عن لارا أيضاً

03 يناير 2015
+ الخط -

في عام 2011، حضرت، لأوّل مرّة، حفلةً لفرقة "شرق"، ولم يتكرر الحظ. ما زلتُ إلى الآن أعود إلى تسجيلات الحفلة على "يوتيوب"، لأستمع إلى ما قُدِّم فيها من أغانٍ أدّاها كل من لارا عليّان ومهنّد عطاالله؛ "على طريق عيتيت" و"عمّي يا بو الفانوس" و"غزال تركي"، وغيرها. لارا بثوبها الفلسطيني المُطرّز، ومن خلفِها التخت الشرقي تتوزّع عليه الجُمل الموسيقية، وصوتها..

"مشكلة" هذا الصوت هي أنّه لا يوصف. لا يمكن للأوصاف والمسميات أن تلتقط ذلك الانسياب. لكن ما نستطيع قوله إنه صوت ابنٌ لطبيعته وبيئته وهُويته. صوتٌ يعيدُ تشكيل الكلام ومعناه، كأنّكَ تقرأ النّص بعد غنائه على خلاف ما كنت تعرفه، ويمنحه الصوت معانيَ جديدة.

بحكم أصالة هذا الصوت، لم يكن للارا في عملها الجديد "حلوة"، أن تبتعد عن هُويّتها ولو بشكلها الخام، لم يكن لها إلّا أن تنحاز إلى تعزيز هذا المفهوم الموسيقيّ لنفسها ولجمهورها، بشرط، أن تقدِّم أغاني جديدة، من دون أن تعود إلى التراث وتتناول منه ما تشاء.

استطاعت لارا أن تفعلها، وجاءت بعملٍ انفردت هي بثماني أغانٍ من أصل عشر يضمّها، وتركَت فيه إشاراتٍ، لمن يصغي جيداً، تقول إنّ القادمَ سيكون أكثر اتّساعاً.

المساهمون