تونسيون اختاروا النزل لقضاء إجازة العيد...سباحة واستجمام بعيدا عن الفوضى
تونس
العربي الجديد
اختارت عائلات تونسية كثيرة قضاء عيد الفطر في فنادق منطقة الحمامات، بعيدا عن ضوضاء المدينة والفضاءات الترفيهية التي تعج بالوافدين، أو زيارة الأقرباء كما كانت العادة، مفضلة السباحة والاستمتاع بأشعة الشمس، والاسترخاء والاستجمام خصوصا مع ارتفاع درجات الحرارة.
وفي أحد الفنادق بالحمامات الجنوبية، أشهر المناطق السياحية بتونس، والتي تقع على بعد 60 كلم عن تونس العاصمة، توافدت العديد من العائلات التونسية إلى الفضاءات السياحية لقضاء العيد، وسارع الأطفال إلى السباحة واللهو في الألعاب المائية المختلفة، فلا ألعاب إلكترونية هنا ولا أصوات المزامير وبالونات متطايرة.
ويؤكد مسؤول بنزل في الحمامات لـ"العربي الجديد"، أن العديد من التونسيين أصبحوا يختارون قضاء يوم العيد في النزل بالحمامات بحكم تزامن العيد مع فصل الصيف، خصوصا مع انخفاض الأسعار مقارنة بفترة الذروة، إذ تراوح الأسعار حاليا ما بين 40 و50 دولارا، لافتاً إلى استقبالهم أجانب من بلدان مجاورة وخاصة من الجزائر وليبيا الذين جاؤوا لقضاء العيد.
ويضيف أن السياحة الداخلية وحتى الخارجية بصدد استعادة عافيتها، وشهدت انتعاشة مقارنة بالأعوام الماضية، لا سيما بعد ضربتي سوسة وباردو، معتبرا أن تحسن المؤشرات الأمنية شجع الكثيرين على التوافد وقضاء العطلة.
حميدة، في عقدها الخامس، تتأمل أحفادها وهم يركضون ويسبحون، وترمقهم بابتسامتها العريضة، تقول لـ"العربي الجديد": "قدمت من العاصمة تونس إلى الحمامات الجنوبية برفقة أحفادي، وأعجبتني الأجواء، وخاصة أني ابتعدت عن روتين المطبخ وإعداد الطعام. لقد سئمت الطبخ طيلة شهر كامل، في النزل الطعام جاهز ولا واجبات منزلية، فقط الراحة".
وتضيف أنها تشعر بالراحة، وإن الأجواء تبعث على الفرح، مؤكدة أنها المرة الأولى التي تقضي فيها العطلة يوم العيد خارج المنزل، وأعجبتها الفكرة وفوجئت بتواجد عائلات تونسية كثيرة.
وتقول أضواء، وهي أستاذة، لـ"العربي الجديد"، إنها قدمت من العاصمة تونس، مبينة أنها لا تجد مكانا تقصده للاستجمام في العادة، لذلك اختارت النزل والقدوم في يوم العيد، مضيفة أن قضاء أول أيام العيد في نزل أمر مريح ويبعث على الترفيه.
وتؤكد أضواء أنّها اكتفت بالاتصال بأقربائها بالهاتف لتهنئتهم بالعيد، مبينة أن زيارة العائلة ممكنة في أي وقت، لذلك تريد أن تستمتع بالعطلة ثم تؤدي واجب المعايدة لاحقا، مشيرة إلى أن وسيلة التواصل الاجتماعي "فيسبوك" سهلت على الناس تبادل التهاني.
وتقول ربيعة، وهي سيدة في عقدها السادس، من محافظة باجة، شمال تونس، إنها تعودت القدوم إلى الحمامات، وخاصة إلى هذا النزل، برفقة عائلتها منذ عدة أعوام، مبينة أن ابنها قدم أخيرا من فرنسا، لذلك اختارت الحضور برفقة أحفادها كي يستمتعوا بالعطلة، مضيفة أن "لكل مكان خاصيته، فالعيد في المنزل له رونقه والعيد في فضاء سياحي له ميزاته، والمهم أن يكون الإنسان سعيدا ويرفّه عن نفسه".
وتضيف ربيعة أنّ ارتفاع درجات الحرارة وتزامن رمضان مع الصيف أدى إلى قدوم العديد من العائلات التونسية إلى النزل للاستجمام.
وتؤكد أنها تلقت التهاني بمناسبة العيد بواسطة الهاتف منذ الصباح، كما أنها هنأت أغلب العاملين بالنزل، مبينة أنها سعيدة بتواجدها معهم، فهم يسهرون على راحتهم وخدمتهم رغم أنه من المفروض أن يكون يوم عطلة.
وتوضح عاملة نظافة تدعى أمال، أنها تركت أطفالها اليوم من أجل ضرورات العمل، فهم يؤمنون مختلف الخدمات مهما كانت المناسبات، مشيرة إلى أنها فوجئت بتوافد عديد من العائلات التونسية إلى النزل سعيا للاستمتاع والاستجمام.