صدر للفنان العراقي علي المندلاوي (1958) كتاب "وجوه" (دار سبيريز، دهوك 2014). يحتوي الكتاب على 180 بورتريهاً لشخصيات ثقافية وسياسية، مثل: بدر شاكر السيّاب، حسين مردان، فؤاد التكرلي، نجيب محفوظ، أم كلثوم، محمد عبد الوهاب، أحمد عرابي، ونجاة الصغيرة.
وتنوعّت تقنيات ومواد الرسم بين المائي والغواش والفحم والحبر الأسود، في حين لاقى الكتاب منذ صدوره حفاوة نقدية لافتة، حيث أقيمت له عدة حفلات توقيع وندوات نقاشية.
المندلاوي كاتب ورسام برز اسمه منذ منتصف السبعينيات في العراق. عُرف عنه اهتمامه بفنون الأطفال، فرسم في الصحافة المتخصصة بهم، وعمل في الحيّز الفني للكتب الموجهة إليهم، كما اشتُهرت الشخصيات التي ابتكرتها رسومه. وهو أيضاً أحد أهم الأسماء في فن الكاريكاتير العراقي. وقد تعرض، كحال أصحاب هذا الفن، للكثير من المتاعب خلال مسيرته.
كتابه "وجوه" يضعنا أمام طريقة تعبير خاصة. فاللوحة ليست كاريكاتيراً خالصاً، ولا عملاً طباعياً صرفاً أو رسماً طفولياً، بل هي كل ذلك في مزيج خاص، بما يشكّل "أسلوباً أخيراً"، حسب تعبير إدوارد سعيد، يجمع مجمل اهتماماته واشتغالاته وتقنياته.
اتجه المندلاوي إلى البورتريه منذ بداية الثمانينيات، وكانت نقطة التحول الأهم هي لوحته عن السيّاب، نظراً إلى الأصداء التي أثارتها آنذاك، والتي جعلته يشعر بأهمية هذا النوع الفنّي، فراح يغوص في الشخصية وعوالمها، بما يشبه رحلة في المعاني التي يحملها هذا الشخص، وتكثيفاً لنظرة الناس إليه.
جبرا إبراهيم جبرا |
لوحته عن السياب هي قراءة فنية في قصائده الكبرى كـ"شناشيل ابنة الجلبي" و"غريب على الخليج". ولوحته عن جبرا إبراهيم جبرا بحثٌ في منابع ثقافة وموهبة الكاتب والمترجم والفنان الفلسطيني الذي عاش عمره في العراق، وتمثل استخراج كتب من بئر؛ و"البئر الأولى"، كما هو معروف، عنوان السيرة الذاتية لجبرا.