عندما يتماهى السوريون مع أبطال المسلسلات

15 يوليو 2015
أبطال مسلسل "غداً نلتقي" (العربي الجديد)
+ الخط -
بالرغم من كل ما يعانيه السوريون من غلاء للمعيشة و خوف وذعر و نزوح فقد تابعوا الدراما السورية الرمضانية بزخم كبير، في الأوقات التي كانت تصلهم فيها الكهرباء. وقد ناقشت بعض هذه الأعمال الأوضاع السورية منذ بدء الثورة وحتى اليوم، مع اختلاف أساليب الطرح بين عمل وآخر.
الملفت للنظر هو حالة التقبل العامة لهذه الأعمال بالرغم من وجود أعمال قدمت المشهد بسطحية وجيّرته لمصلحة النظام مركزة على العذاب الإنساني من دون ذكر أسبابه الصحيحة. إذ تناول مسلسل "انتظار الياسمين" عذاب النزوح، أما مسلسل "عناية مشددة" فقد هرب من مواجهة حقائق كثيرة عن طريق الالتفاف على الأحداث وعن طريق تجميلها بعمليات تجميل فاشلة، والانشغال بعلاقات إنسانية اجتماعية أكثر من الدخول في عمق التغييرات الجذرية التي أصابت المجتمع السوري. أما مسلسل "غداً نلتقي" فحاول توثيق ما يحصل على كل الأصعدة، من خلال حبكة درامية صادقة استطاعت فعلاً أن تصور حجم التخريب الذي أصاب الإنسان السوري، مبينة أسباب هذا التخريب. ولعل إقبال السوريين على مشاهدة هذه الأعمال هو شعور المواطن السوري بالتماهي معها، عكس الأعمال التي تعيش في فنتازيا الماضي، مثل مسلسل "باب الحارة". وربما يكون وجود كل من الفنانين الموالين للنظام والمعارضين له معاً في مسلسل واحد يمثل حالة افتقدها الإنسان السوري في حالته الحقيقية، ويتمنى كثيرا أن تعود ويعيشها، لذا فوجودها في المسلسل يبعث فيه نوعاً من الأمل والتفاؤل الذي بات المواطن السوري في أمس الحاجة لهما. ولكن بالرغم من أن حالة القبول هذه هي حالة ايجابية في المجمل إلا أنها قد تكون خطيرة جداً حين تقدم الأعمال السورية الحقيقة مجتزأة وناقصة، وربما أيضاً يكون هذا القبول بسبب عجز الناس عن تغيير أي شيء إن كان معارضاً أو موالياً بسبب إحساس الخوف الذي بدأ يهدد الجميع.

اقرأ أيضاً: تيم حسن.. تجسيد مبدع لعرض غير لائق
المساهمون