فبحسب سيليفيا مارتن، وهي رئيسة تحرير موقع Spine-Health أي "صحّة العمود الفقري"، فإنّ النوم خلال ساعات دوام العمل اليومي هو عادة مشتركة بين بعض العباقرة، أمثال ألبرت آينشتاين والرسام ليوناردو دا فينشي والمخترع توماس آديسون.
سيلفيا، والتي تملك خبرة 20 عاماً في الكتابة عن الصحّة وفي توسيع الأعمال واستراتيجيات التسويق والاستشارات الطبية حول راحة العمّال وزيادة إنتاجيتهم، تعتبر في عدد من مقالاتها وتدويناتها أنّه "بدلاً من أن يمضي الموظفون فترة بعد الظهر يحدّقون في الكمبيوترات أو يتظاهرون بالنشاط، يفضّل أن ينعموا بالقيلولة السريعة التي ستعيد إنتاجيتهم إلى أعلى مستوياتها".
القيلولة خلال العمل أمر ينصح به رائدون في مجال الأعمال، منهم ميكاييل حياة Michael Hyatt، وهو كاتب في مجال الأعمال يدير موقع "michaelhyatt" الذي يرفع شعار "الفوز في العمل. النجاح في الحياة". ويكتب عن الأعمال في كبريات الصحف الأميركية، منها "نيويورك تايمز" و"وال ستريت جورنال" و"يو أس آي توداي".
وبات معروفاً أنّه في اليابان هناك نهج شبه عام بأن تشجّع معظم الشركات موظّفيها على النوم خلال العمل، وذلك لزيادة إنتاجيتهم.
يزيد ميكاييل على لائحة "المقيّلين" العظماء كلاً من نابليون بونابرت ورونالد ريغان وإليناور روزفلت وغيرهم. ويجمع كلّ من كتبوا عن "قيلولة العمل" أنّ لها الفوائد التالية:
1 – مؤسسة النوم الوطنية في الولايات المتحدة الأميركية تنصح بـ20 إلى 30 دقيقة نوم خلال النهار، لأنّها تعيد النشاط من دون الشعور بالدوار أو "لخبطة" ساعات النوم ليلاً.
2 – تخفّف التوتر الناتج عن ضغط العمل، وتعطي الجسم والعقل والروح راحة مؤقّتة وضرورية.
3 – بحسب الدكتورة ساندرا س. ميدنيك، مؤلّفة كتاب "خذ قيلولة، تغيّر حياتك"، فإنّها تعيد شحن القدرة على السمع والنظر والتذوّق، وتزيد من إمكانية الإبداع وتسمح لكم باستعادة التوازن والربط بين أكثر من مصدر معلومات.
4 – تقلّل من خطر الإصابة بالنوبة القلبية بمعدّل 37 في المائة إذا تكرّرت ثلاث مرّات أسبوعياً. وتزيد من احتمال النوبة القلبية 64 في المائة لمن لا يحصلون على قيلولة من وقت لآخر. وذلك بناء على دراسة منشورة في "أرشيف الطبّ الداخلي" عام 2007.
اقرأ أيضاً: لص أميركي يتسلل إلى منزل لتناول طعام وقيلولة
5 - بحسب دراسة في جامعة "هارفرد" عام 2002 فإنّ النوم لـ30 دقيقة بعد الظهر يعيد النشاط الجسدي إلى ما كان عليه بعد الاستيقاظ صباحاً.
6 - القيلولة مفيدة لمن يقدّمون "عروضاً مهمّة"، مثل المسوّقين والممثّلين، ومن لديهم اجتماعات مع العملاء أو امتحانات مدرسية أو رحلات طويلة أو رياضات تنافسية أو لمن يحلّون مشاكل في العمل على مستوى عالٍ من الدقّة والأهمية.
7 - من المهمّ ألا تترك عملاً في منتصفه كي لا يكون بالكَ مشغولاً خلال القيلولة.
8 - لكن للقيلولة شروطاً ضرورية: أن تكون قصيرة لا تزيد عن 30 دقيقة، وأن تستعمل مخدّة، وأن تكون متواصلة، وأن تطفئوا الأنوار خلالها، وأن تكون هادئة.
9 - يجب عدم تناول السكريات والكاربوهيدرات والمأكولات الدسمة لأنّها تصعّب النوم وتجعل القيلولة كابوساً بدل أن تكون مريحة.
10 - لأرباب العمل، الموظّفون الذين يحظون بقيلولة يمرضون أقلّ، ومناعتهم أقوى. كما أنّهم يسيطرون على مشاعرهم أكثر لأنّ النوم ينظّم عمل الهرمونات. ما يعني اضطرابات أقلّ وتركيزاً أعلى.
اقرأ أيضاً: المصمّم كوتشينيلي يحرص على تغذية موظفيه وقيلولتهم
أما الأماكن الأفضل للقيلولة:
- في المكتب، إذا كان خاصّاً.
- في غرقة الاجتماعات أو الغداء.
- في المكتبة إذا كان هناك مكتبة.
- في المستودع، إذا كان هناك غرفة مجهّزة بسرير أو كنبة مريحة للضيوف أو للعمّال الليليين.
- على كنبة أو كرسي مريح في المكتب المفتوح.
- في سيّارتك المركونة في الظلّ.
- على الطريق، إلى المنزل، أو بين عملين، في الباص أو القطار.
في الخلاصة فإنّ القيلولة تجدّد النشاط وتجعل النهار أكثر راحة. وتسمّى "Power Nap"، أي "قيلولة الطاقة" أو "قيلولة النشاط"، لأنّها تفيد العامل وربّ العمل، الموظّف، والمؤسسة حيث يعمل. وبدلاً من العمل أربع ساعات بطاقة كاملة، وأربع ساعات بربع الطاقة المتبقية، فإنّه بعد "قيلولة القوّة" سيركّز العامل على ثلاث ساعات جديدة من الطاقة الكاملة بعد قيلولة من 30 دقيقة بعد تناول طعام الغداء. فطالبوا أرباب عملكم بهذه القيلولة. قريباً قد تصير من حقوق العمّال.
اقرأ أيضاً: بعد منتصف الليل