كشفت أبحاث أميركية حديثة عن عقار لعلاج سرطان الثدي، أثبت نتائج "غير مسبوقة" قد تُمهّد لاستخدامه على نطاق واسع لعلاج النساء اللواتي يعانين أشد أنواع سرطان الثدي فتكاً. وعرض الباحثون في مركز واشنطن الطبي دراستهم ضمن فاعليات اجتماع الجمعية الأوروبية لعلاج الأورام، الذي يعقد حالياً وينتهي يوم الأربعاء، في العاصمة الإسبانية مدريد.
وقام الباحثون بتجرية العقار "بيرجيتا" (PERJETA)، الذي تنتجه شركة "روش" للمستحضرات الدوائية، على 808 من النساء المصابات بسرطان الثدي من النوع (هير-2)، الذي يمثل نحو ربع حالات الإصابة بسرطان الثدي، وينتشر في أجزاء أخرى من الجسم. ووجد الباحثون أن اللواتي تناولن عقار بيرجيتا، بالتزامن مع عقار هرسيبتين والعلاج الكيميائي، عشن لفترة أطول هي 15.7 شهراً، بالمقارنة مع اللواتي حصلن فقط على عقار هرسيبتين والعلاج الكيميائي.
وأوضحت الدراسة أن النساء اللواتي تناولن عقار بيرجيتا عشن لفترة 56.5 شهراً، بالمقارنة مع 40.8 شهراً للواتي حصلن على العقاقير القديمة فقط. وقال الباحثون إن "البقاء على قيد الحياة لنحو 16 شهراً إضافياً أمر غير مسبوق بين الدراسات التي تتناول أنواع سرطان الثدي التي تنتشر في أجزاء أخرى من الجسم".
وتجدر الإشارة إلى أن العقار بيرجيتا أقرته جهات رقابية صحية فى أوروبا منذ عامين، لكنه يمثّل تحدياً للجهات التي توفر الرعاية الصحية، إذ إنه مكلف للغاية. وتبلغ تكاليف العلاج باستخدام بيرجيتا وعقار هيرسيبتين، الذي يستغرق 18 شهراً، نحو 188 ألف دولار.
ووفقاً للوكالة الدولية لأبحاث السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية، فإن سرطان الثدي هو أكثر أنواع الأورام السرطانية شيوعاً بين النساء في أنحاء العالم عامة ومنطقة الشرق الأوسط خاصة، إذ يتم تشخيص نحو 1.4 مليون حالة إصابة جديدة كل عام، ويودي بحياة أكثر من 450 ألف سيدة سنوياً.