رغم حبهم لأبنائهم جميعاً، قد يكون بعض الآباء والأمهات سبباً في تدمير أحد الأبناء، من خلال الممارسات التربوية الخاطئة التي تغرس الحقد والكراهية بين الإخوة، بل وتسبب قطيعة وفراقاً، وهذه الأخطاء التربوية للأسف تظهر نتائجها بوضوح في الكبر حيث يقول الهادي محمود (24 عاماً): "كان مستواي الدراسي أفضل من أخي الأكبر، وكان والداي يفتخران بي، في حين كان أخي يعاني من التعثر الدراسي رغم تميزه في مجالات أخرى، لم ينتبه والداي لهذا الأمر ووقعوا في العديد من الأخطاء التربوية معه، وقد أثر كثيرا على علاقتي بأخي".
وتقول رانيا (21 عاماً) : "منذ الصغر وأمي تربينا على أن أختي الأجمل والأذكى، وكانت تحملها مسؤوليات كبيرة، وتنظر إلى أنني لا أجدي نفعاً، ومرت مراحل التربية، وأصبحنا بالثانوية كانت تراها الطبيبة المتألقة، ورغم أنها لم تقسُ عليّ بهذا الكلام مباشرة، لكنني كنت أفسره كطفلة عندما تسافر وتترك لأختي المال وترفض أن أشاركها في تدبيره، وكانت تقع في العديد من الأخطاء التربوية عندما تخبرها بسر وتطلب مني الخروج من الغرفة، أو عندما تشجعني لكي ألتحق بأي كلية حتى أجد عريساً يقبل بي زوجة، وكانت تتباهى بها أمام الجميع رغم أنني بجانبها تماماً".
اقــرأ أيضاً
منبع الغيرة بين الأطفال
توجهنا إلى المستشار النفسي د.أحمد الجندي، والذي يتحدث عن الأخطاء التربوية التي يقع فيها الآباء قائلاً لـ"العربي الجديد": "تبدأ الغيرة بين الأطفال بسبب عدم المساواة في الحب، والتي تنتج أطفالاً يتنافسون على الحصول على أكبر كمية من الحب، فالمقارنة بين الأبناء حتى ولو بداعي المزاح في الشكل أو المهارات أو الجمال أو الذكاء، تغرس داخل الطفل أن يركز مع نظرة الناس له، وأن يصنف الأطفال حوله مَن أفضل منه، ومَن أسوأ منه، ولا يهتم بتنمية ذاته فهو لم يتفهم أن الناس مختلفون عن بعضهم البعض، وأن هناك من يتميز في شيء، في حين أن الآخر يتميز في شيء آخر.
كما يتباهى الآباء بصفات أحد الأبناء أمام الناس، مما يعطي إحساساً لأخيه أنه المحبوب فقط لديهم، فيفقد الثقة في نفسه وفي حب والديه ويبدأ في ترديد أخي هو المفضل والمميز لديكم ! كما قد الأبناتعاقب الأم أحد ء وتوبخه أمام إخوته، فينتج هذا الشعور بالإهانة والإحراج مشاعر أكبر من الكراهية، كما قد يستخدم الآباء أحد الأبناء لمراقبة أخيه والتجسس عليه ونقل تحركاته وصفاته، وهذا يوغر الصدور، ويترك جراحاً لا تندمل.
وتقول رانيا (21 عاماً) : "منذ الصغر وأمي تربينا على أن أختي الأجمل والأذكى، وكانت تحملها مسؤوليات كبيرة، وتنظر إلى أنني لا أجدي نفعاً، ومرت مراحل التربية، وأصبحنا بالثانوية كانت تراها الطبيبة المتألقة، ورغم أنها لم تقسُ عليّ بهذا الكلام مباشرة، لكنني كنت أفسره كطفلة عندما تسافر وتترك لأختي المال وترفض أن أشاركها في تدبيره، وكانت تقع في العديد من الأخطاء التربوية عندما تخبرها بسر وتطلب مني الخروج من الغرفة، أو عندما تشجعني لكي ألتحق بأي كلية حتى أجد عريساً يقبل بي زوجة، وكانت تتباهى بها أمام الجميع رغم أنني بجانبها تماماً".
منبع الغيرة بين الأطفال
توجهنا إلى المستشار النفسي د.أحمد الجندي، والذي يتحدث عن الأخطاء التربوية التي يقع فيها الآباء قائلاً لـ"العربي الجديد": "تبدأ الغيرة بين الأطفال بسبب عدم المساواة في الحب، والتي تنتج أطفالاً يتنافسون على الحصول على أكبر كمية من الحب، فالمقارنة بين الأبناء حتى ولو بداعي المزاح في الشكل أو المهارات أو الجمال أو الذكاء، تغرس داخل الطفل أن يركز مع نظرة الناس له، وأن يصنف الأطفال حوله مَن أفضل منه، ومَن أسوأ منه، ولا يهتم بتنمية ذاته فهو لم يتفهم أن الناس مختلفون عن بعضهم البعض، وأن هناك من يتميز في شيء، في حين أن الآخر يتميز في شيء آخر.
