عبد الحميد الرشودي ومصطفى جواد: استعادتان في كتاب

26 يناير 2018
(عبد الحميد الرشودي)
+ الخط -
في ذكرى رحيلة الأولى التي صادفت كانون الأول/ ديسمبر 2016، كانت وزارة الثقافة العراقية قد أعلنت نيّتها إصدار كتاب للباحث والمؤلف الراحل عبد الحميد الرشودي بعنوان "من تراث العلَّامة الدكتور مصطفى جواد مباحث ودراسات في اللغة والنَّقد والأدب والتَّاريخ والخطط"، وهو عمل في ثلاثة أجزاء صدر الأول منها الأسبوع الماضي.

الكتاب يكتسب أهميته كونه يستعيد تجربة وجهد مؤلفين مؤثرين في دراسات الأدب والنقد واللغة في العراق، الباحث الرشودي (1929-2015)، والمؤرخ موضوع الكتاب؛ جواد (1904-1969). لكن هناك عدة تفاصيل أخرى تحيط بسيرة هذا المؤلَّف، تناولتها الباحثة زينب فخري، التي كتبت مقدمته وكانت محقّقة لمقالاته ومدقّقة لها، فقد كان العمل مجرد مقالات متفرقة غير متسلسلة وفيها بعض النقص وشيء من الخلل؛ وفق تعابير فخري.

تبين الباحثة أنه وعند اشتداد المرض على الرشودي في تشرين الأول/ نوفمبر 2015، طلب من وزارة الثقافة التكفل بنشر كتابه هذا، فجرى تكليف فخري والأكاديمية عهود عبد الواحد، بإعادة تنسيق الكتاب ليظهر في هذه النسخة.

كان الرشودي قد ألّف العمل وجمعه في 2008، وأرسله ليطبع وينشر في مصر، وظل في درج الناشر إلى أن اشتعلت الاحتجاجات في يناير 2011، فأخبرته دار النشر المصرية إن الكتاب قد ضاع. فقام طيلة السنوات الأربع الأخيرة من حياته بمحاولة تجميعه من جديد؛ عن ذلك يقول في مقدمة مقالاته "وهكذا وجدتني مضطراً إلى إعادة كتابته ثانية قياساً بالقول المشهور: ما لا يُدْرَك كُلُّه لا يُتْرَك جُلُّه".

تضيف فخري "الحقُّ أنَّنا استنفدنا الجهد وأفرغنا الوسع في جعل أكثر هذه المقالات صحيحة وخالية من الخلل والاضطراب، معتمدين على التَّتبع والتَّقصي لما كتبه العلَّامة مصطفى جواد وما نشره. ولقد كانت حواشينا مختلفة الخط والحجم واللون، وميّزناها عن حواشي الباحث الرشودي والعلامة مصطفى جواد".

يأتي كتاب الرشودي في ثلاثة أجزاء؛ الأول "مباحث ودراسات في اللغة العربية"، والثاني "التاريخ والخطط"، والثالث "نقد الكتب"، ويتضمن الأول منه مقالات ودراسات للعلامة جواد، نشرت متفرقة في عدة مجلات فيها كتابات حول سلامة اللغة العربية ومقترحات جديدة لقواعدها، وسيرته الذاتية.

المساهمون