عشر لحظات ذهبية ترسم ملامح "ديربي الغضب"

19 ابريل 2015
أروع لحظات ديربي "ديلا مادونينا" (العربي الجديد)
+ الخط -

يتجدد أشرس ديربي في إيطاليا اليوم، بين الإنتر والميلان، في معركة للتاريخ وللمرة الثانية هذا الموسم على أرضية ملعب السان سيرو، وكان اللقاء الأخير بين الفريقين في نوفمبر/ تشرين الثاني، وانتهى اللقاء آنذاك بنتيجة التعادل الإيجابي 1-1.

والتقى قطبا مدينة ميلانو في 213 مناسبة على مرّ التاريخ في اللقاءات الرسمية، ويسيطر التكافؤ على منافسات الفريقين في المواجهات المباشرة، إذ يتقدم النيرازوري بـ 76 على غريمه الروسونيري 74 فوزاً، بينما فرض التعادل نفسه سيد الموقف في 63 مواجهة.

ويأتي هذا الديربي في ظروف صعبة على الفريقين، وربما يفتقر هذه السنة إلى تلك المقومات النارية التي كانت تشعل الديربيات السابقة قبل بدايتها، فاليوم يحتل الناديان ترتيباً متأخراً في وسط الترتيب، لكن ديربي ميلانو سيكون من دون شك شرساً وقوياً، ولطالما كان ديربي الغضب يحمل في طيّاته ذكريات رائعة لا تنسى، وسنستعرض أجمل تسع لحظات مرّت على تاريخ أعرق ديربيات العالم.

إنترميلانو يهزم ميلان ويحرمه من اللقب:
في موسم 2011-2012 كان الإنترناسيونالي يعيش حالة صعبة متأثراً بالإصابات ومشاكل إدارية، وكان يحتل المركز السادس، بينما كان ميلان يصارع اليوفنتوس على لقب الدوري الإيطالي، في محاولة للاحتفاظ باللقب، بعد أن كان الروسونيري متصدراً لفترة طويلة، قبل أن يسقط أمام فيورنتينا ويصبح ثانياً.

أما فريق السيدة العجوز فكان يحتاج للفوز على كالياري مقابل خسارة الميلان ليحصد السكوديتو، لكن الإنتر يومها فاجأ الميلان عبر دييجو ميليتو بهدف في الدقيقة 14، لكن زلاتان إبراهيموفيتش أعاد البسمة لجماهير الميلان بعد ذلك، إلا أن ميليتو كان جلاداً في تلك المباراة، فحقق هاتريك، وتقدم الإنتر 3-2، قبل أن يطلق مايكون تسديدة قوية هزت شباك إميليا الذي دخل بديلاً لكريستيان أبياتي، فحطم معها آمال الفريق الأحمر والأسود في المحافظة على اللقب.

ديربي النار يتجسد في الملعب:
في موسم 2004-2005 التقى الفريقان في دوري الأبطال، وفي لحظة تاريخية لا يمكن أن ينساها عشاق المستديرة، وكان ميلان قد فاز في لقاء الذهاب بنتيجة 2-0، وتقدم عن طريق شيفشينكو في مباراة العودة، وعندما نجح الأرجنتيني إستيبان كامبياسو في تسجيل هدف الإنتر الأول، ألغى حكم المباراة الألماني ماركس ميرك الهدف بداعي عدم شرعيته، وهو ما أثار غضب جماهير الإنتر، فأمطرت جماهير النيرازوري أرضية الملعب بمقذوفات بلاستيكية وزجاجية، لكن أعمال الشغب ازدادت، ليتطور الأمر إلى رمي مفرقعات نارية، وسقطت إحداها على رأس الحارس البرازيلي نيلسون ديدا، وبعد نصف ساعة استكمل اللقاء ودخل كريستيان أبياتي بديلاً لديدا، بعد تعرضه لحروق من الدرجة الأولى، ولكن الحال لم يدم كثيراً، فبعد دقيقة واحدة عادت أعمال الشغب، فألغى ميرك اللقاء، ليفوز الميلان بنتيجة 5-0 بمجموع اللقاءين، ليصل بعدها الفريق ويخسر في النهائي أمام ليفربول.

