كثيرة هي الشخصيات العربية الأصل في المهجر الأميركي الشمالي أسماء وجدت وتجد نفسها في معترك السياسة والمطالبة بالديمقراطية في يوميات قد لا تختلف كثيرا عن غيرها، سوى في ازدواجية الأعباء للدفع نحو انخراط أكبر فيما تمنحه قوانين ودساتير التعامل مع المواطنة كأرضية صلبة لتحقيق مبتغى فردي وجماعي. اختار بعض هؤلاء العرب، الولوج للحياة البرلمانية من بوابة التطوع أولا، كما في حالة البرلماني والسياسي الكندي-العربي عمر الغبرا.
يؤكد البرلماني الكندي، عمر الغبرا، على ضرورة مشاركة العرب في الديمقراطية الكندية والاندماج "لأجل تعريف الآخرين بنا والإحساس بوجودنا".
فالمنخرطون في الحياة العامة، في القارة الأميركية الشمالية، يرون أن الإخفاق والفشل يجب أن لا يمنعا الشباب من الاستمرار في بذل الجهود، لتكون لهؤلاء، ويقدرون بمئات الآلاف في أميركا وكندا، إسهامات مواطنية، كما لدى أي أقلية توازن بين جذورها وواقع الأبناء والمجتمع الجديد.
لائحة طويلة من أسماء النجاحات في القارة، خاضت تجربة الحياة السياسية بعد وصول مبكر للعرب في القرن التاسع عشر. ولم يقف الأمر عند المشاركة السياسية، فهم موجودون في الحياة العامة، من الاقتصاد إلى الثقافة والتخصصات الأكاديمية في جامعات القارة الأميركية عموما.
لكن، خلال عقدين من الزمن تقريبا، في الولايات المتحدة، وخصوصا بعد هجمات سبتمبر/ أيلول 2001، وتنامي الإسلاموفوبيا، يلحظ البعض انحسارا وتراجعا في مستوى الانخراط في السياسية الأميركية وفي العملية الانتخابية على المستوى المحلي أو العام، الذي كان يمر بمرحلة مفصلية قبل تلك الهجمات التي شكلت ما يشبه "اللعنة".
في المقابل، فإن واقع المجتمع العربي في كندا يشير أيضا لقفز الجيل الجديد عن سلبيات استسلام حمله البعض معه من الأوطان الأصلية، بالعزوف عن المشاركة الديمقراطية التي لا تشبه تلك التي عاشها المهاجرون قبل حضورهم.
اقــرأ أيضاً
ففيما جيل الكبار اختار النأي بنفسه، يؤكد بعض أبناء الجيل الثاني من عرب كندا، لـ"العربي الجديد"، أهمية المشاركة السياسية. فكبير مستشاري وزير الزراعة الكندي، وعضو الحزب الفيدرالي الليبرالي، عبد الرحمن حرب، يؤكد أن المجتمع العربي الشاب يدرك أهمية المشاركة "ولذلك فإن كثيرين من مجتمعنا اليوم هم أعضاء في أحزاب كندية مختلفة، وهؤلاء مهتمون بالسياسة في مجتمعهم الكندي".
وربما يكون لواقع المجتمع الكندي واعتماده على التنوع لتعزيز قوة المجتمع دور في اندفاع ملحوظ اليوم بين الجيل الشباب، "فرئيس الوزراء الشاب أيضا، جاستن ترودو، يؤكد مرارا وتكرارا أن القوة الثقافية والمجتمعية لكندا بالتفرد بهذا النسيج الذي يشبه الموازييك يتيح للكل المشاركة والتمثيل، والمجتمع العربي لا يختلف عن بقية مكونات هذا المجتمع"، كما يؤكد حرب. فإلى جانب تشجيع قمة السلطتين التشريعية والتنفيذية على الانخراط، يرى حرب أيضا أن أبناء الجيل الثاني من المهاجرين العرب، وخاصة في مقاطعته، ألبرتا، في مدينة كلكاري، كما في تورنتو ومونتريال، "متحمسون ويقبلون على المشاركة في الحياة السياسية".
الإشارة المهمة بالنسبة لهذا السياسي من أصل عربي أن الانتخابات الأخيرة شهدت إقبالا كبيرا من أبناء المجتمع العربي في التصويت. ويبدو أن أغلبية الجالية، وخصوصا الجيل الجديد، يدركون تلك الأهمية "فقد صوت كثيرون لترودو وللحزب الليبرالي، لإدراكهم أهمية المشاركة لإثبات حضور متميز في الحياة العامة، وهناك مؤشرات كثيرة على الانضمام لمختلف الأحزاب أكثر من السابق".
