عمر الكدي: "منفى" وأربعة بحار ليبية

07 مايو 2015
معتوق بوراوي / ليبيا
+ الخط -

خمس قصائد تضمّها المجموعة الشعرية الجديدة للكاتب الليبي عمر الكدي، التي صدرت أخيراً بعنوان "منفى"، عن "مجلّة المستقبل"، التابعة لـ"المنظمة الليبية للصحافة وحيادية المعلومات" في القاهرة.

تحت عنوان "المنفى"، نقرأ القصيدة الأولى، التي تقع في 63 صفحة، ويصوّر فيها الشاعر تجربته في المنفى، منذ أن خرج من ليبيا لاجئاً في أواخر التسعينيات.

بعدها، تأتي قصيدة "بحر الأطلال"، التي خص بها امرأَ القيس، ثمّ "بحر الحياة" التي تستحضر أبا نواس، فـ"بحر الكبرياء" التي تُحاكي المتنبي، وأخيراً "بحر الظلام"، التي استدعى فيها أبا العلاء المعرّي.

في حديثه إلى "العربي الجديد"، يوضح الكدي: "جاءت القصيدة الأولى طويلة لأنها تتأمّل المنفى من جميع جوانبه؛ حاولتُ أن أجعل منها نصّاً ملحميّاً".

يُلاحظ قارئ المجموعة غياباً واضحاً لراهن ليبيا والمنطقة العربية، وكأنّ الكاتب قد تعمّد ذلك. حول هذه النقطة، يقول: "ليس سهلاً على الشّاعر أن يتناول كلّ هذه الأحداث الصاخبة التي تدور الآن، خصوصاً بعد ما آلت إليه. لعلّنا نحتاج وقتاً أكثر كي نستطيع الكتابة عنها".

لكن رغم غياب المشهد الراهن، يبدو أنّ الشاعر استحضره بطريقةٍ أخرى، أقلّ مباشرةً. نستدلّ على ذلك من القصائد الأربعة التي خصّ بها أولئك الشعراء، ويقول الكدي بشأنها: "الشعر العربي بدأ بالبكاء على الأطلال، وانتهى بالعمى".

ويضيف: "كان المعرّي شاعراً وحكيماً. ومن المفارقات أنه هو من أنقذ معرّة النعمان من الدمار، عندما خرج بنفسه إلى قائد الجيش المغير وقال له ما معناه: "تسمع منا سجع الحمام ونسمع منك زئير الأسد". فتراجع القائد، وانصرف عن المدينة، التي استباحتها قوى الظلام و"داعش"، التي دمّرت تمثال المعرّي هناك".

المساهمون