وبحسب تقرير في صحيفة "هآرتس" اليوم الأحد، فإن مسار الوحدة الذي طرحه نتنياهو يهدف أساساً إلى اجتياز العام الحالي وصولاً إلى يونيو/حزيران من العام المقبل، حيث من المقرر أن يجري انتخاب رئيس جديد للدولة، وأن نتنياهو يعتزم ترشيح نفسه للمنصب، لأنه فقط في حال تبوئه منصب رئيس الدولة يمكن أن يحصل على حصانة من المحاكمة التي تواجهه بثلاث اتهامات رئيسية، هي تلقي الرشوة والخداع وخيانة الأمانة العامة.
في المقابل، أعلن عضو الكنيست عوفر شيلح، من تحالف كاحول لفان، أن أحداً لا يثق بنتنياهو ولا يصدقه ولا يثق بالرسائل النصية ما لم يتم تمكين الديمقراطية من العمل، عبر إعادة جلسات الكنيست غدا، وانتخاب رئيس للكنيست ولجنة ناظمة ولجان برلمانية مهمة، مثل لجنة لمكافحة انتشار كورونا، ولجنة الخارجية والأمن، ولجنة المالية.
وتشي تصريحات شيلح بحقيقة أزمة الثقة بشخص نتنياهو واعتزامه فعلاً التنازل عن منصبه، وتنفيذ تناوب على الحكم مع بني غانتس بعد عام ونصف.
وكان نتنياهو أعلن، أمس، أنه اقترب من تشكيل حكومة وحدة وطنية مع حزب كاحول لفان، تقوم على تقاسم متساو للوزارات في الحكومة، وأنه "يتعهد أمام الشعب بإخلاء منصبه وتسليم مقاليد الحكومة" للجنرال بني غانتس، مشيراً إلى أن الأمور الأساسية تم الاتفاق عليها، وبقي فقط التوقيع.
ولم يفت نتنياهو التحريض على القائمة المشتركة للأحزاب العربية، متهماً نوابها بأنهم داعمون للإرهاب، في سياق مواصلة عملية نزع شرعية عن أي حكومة قد يشكلها الجنرال بني غانتس بالاستناد إلى دعم القائمة المذكورة من خارج الحكومة.
في المقابل، نفى حزب كاحول لفان صحة ما أعلنه نتنياهو، وأكد أنه لا يمكن تشكيل حكومة وحدة وطنية في ظل إصرار نتنياهو على تعطيل انتخاب رئيس جديد للكنيست، وهو الأمر الذي يعارضه نتنياهو، وأكده رفضه مجدداً صباح اليوم رئيس الكنيست يولي إدلشتيان.
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية، صباح الأحد، أن حزب كاحول لفان يطالب في المفاوضات مع الليكود اعتماد كافة الوعود والتفاهمات التي كان سبق التوصل إليها بعد انتخابات سبتمبر/ أيلول، وتتضمن تعهدا من الليكود، على شكل تشريع قانوني، بتنفيذ اتفاقية التناوب مع غانتس.
ويقترح حزب كاحول لفان لهذه الغاية تعديل قانون أساسي الحكومة، بحيث يتاح الإعلان عند تشكيل حكومة الوحدة عن رئيسيين للحكومة، هما نتنياهو في المرحلة الأولى، ثم بني غانتس، بحيث يصبح غانتس رئيساً للحكومة مباشرة مع انتهاء مدة ولاية نتنياهو، ودون الحاجة لمراسم أداء القسم من جديد.
كما يطالب حزب كاحول لفان بأن يتعهد رؤساء معسكر الحريديم، وبشكل مكتوب وعلني، بأنه في حال خرق نتنياهو اتفاقية التناوب، فإنهم سيبقون في حكومة برئاسة بني غانتس في حال حاول نتنياهو إسقاط الحكومة والذهاب لانتخابات جديدة، وأنه في حال سقطت الحكومة يصبح غانتس تلقائيا رئيس حكومة تصريف الأعمال خلال الفترة الفاصلة بين سقوط الحكومة وإجراء انتخابات جديدة.
في المقابل، فإن الليكود يطالب حزب كاحول لفان بوقف التوجه للمحكمة العليا لإجبار رئيس الكنيست على عقد الكنيست لانتخاب رئيس جديد، واستبدال الرئيس الحالي يولي إدلشتاين، وأن يقبل كاحول لفان بتقاسم رئاسة اللجان البرلمانية للكنيست بشكل متساو.
ويراهن نتنياهو، الذي يستغل حالة الطوارئ المعلنة بفعل كورونا، وظهوره شبه اليومي على شاشات التلفزة، على تأجيج الخلافات الداخلية في تحالف كاحول لفان، لا سيما في ظل ظهور بوادر تصدع في التحالف المذكور، إذ يؤيد الجنرال بني غانتس، والجنرال غابي أشكنازي، الانضمام لحكومة بقيادة نتنياهو، بينما يعارض ذلك كل من الجنرال موشيه يعالون وعضو الكنيست يئير لبيد.
كما يراهن نتنياهو على وجود عضوين اثنين على الأقل داخل كاحول لفان، وهما يوعز هندل وتسفي هاوزر، إضافة إلى الجنرال غابي إشكنازي، الذين يعارضون تشكيل حكومة ضيقة برئاسة غانتس، وبالاعتماد على أصوات نواب القائمة المشتركة للأحزاب العربية، مما يحد من قدرة كاحول لفان (خاصة بعد انشقاق أورلي ليفي عن تحالف العمل غيشر مميرتس، وإعلانها أنها لن تدعم حكومة تدعمها القائمة المشتركة) على تشكيل حكومة ضيقة.