ورغم ذلك يبقى لآراء مهاجرين من دول عربية لا تمارس الديمقراطية أثرها على البعض. فأحمد علي، من العراق، يقول إنه رغم حمله الجنسية الكندية منذ 10 سنوات، فإن "ماضي البلد الأصلي ما يزال يؤثر، رغم التصويت في الانتخابات، إلا أني لست منضويا في الأحزاب".
ويرى السياسي الكندي، من حزب الخضر، كيفن لبونتا، بلندن - أونتاريو، في حديثه مع "العربي الجديد"، أن "كثيرين من العرب ينخرطون في الأحزاب الكندية، وتنتشر بين اللاجئين السوريين عملية دعم لرئيس الوزراء الحالي جاستن ترودو، والجيل الجديد يتعرف على الأحزاب والأعضاء العرب فيها ومنها حزب الخضر".
وبالرغم من كل المصاعب التي تعيشها الجالية في الولايات المتحدة الأميركية، إلا أن تاريخ اندماج بعض جاليات العرب، وخصوصا اللبنانية لقدم تواجدها، أوصلها إلى تبوء بعض أفرادها لمناصب في عضوية الكونغرس وفي الإدارات الأميركية المتعاقبة. وتأسست عشرات المنظمات والمراكز، وبرز ناشطون عرب ومسلمون في الحزبين الجمهوري والديمقراطي، لكن يبقى التراجع بعد 2001 محل اهتمام، "فالجيل العربي الجديد يدرك أكثر فأكثر أهمية الانخراط في الحياة العامة، دون التوقف عند مصاعب، ومنها جهود اللوبيات للحد من نفوذ الأميركيين العرب"، وفقا لما يؤكد مدير المركز العربي في واشنطن، خليل جهشان، لـ"العربي الجديد".
وخلال العقود الماضية، تغيرت ديمغرافية الجاليات العربية في الولايات المتحدة وبات المهاجرون من المسلمين العرب أكثر عددا من المسيحيين العرب، وإن كان هؤلاء قد انخرطوا بسهولة أكبر في المجتمع الأميركي ذي الغالبية الدينية المسيحية. وقد انعكست سهولة الاندماج حضورا سياسيا لافتا للجالية اللبنانية من خلال عدد من الوجوه اللبنانية التي دخلت معترك السياسة وتمكنت من الوصول إلى الكونغرس الأميركي أو تبوأت مراكز حكومية في الإدارات الأميركية المتعاقبة خلال العقود الماضية.
ويرى لبونتا دورا للأحزاب في "العمل بين الجالية العربية لتشجيعها على الانخراط، وخصوصا أن قوانين مقاطعة أونتاريو تمنح الحق للمهاجرين الجدد بالانضمام للأحزاب بدون حمل الجنسية، وقد لوحظ بالأرقام أن السنوات الأخيرة تشهد انضمام السوريين لمختلف الأحزاب ليلتحقوا بالقدامى، وخصوصا من أصول لبنانية وفلسطينية وعراقية وغيرها من الأصول العربية".
اقــرأ أيضاً
ويرى لبونتا أن المشاركة في الحياة السياسية مهمة جدا "لأنه من خلال الانضمام إلى الأحزاب والمشاركة في الفعاليات السياسية، فإن صوتك ومشاكلك وأهدافك تصل إلى المجتمع الكندي والأحزاب، وعدم المشاركة تمنع من الوصول إلى الجهات المسؤولة والمؤثرة في الحياة الكندية".
ويختم كيفن لبونتا بالتأكيد على أن الأحزاب الكندية تشجع على الانضمام إليها، ويمكن أن يتم ذلك بالتعرف على مبادئ وأهداف الحزب ليحصل على انطباع وتصور عما يهدف إليه هذا الحزب وما الذي يميزه عن بقية الأحزاب السبعة الأخرى قبل أن يختار الانضمام إلى أي حزب.
اقــرأ أيضاً
فالمنخرطون في الحياة العامة، في القارة الأميركية الشمالية، يرون أن الإخفاق والفشل يجب أن لا يمنعا الشباب من الاستمرار في بذل الجهود، لتكون لهؤلاء، ويقدرون بمئات الآلاف في أميركا وكندا، إسهامات مواطنية، كما لدى أي أقلية توازن بين جذورها وواقع الأبناء والمجتمع الجديد.
لائحة طويلة من أسماء النجاحات في القارة، خاضت تجربة الحياة السياسية بعد وصول مبكر للعرب في القرن التاسع عشر. ولم يقف الأمر عند المشاركة السياسية، فهم موجودون في الحياة العامة، من الاقتصاد إلى الثقافة والتخصصات الأكاديمية في جامعات القارة الأميركية عموما.
