عون: لا يمكن أن نقبل الإيحاء بأن الحكومة اللبنانية شريكة بأعمال إرهابية

بيروت

العربي الجديد

لوغو العربي الجديد
العربي الجديد
موقع وصحيفة "العربي الجديد"
20 نوفمبر 2017
F4AC24AF-64BD-45FB-B3DF-457CF00E2A41
+ الخط -
أبلغ الرئيس اللبناني، ميشال عون، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، بأن "لبنان ليس مسؤولاً عن الصراعات العربية أو الإقليمية التي تشهدها دول عربية"، وأنه "لا يمكن أن يقبل الإيحاء بأن الحكومة اللبنانية شريكة في أعمال إرهابية"، فيما قال أبو الغيط إنه "لا أحد يبغي أو يمكن أن يقبل أو يرغب في إلحاق الضرر بلبنان". 
 

وشدد الرئيس اللبناني، اليوم الإثنين، على أن بلده "لم يعتدِ على أحد، ولا يجوز بالتالي أن يدفع ثمن هذه الصراعات من استقراره الأمني والسياسي، خصوصاً أنه دعا دائماً للتضامن العربي ونبذ الخلافات وتوحيد الصف".

وأضاف الرئيس عون أن "لبنان لا يمكن أن يقبل الإيحاء بأن الحكومة اللبنانية شريكة في أعمال إرهابية"، وشدد على أن "الموقف الذي اتخذه مندوب لبنان لدى جامعة الدول العربية بالأمس يعبر عن إرادة وطنية جامعة لمُختلف الأطراف اللبنانية".

وأبرز أن "لبنان واجه الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة منذ العام 1978 وحتى العام 2006، واستطاع تحرير أرضه"، مشيراً إلى أن "الاستهداف الإسرائيلي لا يزال مستمراً، ومن حق اللبنانيين أن يقاوموه ويحبطوا مخططاته بكل الوسائل المتاحة". 

من جهته، أعلن أبو الغيط في المقابل أنه "شرح للرئيس عون الظروف التي أحاطت باجتماع أمس، ولا أحد يمكن أو يرغب بإلحاق الضرر  بلبنان".


وأكد الأمين العام لجامعة الدول العربية​، في تصريح له من ​قصر بعبدا​ بعد لقائه عون​، أنه "لا أحد يبغي أو يمكن أن يقبل أو يرغب في إلحاق الضرر بلبنان، بمعنى أن لبنان له تركيبة وخصوصية والجميع يعترف بذلك".​

وأوضح أنه "إذا كان القرار الصادر عن اجتماع وزراء الخارجية العرب أمس يتضمن بعض المواقف فيما يتعلق بفريق لبناني، فهذا ليس بأمر جديد، ولكن حتى الإشارة إلى ​الحكومة​ جاءت في الإشارة إلى المشاركة وليس المقصود بها لبنان كبلد". 

أما عن قرار تشكيل حكومة لبنانية جديدة، فقال: "هذا شأن لبناني لا أتدخل به، ورئيس الحكومة ​سعد الحريري​ سيأتي غداً.. هذا يتعلق بالتركيبة اللبنانية". وشدد على أن "القرار الذي صدر أمس ليس صاروخاً بالستياً موجهاً ضد لبنان، بل الدول العربية، ومنها السعودية، تلقت هذه الصواريخ البالستية"، مشيراً إلى أن "هناك إشارة إلى المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، والتي تتحدث عن حق الدفاع الشرعي والتفاعل مع هذه الضربات الصاروخية بالشكل الذي يختارونه والتوقيت".

وبعد أن أعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري، موقفاً عاتباً على مقررات اجتماع وزراء الخارجية العرب أمس، قال فيه: "شكراً وعذراً .. الشكر لله. وعذراً أننا في لبنان قاتلنا إسرائيل"، رد أبو الغيط على بري بعد لقائه في مقر الرئاسة الثانية في منطقة عير التينة في بيروت. وقال أبو الغيط إنه "قادم من بلد قاتل إسرائيل لعقود"، وأن "من قرأ كتابي (شاهد على الحرب والسلام) يُدرك أن ادانة الإجرام الاسرائيلي تتم في الحرب وفي السلم". 

ووصل الأمين العام لجامعة الدول العربية صباح اليوم إلى مطار بيروت الدولي على رأس وفد من الجامعة، في "زيارة مُحددة قبل استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري"، وذلك للمشاركة في مؤتمر من تنظيم "لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا"، وفق ما أكدت مصادر دبلوماسية لبنانية لـ"العربي الجديد".

وفي حديث إلى "الوكالة الوطنية للإعلام" في وقت سابق اليوم، قال "الدول العربية تتفهم وتراعي لبنان، وتريد تجنيبه أو إقحامه في أي خلاف"، مقدراً "كلمة مندوب لبنان في الجامعة العربية أنطوان عزام أمس".

وكان عزام قد تحفظ على تسمية "حزب الله" ووصفه بـ"الإرهابي" في البيان الختامي لاجتماع وزراء الخارجية العرب، وأكد، في الوقت نفسه، أن "لبنان يرفض أي اعتداء على أمن أي دولة عربية". 