صدمهم منذ البداية:
في 2 أبريل/ نيسان من موسم 2011، كانت المنافسة على أشدها بين الغريمين التقليديين وذلك على صدارة الترتيب، وبدا أن الفائز سيكون بطلاً للدوري الإيطالي، وبالفعل دخل الميلان أجواء اللقاء سريعاً، وصُعق الإنتر بهدف مبكر عن طريق البرازيلي اليكسندر باتو، بعد توغل من زميله البرازيلي الآخر روبينيو الذي دخل منطقة الجزاء، ولكنه وجد جوليو سيزار بالمرصاد، فوصلت الكرة إلى باتو الذي لم يضع الفرصة، وترجمها في الشباك، ليسجل أحد أسرع أهداف الديربي في الثانية 43، ورغم ذلك لم يكن هذا الهدف هو الأسرع.

الهزيمة الكبرى:
إنها المرحلة الـ 30 من الدوري الإيطالي، وروما في الصدارة بفارق 20 نقطة، لكن الديربي مشتعل والفريقان يريدان الفوز، خاصة أنهما كانا يتساويان بنفس عدد النقاط.

الميلان دخل اللقاء بقوة وضرب الإنتر منذ الدقيقة الثانية عبر مهاجمه الجديد جياني كومانديني، والذي عاد وعزز النتيجة في الدقيقة 18، قبل أن يضاعف المدافع جوينتي النتيجة، ليقضي بعدها شيفشينكو على اللقاء بهدفين، ليختتم المتألق البرازيلي آنذاك سيرجينو اللقاء مسجلاً الهدف السادس في شباك سباستيان فراي.

ويعتبر الفوز بنتيجة 6-0 أكبر نتيجة لفريق على آخر في ديربي ديلا مادونينا.

ما بعد كالتشو بولي:
كان موسم 2006-2007 موسماً غريباً وصعباً على الفرق الإيطالية، بعد أن ضربت عاصفة التلاعب بالنتائج الكرة الإيطالية، وبدا صعباً العودة إلى الحياة الطبيعية في "السيريا-أي".

ولكن بحلول نهاية شهر أكتوبر/ تشرين الأول، كان واضحاً أن الإنتر بخير وأنه قادم بقوة، خاصة مع حسم ثماني نقاطٍ للميلان بعد تورطه بفضيحة التلاعب، فيما تم إسقاط يوفنتوس إلى الدرجة الثانية، ورغم ذلك تخلص من النقص بعد ثلاث جولات على البداية، وكان الفريق يقدم مستوى رائعاً في دوري الابطال، والذي حقق لقبه الروسونيري في نهاية الموسم.

لكن لقاء ديلا مادونينا في ذلك الموسم كان مجنوناً، بعد تقدم الإنتر عن طريق لاعب الميلان السابق هيرنان كريسبو برأسية سكنت شباك ديدا، أتبعها ستانكوفيتش بتسديدة صاروخية من خارج المنطقة، مسجلاً الهدف الثاني لفريقه، وفي الشوط الثاني ضاعف إبراهيموفيتش النتيجة، لكن صحوة الميلان بدأت مع كلارين سيدورف لتصبح النتيجة 3-1، وقبل أن يطرد ماركو ماتيراتزي سجل الهدف الرابع لفريقه، فاستغل الميلان النقص العددي، وسجل جيلاردينو هدف تقليص الفارق، وأضاف كاكا الهدف الثالث، في مباراة تألق فيها جوليو سيزار وحرم الميلان من التعادل، ليكمل الإنتر طريقه نحو اللقب، ويحقق رقماً قياسياً من النقاط (97 نقطة).

جنون الأهداف:
في سنة 1940 لم يكن تسجيل أهداف كثيرة أمراً رائجاً، وفي وقت لاحق وتحديدا في موسم 1949 التقى ميلان والإنتر في لقاء الذهاب الذي انتهى بنتيجة 4-4، وفي مباراة العودة تقدم الميلان بنتيجة كبيرة جداً وذلك في وقت مبكر 4-1، ولكن بعدها استيقظ النيرازوري من سباته العميق، فسجل أماديو في الدقيقة 39، وكذلك فعل إستفان مايرز فحقق هدفه الثاني في المباراة بعد أقل من دقيقة واحدة، ليدخل الفريقان غرف تبديل الملابس.