لكن، خلال عقدين من الزمن تقريبا، في الولايات المتحدة، وخصوصا بعد هجمات سبتمبر/ أيلول 2001، وتنامي الإسلاموفوبيا، يلحظ البعض انحسارا وتراجعا في مستوى الانخراط في السياسية الأميركية وفي العملية الانتخابية على المستوى المحلي أو العام، الذي كان يمر بمرحلة مفصلية قبل تلك الهجمات التي شكلت ما يشبه "اللعنة".
في المقابل، فإن واقع المجتمع العربي في كندا يشير أيضا لقفز الجيل الجديد عن سلبيات استسلام حمله البعض معه من الأوطان الأصلية، بالعزوف عن المشاركة الديمقراطية التي لا تشبه تلك التي عاشها المهاجرون قبل حضورهم.
ففيما جيل الكبار اختار النأي بنفسه، يؤكد بعض أبناء الجيل الثاني من عرب كندا، لـ"العربي الجديد"، أهمية المشاركة السياسية. فكبير مستشاري وزير الزراعة الكندي، وعضو الحزب الفيدرالي الليبرالي، عبد الرحمن حرب، يؤكد أن المجتمع العربي الشاب يدرك أهمية المشاركة "ولذلك فإن كثيرين من مجتمعنا اليوم هم أعضاء في أحزاب كندية مختلفة، وهؤلاء مهتمون بالسياسة في مجتمعهم الكندي".
وربما يكون لواقع المجتمع الكندي واعتماده على التنوع لتعزيز قوة المجتمع دور في اندفاع ملحوظ اليوم بين الجيل الشباب، "فرئيس الوزراء الشاب أيضا، جاستن ترودو، يؤكد مرارا وتكرارا أن القوة الثقافية والمجتمعية لكندا بالتفرد بهذا النسيج الذي يشبه الموازييك يتيح للكل المشاركة والتمثيل، والمجتمع العربي لا يختلف عن بقية مكونات هذا المجتمع"، كما يؤكد حرب. فإلى جانب تشجيع قمة السلطتين التشريعية والتنفيذية على الانخراط، يرى حرب أيضا أن أبناء الجيل الثاني من المهاجرين العرب، وخاصة في مقاطعته، ألبرتا، في مدينة كلكاري، كما في تورنتو ومونتريال، "متحمسون ويقبلون على المشاركة في الحياة السياسية".
الإشارة المهمة بالنسبة لهذا السياسي من أصل عربي أن الانتخابات الأخيرة شهدت إقبالا كبيرا من أبناء المجتمع العربي في التصويت. ويبدو أن أغلبية الجالية، وخصوصا الجيل الجديد، يدركون تلك الأهمية "فقد صوت كثيرون لترودو وللحزب الليبرالي، لإدراكهم أهمية المشاركة لإثبات حضور متميز في الحياة العامة، وهناك مؤشرات كثيرة على الانضمام لمختلف الأحزاب أكثر من السابق".
ورغم ذلك يبقى لآراء مهاجرين من دول عربية لا تمارس الديمقراطية أثرها على البعض. فأحمد علي، من العراق، يقول إنه رغم حمله الجنسية الكندية منذ 10 سنوات، فإن "ماضي البلد الأصلي ما يزال يؤثر، رغم التصويت في الانتخابات، إلا أني لست منضويا في الأحزاب".
ويرى السياسي الكندي، من حزب الخضر، كيفن لبونتا، بلندن - أونتاريو، في حديثه مع "العربي الجديد"، أن "كثيرين من العرب ينخرطون في الأحزاب الكندية، وتنتشر بين اللاجئين السوريين عملية دعم لرئيس الوزراء الحالي جاستن ترودو، والجيل الجديد يتعرف على الأحزاب والأعضاء العرب فيها ومنها حزب الخضر".
وبالرغم من كل المصاعب التي تعيشها الجالية في الولايات المتحدة الأميركية، إلا أن تاريخ اندماج بعض جاليات العرب، وخصوصا اللبنانية لقدم تواجدها، أوصلها إلى تبوء بعض أفرادها لمناصب في عضوية الكونغرس وفي الإدارات الأميركية المتعاقبة. وتأسست عشرات المنظمات والمراكز، وبرز ناشطون عرب ومسلمون في الحزبين الجمهوري والديمقراطي، لكن يبقى التراجع بعد 2001 محل اهتمام، "فالجيل العربي الجديد يدرك أكثر فأكثر أهمية الانخراط في الحياة العامة، دون التوقف عند مصاعب، ومنها جهود اللوبيات للحد من نفوذ الأميركيين العرب"، وفقا لما يؤكد مدير المركز العربي في واشنطن، خليل جهشان، لـ"العربي الجديد".
