أصدر تجمع عشائر الرقة، الذي يضم شيوخ عشائر ريف الرقة ويتبع له تشكيل جيش العشائر الذي يسيطر على مناطق واسعة غرب وجنوب بلدة تل أبيض، الواقع على الحدود السورية التركية شمال مدينة الرقة، بياناً شديد اللهجة ضد قوات "حماية الشعب" التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، بزعامة صالح مسلم، وذلك على خلفية مقتل أحد عناصر لواء ثوار الرقة إثر هجوم شنته القوات الكردية، على حاجز للواء في قرية العنتر بريف تل أبيض الغربي.
وتضمن البيان، الذي قرأه ناطق باسم تجمع عشائر الرقة في تشييع مصطفى النايف الهبال، الذي قضى مساء أمس، متأثرا بجروحه بعد وقت قصير من إصابته برصاص القوات الكردية، قراراً من "جيش العشائر" بـ"منع دخول أي مقاتل من قوات "حماية الشعب" الكردية إلى المناطق العربية التي يتواجد فيها مقاتلو جيش العشائر".
وطالب البيان قوات "حماية الشعب" بتسليم من وصفهم بـ"المجرمين" خلال ثمانية وأربعين ساعة ليعرضوا على محكمة مستقلة، واتهم قوات "حماية الشعب" الكردية بممارسة تهجير ممنهج لعشرات القرى العربية في ريف تل أبيض بحجة انتماء أبنائها لـ"داعش"، كما طالب البيان بفتح تحقيق دولي حول عمليات القتل والتهجير، والاعتداءات التي طاولت أهالي منطقة تل أبيض وريفها من قبل القوات الكردية.
ولفت بيان "عشائر الرقة" إلى أن من يدير منطقة تل أبيض حالياً هم أكراد غير سوريين من الجنسيات العراقية والتركية والإيرانية، مشيراً إلى أن أبناء العشائر لن يقفوا بعد الآن مكتوفي الأيدي إزاء التهجير الممنهج والمنظم الذي تمارسه القوات الكردية في مناطقهم، وطالب البيان القوات الكردية بتسليم منطقة تل أبيض وريفها، إلى أبنائها العرب ليقوموا بإدارتها بأنفسهم من جميع النواحي.
وتلفت هذه التطورات حقيقة إلى أن حالة الوفاق النسبي بين القوات الكردية والكيانات العسكرية العربية في ريف الرقة الشمالي انتهت، بعد تراكم كبير للانتهاكات التي مارستها القوات الكردية ضد السكان العرب الذين يشكلون أغلبية سكانية كبيرة في منطقة تل أبيض، الأمر الذي تسبب بتهجير أعداد كبيرة منهم إلى تركيا منذ سيطرة القوات الكردية على المنطقة، في منتصف شهر يونيو/ حزيران الماضي.