تشهد قرية عزبة المصري بمركز إدفو في محافظة أسوان، انقطاعاً ونقصاً متواصلا في مياه الشرب منذ فترة، ما يضطر الأهالي إلى توفير احتياجاتهم من المياه من نهر النيل مباشرة دون معالجة.
كاميرا "العربي الجديد"، رصدت معاناة سكان القرية والمناطق التابعة لها في توفير مياه الشرب، وخاصة المرتفعة منها والتي لجأ الأهالي فيها إلى إنشاء مضخات "طلمبات" خشبية للحصول على المياه؛ بسبب عدم قدرة مرشح مياه الشرب الذي تهالك منذ فترة على مدهم بالمياه.
وتعتبر مشكلة انقطاع المياه متكررة في العديد من القرى بأسوان وليس فقط في عزبة المصري وحدها، رغم أنها تطل على نهر النيل، وفقا لـمحمود حسنين، الذي أكد لـ "العربي الجديد"، أنهم لم يتلقوا ردا شافيا من الحكومة لوضع حد نهائي لهذه المعضلة.
ويوضح حسين، أن نقص كميات مياه الشرب التي تحصل عليها الأسرة لها بالتأكيد عواقب صحية، وتعرض الأهالي لأمراض متعددة، خاصة أن المياه قد تصل أحيانا لبعض شوارع القرية وهي غير صالحة للاستخدام الآدمي.
وتعود المشكلة في الأساس إلى اعتماد قرى عديدة على قوة مضخة مياه شرب واحدة بحسب حسين، مستنكرا عجز الحكومة حتى الآن عن معالجة الأمر، وفشلها في توفير الخدمات الأساسية للمواطنين، إذ لا توجد أي بنية تحتية في تلك القرى وبخاصة قنوات الصرف الصحي.
أمراض عديدة أصابت الأهالي، بسبب الشرب من مياه النيل دون معالجتها، منها الفشل الكلوي، والكبد الوبائي، بحسب المواطن المصري عبد الوهاب رمضان، الذي يتابع لـ"العربي الجديد": أنّ "المياه التي تصل إلى منازل المواطنين لا تكفي متطلباتهم الأساسية من المأكل والمشرب أو الوضوء وحتى الاستحمام".
انقطاع المياه المتواصل، دفع الطلاب أيضا إلى العزوف عن الدارسة لعدم قدرتهم على قضاء حوائجهم طيلة اليوم الدراسي، ويشير الطالب عمر زنهم إلى أنه يذهب إلى المدرسة صباحا من دون أن يغسل وجهه، لعدم توفر المياه في المنزل، وبعد ساعتين أو ثلاثة يعود لعدم توفر المياه في المدارس، وكل ذلك يؤثر على مستوى الطلاب، بحسب تعبيره.