ومع بداية الشوط الثاني عاد الإنتر في النتيجة، فسجل أماديو هدف التعادل، وأتبعه بينيتو لورينزي بعد ثماني دقائق بهدف التقدم، لكن كارلو أنوفاتزي عدّل الكفة، قبل أن يسجل أماديو هدفه الثالث، وكاد كاندياني يسجل الهدف الـ12 في اللقاء، لكن كرته تجاوزت القائم، لينتصر الإنتر بنتيجة 6-5، في ديربي شهد أعلى معدلات التسجيل.

الميلان يفوز في الفترة المظلمة:
كانت بداية الثمانينيات صعبة جداً على الميلان، ومظلمة في تاريخهم الكروي، فبعد التورط في فضيحة التلاعب بالنتائج، تم إنزال الفريق إلى الدرجة الثانية، وتم إسقاطه أيضاً في الموسم الذي تلاه، وصعد الميلان بعدها بثلاثة مواسم إلى دوري الأضواء، وعاد الديربي من جديد.

ففي موسم 1984-1985 كان الديربي صعباً في بدايته على الميلان، فبعد نجاح الإنتر في افتتاح التسجيل عن طريق أليساندرو ألتوبيلي في الدقيقة العاشرة، عادل أجوستينو دي بارتولومي الكفة لفريقه، ليطلق بعدها بييترو باولو فيرديس كرة عرضية من الجهة اليمنى باتجاه مارك هاتيلي لاعب بورتسموث السابق الذي أرسلها برأسه قوية في شباك والتر زينجا.

وفي موسم 2008 التقى ميلان مع بورتسموث في كأس الاتحاد الأوروبي، وتحدث حينها الرئيس التنفيذي لميلان أدريانو جالياني باعتزاز قائلاً: "نحن هنا حيث لعب مارك هاتيلي".

هدف الديربي الأسرع:
ساندرو مازولا هو اللاعب الذي لن ينساه ديربي 1963، بدايةً ساندرو هو ابن فالنتينو مازولا، وهو أحد لاعبي تورينو الكبار، خاصة في خط المنتصف الهجومي، وكنا لنقارنه بمارادونا وبيليه، لولا أنه لقي حتفه بعض سقوط الطائرة التي كان على متنها عائداً من لشبونة بعد مباراة ودية، مما أسفر عن مقتل جميع من كان معه.

ويصنف مازولا الابن من أحد كبار الإنتر، وفي أول ديربي له مع الفريق بقيادة المدرب هيلينيو هيريرا، سطر مازولا اسمه بأحرف من ذهب، وتحديداً من خلال تسجيله أسرع هدف في الديربي بعد 13 ثانية فقط على البداية.

أفضل الديربيات:
واحدة من أفضل الديبريات، والتي كانت في فبراير/ شباط 2004، وتقدم الإنتر حينها  بهدفين نظيفين في الشوط الأول عن طريق ديان ستانكوفيتش وكريستيانو زانيتي، وكان فرانشيسكو تولدو قد أنقذ مرماه مرات عديدة من لدغات كاكا وأندريه شيفتشينكو في الشوط الأول.

لكن الروسونيري رد بسرعة البرق في الشوط الثاني، عن طريق البديل جون دال توماسون، وبعد أقل من دقيقة، أحرز كاكا هدف التعادل وتغلب على تولدو، ومع مرور نصف ساعة من التعادل، ظن الجميع أن المباراة متجهة للتعادل، لكن كلارنس سيدورف سجل هدفاً لن ينساه تولدو أبداً من مسافة بعيدة جداً في الزاوية البعيدة.

ديربي 19/4/2015:
"ديلا مادونينا" "ديربي الغضب" "ديربي ميلان" مهما تغيّرت الأيام والأسماء، ومهما كان حال الفريقين سيبقى يحظى هذا اللقاء باهتمام عشاق المستديرة، فعلى الرغم من كونه أضعف ديربي من 57-58 إلا أنه متوقع حضور 75 ألف متفرج وعوائد تصل إلى ثلاثة ملايين، الديربي متابع مهما كانت الظروف!

المساهمون