عمالقة الإنترنت ينشطون لحماية الاقتراع الرئاسي الأميركي

11 سبتمبر 2020
يشكك دونالد ترامب بانتظام بالتصويت عبر البريد (ماندل نيغان/فرانس برس)
+ الخط -

باتت شركات التكنولوجيا العملاقة متأهبة لمواجهة التهديدات التي تتربص بالاستحقاق الرئاسي الأميركي، إذ أحبطت "مايكروسوفت" هجمات إلكترونية جديدة على فرق الحملات الانتخابية مصدرها الصين وروسيا وإيران، فيما تستعد شبكات التواصل الاجتماعي لحذف البيانات المضللة التي من شأنها تقويض الثقة بالنتائج.

وسارعت الصين وإيران إلى نفي أن تكون شنت محاولات كهذه. واتهمت بكين "مايكرسوفوت" بـ"اختلاق" هذه الاتهامات وبمحاولة "افتعال مشاكل". وقال الناطق باسم الخارجية الصينية، جاو ليجيان، إن "الانتخابات الرئاسية الأميركية شأن أميركي داخلي. لا نهتم بالتدخل فيها ولم يسبق لنا أن تدخلنا فيها إطلاقاً".

من جهته، قال الناطق باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، إن "الولايات المتحدة التي تتدخل منذ عقود في الانتخابات في دول أخرى مثل إيران لا يحق لها الإدلاء بمثل هذه التصريحات السخيفة". وأوضح أنه "بالنسبة لطهران، لا يهم من هو في البيت الأبيض. المهم هو التزام واشنطن احترام الحقوق والقواعد والمعايير الدولية، وعدم التدخل في شؤون الآخرين واحترام التزاماتهم".

ومنذ أشهر تكثف "فيسبوك" وتويتر" و"غوغل" و"مايكروسوفت" إعلاناتها حول الهجمات الإلكترونية والحملات التي أحبطتها والمدارة من الخارج.

وأفادت "مايكروسوفت"، الخميس، بأنها رصدت محاولات للتدخل بالاستحقاق الرئاسي من دول خارجية، منها روسيا وإيران ومجموعة "زيركونيوم" ومقرها في الصين. وقد طاولت هجمات الأخيرة أفراداً مرتبطين بحملة المرشح الديموقراطي جو بايدن. وكشفت كذلك أن مجموعة "سترونتيوم" الروسية للقرصنة الإلكترونية هاجمت أكثر من 200 منظمة معنية بالحملة الرئاسية الأميركية من أحزاب ومستشارين وغيرهم.

وأوضحت أن مجموعة "فوسفوروس"، ومقرها في إيران، تستهدف حسابات شخصية لأشخاص مرتبطين بحملة الرئيس دونالد ترامب.

والخميس أيضاً فرضت الولايات المتحدة عقوبات على أوكراني يعتبر "عميلاً روسياً"، لأنه حاول "النيل من سمعة" المرشح الديمقراطي جو بايدن الذي استشهد بتوليفاته الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في إطار حملة الانتخابات المقررة في الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

واعتبرت وزارة الداخلية الأميركية أن تقرير "مايكرسوفت" يثبت أن الصين وإيران وروسيا "تحاول تقويض ديمقراطيتنا والتأثير على الانتخابات".

وتحرص الشركات والسلطات على إظهار ما تستثمره في هذا المجال، لتجنب تكرار فضائح العام 2016. فقبل أربع سنوات طغت على الحملة عمليات تأثير خفية أجرتها تحديداً منظمات قريبة من الكرملين، مثل "إنترنت ريسيرتش أيجنسي" لصالح دونالد ترامب.

وتتوقع هذه المنصات حصول هجمات من نوع "هاك أند ليك" (قرصنة ونشر) تقوم خلالها مجموعات مرتبطة بدول بتوفير معلومات مقرصنة إلى وسائل إعلام وتستخدم الشبكات لنشرها. وهذا بالتحديد ما حصل مع البريد الإلكتروني للمرشحة الديمقراطية، هيلاري كلينتون، عام 2016.

لكن في السنتين الأخيرتين، أصبحت المنصات، بالتعاون مع "مكتب التحقيقات الفيدرالي" (أف بي آي) ووكالات أخرى، خبيرة في شبكات الحسابات المزيفة ونظريات المؤامرة والتحريض على الكراهية وأشرطة الفيديو المحورة.

وتواجه في الوقت الراهن خصوصاً أجواء محلية متوترة للغاية، على خلفية الجائحة والتظاهرات المناهضة للعنصرية التي تؤدي إلى أعمال عنف منتظمة. يضاف إلى ذلك طرف رئيسي ونشط جداً على شبكات التواصل الاجتماعي، هو الرئيس الأميركي نفسه.

ويشكك دونالد ترامب بانتظام بالتصويت عبر البريد، وهي وسيلة رائجة منذ فترة طويلة في الولايات المتحدة وأساسية في زمن الأزمة الصحية الراهنة. وذهب به الأمر إلى دعوة أنصاره إلى التصويت مرتين. وتدخلت "فيسبوك" و"تويتر" مرات عدة، من خلال إرفاق رسائل له بتوضيحات ومع توجيه الجمهور إلى معلومات مؤكدة.

اللجوء بشكل أكبر إلى التصويت عبر البريد يعني أن صدور النتائج واعتمادها رسمياً سيأخذ وقتاً أطول.

وتستعد "فيسبوك" و"تويتر"، بالإضافة إلى "يوتيوب"، لسيناريوهات كارثية في حال استخدام منصاتها لإعلان نتائج أو الدعوة إلى الطعن بها على سبيل المثال.

وفي مقابلة مع محطة "فوكس نيوز"، في يوليو/تموز الماضي، رفض ترامب القول ما إذا كان سيقبل بنتائج صناديق الاقتراع.

وقالت "تويتر" التي منعت الإعلانات السياسية قبل سنة تقريباً إنها ستحذف أي "رسائل مضللة او خادعة"، أو سترفقها بتنبيه، بما في ذلك تغريدات تعلن فوز طرف ما قبل الإعلان الرسمي. ويشمل القرار ثلاثة أنواع من التصريحات: الرسائل "التي تسبب الالتباس" حول العملية الديمقراطية أو السلطات المكلفة الاقتراع، والمعلومات غير المثبتة حول عمليات تزوير مفترضة، وتلك التي تتعلق بفرز الأصوات مثل "التصرفات غير القانونية التي تهدف إلى منع حصول عملية انتقالية سلمية".

من جهتها، أقامت "فيسبوك" مركز معلومات حول الاقتراع عبر الإنترنت، وأعلنت استحالة بث أي إعلان سياسي جديد في الأسبوع الذي يسبق الاستحقاق الرئاسي.

وتحاول "غوغل" عبر "يوتيوب" إعطاء الأولوية للمعلومات التي تعتبر موثوقة. واتخذت الشركة، الخميس، إجراء جديداً لمواجهة التضليل الإعلامي يشمل عمليات البحث.

(فرانس برس)

المساهمون