عزيز مرقة: لدي إصرار للغناء الأردني

09 ابريل 2017
"الموسيقى العربية متأثرة بأنماط الموسيقى الغربية" (العربي الجديد)
+ الخط -
قلة من الفنانين العرب الذين حاولوا أن ينتجوا أنماطاً موسيقية جديدة، ومن بينهم الفنان الأردني عزيز مرقة، الذي حاول أن يبتكر نمطاً جديداً في الموسيقى، اسمها "راز". أجرت "العربي الجديد" هذا الحوار الخاص مع عزيز مرقة. 

عن موسيقى "الراز"، يقول مرقة: "موسيقى (الراز) بدأت بمشروع التخرج الذي قدمته في جامعة أركينسا في أميركا. حينها، كنت أؤمن بأن الموسيقى الأوركسترالية والكلاسيكية التي أدرسها لا تمثل المشوار الذي أرغب بأن أكمل فيه بعد الجامعة، فاقترحتُ على أساتذتي أن يكون مشروع تخرجي نوعاً من التبادل الثقافي الموسيقي، ومن هنا بدأت فكرة الراز، وهي تعني الروك والموسيقى العربية والجاز، فكانت الفكرة أن أصنع مزيجاً بين الموسيقى العربية والغربية بطريقتي. ولاقت الفكرة نجاحاً كبيراً، فحضر مشروع تخرجي 600 طالب، وهذه كانت أعلى نسبة حضور بتاريخ الجامعة، بشهادة الجامعة وأساتذتي، فالمشروع نجح بسبب اهتمام الناس بهذا النوع من المزيج. ومن هنا انطلقت رحلة الراز، واليوم لدي فرقة موسيقية ترافقني، هي فرقة الـ(راز). وتتنوع إنتاجاتنا، بين الموسيقى الإلكترونية، والموسيقى الكلاسيكية على البيانو، ولكنها كلها تقدم بأسلوب الراز، بفرقة اسمها (راز)".

وعن التنوع والتطور الكبير في الموسيقى العربية البديلة في السنوات الأخيرة، يقول مرقة: "الموسيقى البديلة هي اسم على مسمى، وهي الشيء الجديد، ولا تمثّل فقط الموسيقى البديلة، وإنما تمثّل نوع الحياة والمجتمع البديل وكلّ ما يتعلّق بتطور الحياة. وبرأيي، إن الموسيقى البديلة بإمكانها الوصول لكل الناس، ولا سيما أن الناس في الوطن العربي وصلوا لمرحلة متقدمة من الرغبة بالتغيّر والبحث عن هوية جديدة. والمواد الموسيقية أو الفنية تتيح للإنسان أن يعبر من خلالها عن نفسه وعن هويته، وتعفي الناس الذين يشعرون باختلاف الهويات أو هويتهم التي يبحثون عنها، فتنوع الهويات هو سبب التنوع الكبير بالموسيقى البديلة".

ويرى مرقة أنه كباقي الموسيقيين، له دور بتطور الموسيقى البديلة، ويقول في ذلك: "أنا من الناس الذين آمنوا بهذا النوع من الموسيقى، ولأني من الأردن، واللهجة الأردنية كان الناس لا يغنون بها حين بدأت، وكانوا يغنون إما باللهجة اللبنانية أو المصرية، فكان لدي إصرار على أن أغني باللهجة الأردنية، وإن كنت أرى أن اللغة العربية تجمعنا كلنا كلغة، ولكن اختلاف اللهجات لا بد أن يطرح اختلافا بالطرح وبالمنطق وبالثقافة. وبالنسبة لي، كنت أفكر بأني إذا رغبت بإضافة شيء جديد إلى لائحة الأغاني العربية، فأفضّل أن أضيف أغاني باللهجة الأردنية، وبشكل عام، أشعر أن هذا هو دوري، وطبعاً هناك آخرون شاركوني بذلك. لكن، قمت بتنظيم فعالية اسمها (باب) و(بانذ أكروس بوردر)، ومعناها (فرق عبر الحدود)، والفكرة منها كانت أن تفتح الأردن بوابتها لكل الموسيقيين في العالم، ليقدموا حفلاتهم هنا، ونتفاعل معهم على المسرح. وبشكل عام، أرى أن الموسيقى البديلة هي الشيء الجديد الحتمي، وبالتأكيد كان هذا التطور سيتحقق في يوم ما، ودوري فيه كان كمنتج ومنظم ومغني ومؤلف موسيقى".



وعما إذا كان مرقة يرى أن الموسيقى البديلة ستبقى هامشاً فنياً، أو أنها ستلعب دوراً مركزياً في المستقبل، يجيب مرقة: "الموسيقى البديلة كانت مهمشة، فالناس لم يكونوا يعيرونها انتباهاً، لأنها غريبة ولا تتماشى مع الصوت أو ما اعتاد الناس عليه، ولأن الراديو كان لديه إيقاعٌ معين لا يتخلى عنه بكل الأغاني التي يستعرضها لتكون متناسقة. ولذلك، فإن الإيقاعات العالية والرقصة وحبيبي ونصيبي هي السائدة، لأن الناس اعتادت عليها عندما كان للراديو تأثيره عليهم. لكن اليوم، أصبح الراديو منصة ضعيفة مقارنةً بالإنترنت، بل إن محطاته باتت تطلب منا مقابلات، ولا نستجيب أحياناً، ولا نفضل أن نروج لأنفسنا عن طريقه. فاليوم صار كل إنسان قادرا على التواصل مع العالم كله، وصار الراديو نوعاً ما منصة تقليدية، ليست متجددة، فالراديو اليوم يعاني، ولا يمكنه أن يجاري الزمن. وبالنسبة للتهميش، أنا أعتقد بأن الواقع تغير، ويجب أن نشير هنا إلى أن التهميش غير مرتبط بنمط موسيقي معين، فمن الممكن أن يقدم المغني أغنية تشبه آخر أغنية لوائل كفوري، لكن يعاني هذا المغني من التهميش، حتى لو كان صوته رائعا، فنحن اليوم أصبحنا نعرف بأنه لا الصوت الجميل ولا الإيقاع الصحيح ولا الموسيقى الجميلة هي العناصر التي لديها قدرة أكبر على الوصول بشكل كبير إلى الناس، فعلى الفنان أن ينتبه إلى الجانب الموسيقي، إلى الطريقة التي يطرح بها نفسه، وكيف يسوّق لنفسه. فالفنان، بغض النظر عن عمله الفني، إذا لم يعرف كيف يسوق لنفسه، فسيكون مهمشاً". 

وعن مفهوم تجديد الموسيقى العربية، واقترانه بالتفاعل مع الأنماط الموسيقية الغربية، يقول مرقة: "بالتأكيد الموسيقى العربية متأثرة بأنماط الموسيقى الغربية، والموضوع بسيط، فاليوم كل إنسان منا يعيش حياة شرقية - غربية، بسبب تقدم وسائل الاتصال. فاليوم أنا أجيبك عن أسئلتك باللغة العربية كفنان بمُثُلِ دولة عربية، لكني استعمل موبايلا صناعة صينية ومن اختراع أميركي، وأصبح الحديث عن مفهوم الغزو الثقافي أمراً ليس له معنى، لأن الناس تعيش نمط حياة جديداً يضم العالم كله في اللحظة نفسها، سواء بالتفكير أو اللباس أو الموسيقى".



المساهمون