كما يتباهى الآباء بصفات أحد الأبناء أمام الناس، مما يعطي إحساساً لأخيه أنه المحبوب فقط لديهم، فيفقد الثقة في نفسه وفي حب والديه ويبدأ في ترديد أخي هو المفضل والمميز لديكم ! كما قد الأبناتعاقب الأم أحد ء وتوبخه أمام إخوته، فينتج هذا الشعور بالإهانة والإحراج مشاعر أكبر من الكراهية، كما قد يستخدم الآباء أحد الأبناء لمراقبة أخيه والتجسس عليه ونقل تحركاته وصفاته، وهذا يوغر الصدور، ويترك جراحاً لا تندمل.
كذلك نصرة الطفل الصغير الذي يبكي دائماً والرغبة في أن يتحمل أخوه الأكبر مسؤوليته بشكل دائم، كذلك تغير الحالة المزاجية للأم يجعلها قد تعنف الكبير رغم أنه لم يخطئ في شيء ربما، دون الصغير، أو أن يختلف رد فعلها بشأن خطأ ما ارتكبه الكبير، عن رد فعلها لنفس الخطأ إذا ارتكبه الصغير، فيصبح التعامل بين الإخوة بندية وعداوة، ويطمع الصغير في حق غيره بصفة دائمة، وينشأ على الأنانية وحب الذات.
أيها الآباء ..انتبهوا
ومن المهم أن ينتبه الآباء ألا يصفوا أحد الأبناء بأنه الأفضل، لكن أن يعلموا كافة الأبناء أنهم متساوون، وأن كل واحد منهم له نقاط ضعف ونقاط قوة، وخلال الخلافات بين الأبناء أركز على سلوك الطفل الخاطىء وليس على شخصية الطفل.
وتتفق معه نسيبة سناء، المختصة في الشؤون التربوية، قائلة لـ"العربي الجديد": "القدوة أساس مهم في التربية، فالأبناء الذين يكبرون وهم يرون العلاقة الحميدة بين الأم وإخوانها، وكذلك بين الأب وأخواته، تغرس فيهم لا شعورياً من خلال المعايشة بأهمية الإخوة في حياتهم حتى
روابط الأخوة
وعن وسائل تقوية الروابط بين الإخوة منذ الصغر تضيف قائلة: "يجب استخدام تعبيرات مثل أختك حبيبتك، أخوك سندك، وأن نستغل المواقف الحياتية لغرس الحب واللهفة بينهم، فإذا مرض أحدهم نشجع إخوته على رعايته ولو بشكل معنوي، والتركيز على غرس التعاون بينهم وروح الإيثار.
ومن المهم تعليمهم سبل التفاوض والوصول إلى حل، لكن يجب أن تتدخل الأم إذا تصاعد الأمر، مع وضع قواعد الاحترام في التعامل وأن الضرب بينهم ممنوع، بل والعقاب بالحرمان من اللعب إذا حدث ذلك، فحرمانهم من بعض يجعلهم يشعرون بأهمية ونعمة الإخوة.
وتضيف د. ناهد بوزريع، أستاذة علم الاجتماع بجامعة الجزائر، قائلة:" أثبتت الدراسات التربوية أن تدهور العلاقات الأخوية قد يعود للممارسات التربوية الخاطئة منذ الصغر، ونرى ذلك في تفتت العلاقات الأخوية منذ المراهقة وما قبلها، والمشاحنات والحقد والغيرة بينهم، وأصبحت العلاقات بين الأصدقاء أكثر حميمية مما هي بين الإخوة، فأصبح الشاب يجد راحته مع صديقه بعيداً عن نطاق الأسرة، وأصبحت الفتاة تحكي همومها وأسرارها لصديقاتها، في حين أن لديها أختاً تصغرها بعام أو اثنين قد تكون نعم الصديق".
ولتجنب هذه المشكلات منذ الصغر يجب أن يخصص الآباء وقتاً خاصا لكل طفل ليشعر بأهميته، وأنه لا يقل في حبه عن أخيه أو أخته، ما يقلل من مشاعر الغيرة بينهم، وأن يتحدثوا معهم دوماً عن أهمية الأخ واحتياجهم لبعضهم منذ الصغر، وبدون إخوته لن يجد من يلعب معه، وأن ينموا بينهم الشعور بالمسؤولية تجاه بعضهم البعض، ولا مانع أن يحكوا القصص عن العلاقة بينهم وبين إخوتهم كيف كانت رائعة في الصغر، كما ينبغي أن يتمتع كل طفل بأغراضه الخاصة وعلى إخوته احترام الخصوصية.
واستخدام اللعب الجماعي يقوي العلاقات بين الإخوة، بأن يكون الإخوة فريقاً، والوالدان فريقاً، فهذا يبني الصداقة المتينة، أو مثلاً عمل مسرحية يقوم فيها الطفل الطيب بدور الشرير والطفل العنيف يمثل الشخصية الطيبة، بحيث ينتحل كل طفل شخصية تختلف عن طبيعته، مما يعزز لديه الرغبة في التغيير للأفضل.
وعندما يتخطى الأبناء سن الرابعة يجب أن يشتركوا مع والديهم في اجتماعات حل الخلافات بينهم، ليثقوا بقدرتهم على تحليل المشاكل وإيجاد حلول، ويتعلموا حل الخلافات بسلمية، وأيضاً مهارات الاستماع إلى الآخرين، ومساهمتهم في وضع القواعد تساعدهم على التفكير بطريقة إبداعية".