علب السجائر ستختفي عن الأنظار في بريطانيا

06 ابريل 2015
سهولة الوصول إلى السجائر تشجع على التدخين (GETTY)
+ الخط -
عندما تدخل إلى السوبرماركت والمتاجر الكبرى تجد فوق صناديق الدفع رفوفاً معلقة بشكل يلفت الأنظار مخصصة لبيع السجائر. عشرات الأصناف والأنواع، علب سجائر بأغلفة جذابة وبألوان تتغير وتتبدل وفقاً للموضة ورغبات الشباب.

فكثيراً ما نسمع إحداهن بأنها تقتني هذا النوع من السجائر أو ذلك بسبب جمال العلبة و"أناقتها"، ولون غلافها. فشكل السيجارة والعلبة بات من العناصر الأساسية في ترويج بيع التبغ إلى جانب ميزات الطعم. 

قد لا تنطبق هذه المسألة على المدخنين الكبار، لكن المراهقين والمراهقات يخضعون لتلك المغريات. وقد نجحت شركات تصنيع منتجات التبغ في تحدي المعارضات الشرسة لها حتى الآن، ولا تزال تفعل كل ما يمكن فعله لتبقي سلعها "المضرة بالصحة" رائجة رغم التحذيرات.

تدابير وقائية في بريطانيا

يبدأ في بريطانيا، اليوم، تطبيق إجراءات حكومية تقضي بإخفاء علب السجائر والسيجار عن الأنظار في محلات بيع الصحف والمحلات الصغيرة التي تسمى محلات الزاوية، وهو تدبير جاء بعد بدء تنفيذه منذ عام 2012 في المتاجر الكبرى والسوبرماركت.

وسيصبح على أصحاب المحلات الذين يعتمدون بشكل أساسي في مبيعاتهم على بيع السجائر، إخفاء العلب داخل خزائن مغلقة. أما طريقة ترويجهم لها فستتم فقط من خلال لائحة أسعار وعلامات بالأسعار تعلّق على الرفوف، إلى جانب ملصق يشير إلى أن المتجر يبيع هذه المنتجات.

وهذا التطبيق الجديد لطريقة عرض السجائر يأتي كخطوة استباقية على حظر الأغلفة الملونة والمصممة بشكل يغري مدمني السجائر على شرائها، والتي سيبدأ العمل بها في مايو 2016. كما أنها تأتي استكمالاً لما كانت المتاجر الكبرى والسوبرماركت قد بدأت في تطبيقه بخصوص تنظيم وضبط بيع منتجات التبغ منذ عام 2012.

وككل القواعد والشروط التي تكون مثار جدل عند بدايات تطبيقها، فقد لاقت الخطوة ترحيباً من معارضي التدخين ومؤيدي حظره في بريطانيا، إلا أنها لاقت معارضة تجار التجزئة، باعتبار أن السجائر من السلع التي توفر لهم أرباحاً معقولة.

وصرح المتحدث باسم جمعية العمل الخيري بشأن التدخين والصحة، هازل شيزمان، لصحيفة "ميل أونلاين" البريطانية أمس بأن "ثلثي المدخنين يبدأون باكتساب عادة التدخين تحت سن 18 عاماً، لذلك من الأهمية بمكان أن يتم إبقاء منتجات التبغ بعيداً عن أنظار الأجيال الجديدة. كما أن العرض الموحد لأغلفة علب السجائر في المتاجر والذي سيطبق في مايو 2016 سيحمي الأطفال من التعرض لإغراء وجاذبية علب التبغ".

من جهته، يعتبر تحالف تجار التبغ بالتجزئة أن ثلث مبيعاتهم تعتمد على ترويج التبغ وبيعه في أكشاك الجرائد ومحلات الزاوية، لافتين إلى أن وضع علب السجائر داخل خزائن مغلقة سيضر بالتسويق، خصوصاً أن القواعد الإلزامية تقضي بعرض كتالوج بمنتجات التبغ المتوفرة في المحلات على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 18 عاماً.

هذه التدابير ستحد من وصول السجائر إلى القُصر، خصوصاً منتجات التبغ غير القانونية في حال تم تطبيق القوانين بشكل جيد.

وقال وزير الصحة العامة، جين إليسون، "إن الملصقات والأغلفة الجذابة والملونة تشجع الشبان الصغار على بدء التدخين، كما تقوّض عزيمة الكبار الذين يحاولون الإقلاع عن تلك العادة"، معتبراً "أن تجار التجزئة يتحملون جزءاً من مسؤولية مساعدة وحماية الشباب من الأضرار التي تلحق بهم نتيجة للتدخين".

وكانت الأرقام الرسمية أشارت إلى أن 80 ألف شخص يموتون سنوياً في بريطانيا قبل الأوان بسبب التدخين. على الرغم من أن الإحصاءات أشارت إلى انخفاض عدد المدخنين في العام الماضي 2014 بنسبة 18.7 في المائة عن عام 1970.

عسى أن تهتم وزارات الصحة لدينا بفرض تدابير مماثلة تمنع الصغار من الوصول بسهولة إلى منتجات التبغ، بدل أن تكون سلعاً معروضة بشكل يغريهم على اقتنائها.

اقرأ أيضاً:هل يرفض فلسطينيو غزّة تدخين المرأة النارجيلة؟

المساهمون