وخلال العقود الماضية، تغيرت ديمغرافية الجاليات العربية في الولايات المتحدة وبات المهاجرون من المسلمين العرب أكثر عددا من المسيحيين العرب، وإن كان هؤلاء قد انخرطوا بسهولة أكبر في المجتمع الأميركي ذي الغالبية الدينية المسيحية. وقد انعكست سهولة الاندماج حضورا سياسيا لافتا للجالية اللبنانية من خلال عدد من الوجوه اللبنانية التي دخلت معترك السياسة وتمكنت من الوصول إلى الكونغرس الأميركي أو تبوأت مراكز حكومية في الإدارات الأميركية المتعاقبة خلال العقود الماضية.
ويرى لبونتا دورا للأحزاب في "العمل بين الجالية العربية لتشجيعها على الانخراط، وخصوصا أن قوانين مقاطعة أونتاريو تمنح الحق للمهاجرين الجدد بالانضمام للأحزاب بدون حمل الجنسية، وقد لوحظ بالأرقام أن السنوات الأخيرة تشهد انضمام السوريين لمختلف الأحزاب ليلتحقوا بالقدامى، وخصوصا من أصول لبنانية وفلسطينية وعراقية وغيرها من الأصول العربية".
ويختم كيفن لبونتا بالتأكيد على أن الأحزاب الكندية تشجع على الانضمام إليها، ويمكن أن يتم ذلك بالتعرف على مبادئ وأهداف الحزب ليحصل على انطباع وتصور عما يهدف إليه هذا الحزب وما الذي يميزه عن بقية الأحزاب السبعة الأخرى قبل أن يختار الانضمام إلى أي حزب.
أسماء لامعة...
بالرغم من الحملة العنصرية ضد العرب في الولايات المتحدة، وخصوصاً بعد صدمة 2001، وانتهاك الحقوق، إلا أن أسماء عربية الأصل تظل بارزة في الحياة السياسية الأميركية. فمنذ وقت مبكر برزت شخصيات عربية، واستطاعت أن تحجز لها مواقع في عالم السياسة.
ومن بين أبرز تلك الأسماء من أصل لبناني نجد اسم عضو مجلس الشيوخ عن الحزب الجمهوري بين 1981 و1987 جيمس عبد النور. وكان قبله جيمس أبو رزق عضو المجلس عن "الديمقراطي" بين 1973 و1979، ومثلهما سبنسر إبراهام عن "الجمهوري"، كما عيّن وزيراً للطاقة في الفترة الأولى لجورج بوش الابن، وداريل عيسى، وجورج ميتشل، وفيليب حبيب، مساعد وزير الخارجية ومبعوث الرئيس رونالد ريغان إلى الشرق الأوسط. بالإضافة إلى أسماء عديدة أخرى في النواب منها كريس جون، إبراهام خازن، راي لحود، نِك رحال، ومرشح الرئاسة رالف نادر ووزيرة الصحة دونا شلال (1993-2001). وعلى الجانب الفلسطيني يبرز جوستن عماش في النواب، وجون سنونو (فلسطيني لبناني) حاكم ولاية نيو هامشير سابقا ورئيس سابق لجهاز البيت الأبيض في فترة بوش الأب، وجون سنونو الابن (فلسطيني) كسيناتور أميركي.
بالرغم من الحملة العنصرية ضد العرب في الولايات المتحدة، وخصوصاً بعد صدمة 2001، وانتهاك الحقوق، إلا أن أسماء عربية الأصل تظل بارزة في الحياة السياسية الأميركية. فمنذ وقت مبكر برزت شخصيات عربية، واستطاعت أن تحجز لها مواقع في عالم السياسة.
ومن بين أبرز تلك الأسماء من أصل لبناني نجد اسم عضو مجلس الشيوخ عن الحزب الجمهوري بين 1981 و1987 جيمس عبد النور. وكان قبله جيمس أبو رزق عضو المجلس عن "الديمقراطي" بين 1973 و1979، ومثلهما سبنسر إبراهام عن "الجمهوري"، كما عيّن وزيراً للطاقة في الفترة الأولى لجورج بوش الابن، وداريل عيسى، وجورج ميتشل، وفيليب حبيب، مساعد وزير الخارجية ومبعوث الرئيس رونالد ريغان إلى الشرق الأوسط. بالإضافة إلى أسماء عديدة أخرى في النواب منها كريس جون، إبراهام خازن، راي لحود، نِك رحال، ومرشح الرئاسة رالف نادر ووزيرة الصحة دونا شلال (1993-2001). وعلى الجانب الفلسطيني يبرز جوستن عماش في النواب، وجون سنونو (فلسطيني لبناني) حاكم ولاية نيو هامشير سابقا ورئيس سابق لجهاز البيت الأبيض في فترة بوش الأب، وجون سنونو الابن (فلسطيني) كسيناتور أميركي.