وتأتي زيارة أبو الغيط قبل يوم من الزيارة المُتوقعة لرئيس الحكومة اللبنانية، سعد الحريري، الموجود في فرنسا حالياً، إلى القاهرة للقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي. 

وقد أثار خبر الزيارة، المرتقبة الثلاثاء، لغطاً إعلامياً، بسبب تزامنها مع توجه السيسي إلى قبرص للمشاركة في لقاء هناك.

كما شهد اليوم الإثنين وصول السفير السعودي المُعين في لبنان، وليد اليعقوب، إلى بيروت بعد أن تم تكليف وليد البخاري للقيام بأعمال السفير في أغسطس/آب من العام الماضي، وهو تاريخ إحالة السفير السابق، علي عواض العسيري، على التقاعد. 

وشكّل تعيين السفير الجديد إحدى أوراق الضغط السعودي على لبنان، في إطار الاتهامات السعودية للحكومة بـ"تغطية نشاطات حزب الله التي تُهدد استقرار الدول العربية".

وعلى صعيد مُتّصل، شهدت بيروت اليوم اجتماعا عقده "تيار المستقبل" لمسؤولي المناطق، علم "العربي الجديد" أنه خُصص لـ"التأكيد على وحدة التيار خلف الرئيس سعد الحريري، الذي سيلتزم بسقف بيان وزراء الخارجية العرب، وسيتعاون مع حزب القوات اللبنانية ووزير العدل السابق، أشرف ريفي، لمعارضة نفوذ حزب الله". 

كما نقلت قيادة "المستقبل" لأنصارها "توقّع عقوبات اقتصادية سعودية على لبنان قد تطاول الجميع، ولكنها تهدف للضغط على السلطات اللبنانية باتجاه تبني موقف معارض ضد الحزب". 

وتم خلال الاجتماع أيضاً، التحضير لـ"احتفال شعبي دعما للرئيس الحريري" سيقام بعد انتهاء الاحتفال الرسمي بعيد الاستقلال الأربعاء.

​إلى ذلك، يستعرض الأمين العام لـ"حزب الله"، حسن نصر الله، التطورات العربية الأخيرة وتداعيات الاستقالة المُعلنة لرئيس الحكومة في كلمة يلقيها مساء اليوم. 

ومن المُتوقع أن يتطرق نصر الله أيضاً إلى سير المعارك ضد تنظيم "داعش" الإرهابي في منطقة البوكمال السورية، وقرب إنهاء الوجود العسكري للتنظيم هناك. 

وقد ربطت مصادر بين هذا التطور وقرب إعلان "حزب الله" عن سحب الجزء الأكبر من قواته من الأراضي السورية بعد إعادة تثبيت النظام السوري ميدانياً وعسكرياً في جزء واسع من الأراضي السورية، وقتال تنظيمي "داعش" و"النصرة" هناك، وهو ما تحدّث عنه نصر الله في خطاب سابق ألقاه بعد استقالة الحريري، واعتبر فيه أن عودة الحزب من سورية "طبيعية" بعد انتهاء القسم الأكبر من المعارك. 

ومن الممكن أن يُشكّل إعلان الحزب انسحابه من سورية "بعد إزالة الخطر التكفيري" محاولة لامتصاص الموقف العربي، لكن دون تصوير الأمر كتنازل من قبل الحزب أمام الضغط الذي تمارسه السعودية والإمارات عليه. 




ذات صلة

الصورة
أكثر من مليون شخص نزحوا من مناطق الحرب (حسين بيضون/العربي الجديد)

اقتصاد

مع نزوح أكثر من مليون شخص في لبنان إلى عدد من المناطق الآمنة بسبب تصاعد العدوان الإسرائيلي، ظهرت على السطح فئة من تجار الأزمات الذين استغلوا أوضاع النازحين.
الصورة
جانب من تعزيزات الاحتلال العسكرية قرب الحدود اللبنانية، 1 نوفمبر 2023 (فرانس برس)

سياسة

يواصل جيش الاحتلال حشد مزيد من الدبابات والقوات البرية على الشريط الحدودي، تزامناً مع تهديدات متكررة من قادته بشن عملية برية في لبنان
الصورة
وضع حجر الأساس لمستشفى بيروت الحكومي الجامعي-الكرنتينا - بيروت - لبنان - 16 سبتمبر 2024 (محمد سلمان)

مجتمع

وُضع حجر الأساس للمبنى الجديد لمستشفى بيروت الحكومي الجامعي - الكرنتينا، ومن المتوقّع الانتهاء من إعادة إعماره وتجهيزه بالكامل بتمويل دولة قطر بعد عامَين.
الصورة
عائلات مهجّرة من قرى حدودية تطلب المساعدة في صور (حسين بيضون)

مجتمع

نزح أكثر من 100 ألف شخص قسراً من قرى جنوب لبنان الحدودية بعد التصعيد مع الاحتلال الإسرائيلي في أعقاب عملية "طوفان الأقصى" وغالبيتهم يعيشون ظروفاً صعبة.