافتا إلى الارتياح الكبير لدى الأهالي نتيجة عدم انتشار الطائرات الحربية في سماء المدينة وقصف المدنيين كما جرت العادة في أعيادٍ سابقة، ومعتبرا أن الأجواء الإيجابية عكسها اتفاق "تخفيف التوتّر" الذي ساهم بإتمام الفرحة.
وتابع أن إجازة العيد التي وفّرتها الحكومة التركية للسوريين لزيارة ذويهم في شمالي سورية ساهمت أيضاً بنسبة كبيرة في جعل الأجواء مثالية، فاجتمعت عائلات فرقتها الحرب والنزوح منذ سنوات.
وسمحت السلطات التركية لعشرات آلاف السوريين بالدخول إلى سورية بقصد الزيارة والعودة إلى تركيا، عبر معبري باب السلامة وباب الهوى.
أبو ضياء، هو أحد سكّان مدينة إدلب، قال لـ"العربي الجديد": "لن أجد فرصة أفضل من هذه الفرصة لأكمل فرحتي بالعيد". وأضاف الرجل الخمسيني: "اجتمعت مع أولادي الكبار بعد غيابهم سنوات في تركيا، وسماء المدينة خالية من أي وجود للطيران الحربي، وتمكّنت من رؤية أحفادي وهم يرتادون الألعاب، وهذا أجمل ما يُمكن أن أراه في العيد"، مؤكّداً أن هذا العيد أفضل بكثيرٍ مما سبقه من أعياد.
دلالات