بخلاف السنوات السابقة، وبشكل تصاعدي، بدا العراقيون من مختلف الطوائف والقوميات، أكثر اتفاقاً على تحميل الاحتلال الأميركي الوضع المأساوي الذي وصل إليه بلدهم، وما خلفه من كوارث لا تزال تحصد الآلاف من الأبرياء حتى اليوم.
ويصادف شهر مارس/آذار الحالي الذكرى الـ15 للغزو الأميركي البريطاني على العراق، والذي انتهى باحتلال البلاد عام 2003.
وتتزامن ذكرى احتلال العراق هذا العام مع خروج البلاد من حرب طاحنة ضد تنظيم "داعش" الإرهابي، الذي اجتاح مساحات واسعة، مستغلاً الحراك الشعبي لسكان شمال وغرب العراق، ضد سياسة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي الطائفية، وعمليات القتل الاعتقال والإقصاء، التي كانت تمارس بحق سكان تلك المناطق.
كما تتزامن مع حراك سياسي واسع تمهيداً لبدء الحملة الدعائية الخاصة بالانتخابات التشريعية في نسختها الثالثة لاختيار حكومة جديدة هي الرابعة منذ الغزو الأميركي.
وتزامنا مع هذه الذكرى، استطلع "العربي الجديد" آراء عدد من العراقيين في بغداد حول ذكرى الاحتلال بعد 15 عاماً. وقال المواطن سلام صبري، إنّ "الرأي الشخصي والعام يتوحدان حول أنّ الاحتلال الأميركي لم يجلب للعراقيين سوى الأذى والويلات، إذ انهار الكثيرون من أبناء الشعب العراقي، وأصابهم الضرر المباشر".
وأضاف "بعد الاحتلال زادت الأمراض، بسبب الأسلحة المدمرة التي استخدمتها القوات الأميركية أثناء الغزو، كذلك زادت حالات التشرد. أميركا جاءت لتدمير إرث العراق الحضاري، ولتفرقة النسيج المجتمعي".
من جهته، أوضح المواطن عبد الستار الخزرجي (38 عاماً) أنّ "العراقيين استبدلوا ظالما بأظلم"، مضيفاً كنا بواحدة صرنا باثنين، كنا بالأمس حزبا واحدا وظالما واحدا وجاءت الولايات المتحدة لتدمير العراق بألف ظالم وأحزاب لا تحصى".
وقال المواطن عبد القادر الحمداني (60 عاماً) إنّ "الاحتلال الأميركي جاء لتدمير العراق والشرق الأوسط بشكل عام، إذ نتيجة تدمير العراق دمرت اليمن وليبيا".
ولفت إلى أنّ "الحجة التي اتخذتها المخابرات والإدارة الأميركية لاحتلال العراق، أن بغداد تمتلك قنبلة نووية، واليوم تعلم واشنطن علم اليقين، أن طهران في طريقها إلى امتلاك القنبلة النووية حتماً، فماذا ستفعل حيال ذلك؟".
وتابع: "هو سيناريو خاص جاء لتدمير العراق، تدمير أكبر قاعدة تاريخية على وجه الكرة الأرضية، وهو تاريخ بلاد الرافدين".
ويتفق المواطن علي جنكيز (45 عاماً) مع الحمداني، قائلاً إن "الولايات المتحدة حديثة العهد تاريخياً، حيث لم يتجاوز عمرها 100 عام، لكنها جاءت لتدمير العراق الذي عمر حضارته يتجاوز سبعة آلاف عام".
وفي السياق ذاته، قال عبد الحكيم عامر (27 عاماً) إنّ "الاحتلال الأميركي وصمة عار على جبين الإنسانية".
أما عبد القادر عبد الله (18 عاماً)، فيقول "كان عمري (3) سنوات حين قامت الولايات المتحدة باحتلال العراق، أنا من جيل لم يرَ سوى القتل ومشاهد الدم".
كذلك، أكّد سيف الحمداني، أنّ "السبب الرئيسي لدمار العراق هو الاحتلال الأميركي الذي عبر المحيطات بحجج واهية. وتتعدد الأسباب لكن السبب الرئيسي هو الاحتلال وما بقي من أسباب فعوامل مساعدة لتدمير تاريخنا وترابطنا".