ربما أراد الطالب اليمني المبتعث إلى لبنان عبد الحق هنبيق أن يركّز فقط على تحصيله العلمي. لكن حرب بلاده أنهكته
كأنّ الحرب في اليمن تُطارد الطالب المبتعث إلى لبنان عبد الحق هنبيق، والذي حاز على المرتبة الأولى في تخصّص الكهرباء على صعيد محافظة الحديدة، وقد غادرها في عام 2010. في ذلك العام، تخرّج من الجامعة في المحافظة المعروفة باسم عروس البحر الأحمر، وانضمّ إلى العاملين على الدراجات النارية لنقل المواطنين، وهي المهنة الأكثر رواجاً بين الشبان اليمنيّين.
هذا الشاب هو الوحيد الذي تابع دراسته في الجامعة، من بين سبعة أشقاء وشقيقات. وصل إلى العاصمة اللبنانية بيروت في عام 2010، وتابع تخصّصه العلمي في مجال الإلكترونيات، ونال المرتبة الثالثة في جامعته. وساعده التواصل اليومي مع الأهل، والاندماج السهل مع المجتمع اللبناني المنفتح، على التفوق في بيروت أيضاً. لكنّ الحرب اليمينة كان لها تأثيرها على هنبيق ومعه مجموعة من الطلاب اليمنيين. يوميّاً، يتابعون أخبار المعارك العسكرية، وآثارها النفسية والاجتماعية والاقتصادية على أهلهم المتعبين أصلاً.
وكان تفشّي الكوليرا في عدد من المحافظات على رأس الأخبار السيئة التي أثّرت على الطلاب. كذلك، أدّت الحرب إلى توقّف المخصّصات التي كانت الحكومة اليمنية تقدمها للطلاب المبتعثين إلى الخارج، منهم عبد الحق. مرّ نحو عامين على آخر حوالة مالية تلقّاها عبد الحق، ويعتمد منذ ذلك الوقت على دعم أهله في اليمن، وتفوقه الدراسي الذي يسمح له بحجز مقاعد دراسية. ولأنّه متفوّق، ضاعف أهله وأشقاؤه من تقديماتهم المالية له، وباعوا ماشية وأرضاً زراعية لمساعدته.
يعتذر عبد الحق إذا ما تأخّر عن أي موعد في بيروت بسبب زحمة السير الخانقة، ما يؤدي إلى "تضييع ساعات قيّمة من أيام المقيمين في بيروت"، على حدّ قوله. ويربط بين مهنة دراجات الأجرة في اليمن وواقع السير في بيروت. وبالفعل، قدّم مشروعاً إلى "شبكة نوايا" التي تدعم المشاريع الشابة، بهدف الحصول على تمويل وإطلاق مشروعه الذي يهدف إلى التخفيف من ازدحام السير في الشوارع، وبالتالي الحصول على عائد مادي يعينه على مواصلة تحصيله العلمي، وتخفيف العبء عن عائلته في الحديدة.
يقول عبد الحق بثقة: "المشروع يمكن أن ينجح"، قبل أن يدندن موالاً يمنياً. لم يتفوّق الشاب في دراسته فحسب، بل يتميّز أيضاً بصوته الشجي الذي أهّله للمشاركة في عدد من المسابقات في بلاده. واعتاد أصدقاء عبد الحق في الجامعة وفي الصليب الأحمر اللبناني، حيث تطوع، على الاستماع إلى دندناته. ويأمل الانتهاء من شهادة الماجستير قريباً، ليتمكن من مواصلة تحصيله العلمي في ألمانيا الرائدة في مجال الهندسة.
اقــرأ أيضاً
كأنّ الحرب في اليمن تُطارد الطالب المبتعث إلى لبنان عبد الحق هنبيق، والذي حاز على المرتبة الأولى في تخصّص الكهرباء على صعيد محافظة الحديدة، وقد غادرها في عام 2010. في ذلك العام، تخرّج من الجامعة في المحافظة المعروفة باسم عروس البحر الأحمر، وانضمّ إلى العاملين على الدراجات النارية لنقل المواطنين، وهي المهنة الأكثر رواجاً بين الشبان اليمنيّين.
هذا الشاب هو الوحيد الذي تابع دراسته في الجامعة، من بين سبعة أشقاء وشقيقات. وصل إلى العاصمة اللبنانية بيروت في عام 2010، وتابع تخصّصه العلمي في مجال الإلكترونيات، ونال المرتبة الثالثة في جامعته. وساعده التواصل اليومي مع الأهل، والاندماج السهل مع المجتمع اللبناني المنفتح، على التفوق في بيروت أيضاً. لكنّ الحرب اليمينة كان لها تأثيرها على هنبيق ومعه مجموعة من الطلاب اليمنيين. يوميّاً، يتابعون أخبار المعارك العسكرية، وآثارها النفسية والاجتماعية والاقتصادية على أهلهم المتعبين أصلاً.
وكان تفشّي الكوليرا في عدد من المحافظات على رأس الأخبار السيئة التي أثّرت على الطلاب. كذلك، أدّت الحرب إلى توقّف المخصّصات التي كانت الحكومة اليمنية تقدمها للطلاب المبتعثين إلى الخارج، منهم عبد الحق. مرّ نحو عامين على آخر حوالة مالية تلقّاها عبد الحق، ويعتمد منذ ذلك الوقت على دعم أهله في اليمن، وتفوقه الدراسي الذي يسمح له بحجز مقاعد دراسية. ولأنّه متفوّق، ضاعف أهله وأشقاؤه من تقديماتهم المالية له، وباعوا ماشية وأرضاً زراعية لمساعدته.
يعتذر عبد الحق إذا ما تأخّر عن أي موعد في بيروت بسبب زحمة السير الخانقة، ما يؤدي إلى "تضييع ساعات قيّمة من أيام المقيمين في بيروت"، على حدّ قوله. ويربط بين مهنة دراجات الأجرة في اليمن وواقع السير في بيروت. وبالفعل، قدّم مشروعاً إلى "شبكة نوايا" التي تدعم المشاريع الشابة، بهدف الحصول على تمويل وإطلاق مشروعه الذي يهدف إلى التخفيف من ازدحام السير في الشوارع، وبالتالي الحصول على عائد مادي يعينه على مواصلة تحصيله العلمي، وتخفيف العبء عن عائلته في الحديدة.
يقول عبد الحق بثقة: "المشروع يمكن أن ينجح"، قبل أن يدندن موالاً يمنياً. لم يتفوّق الشاب في دراسته فحسب، بل يتميّز أيضاً بصوته الشجي الذي أهّله للمشاركة في عدد من المسابقات في بلاده. واعتاد أصدقاء عبد الحق في الجامعة وفي الصليب الأحمر اللبناني، حيث تطوع، على الاستماع إلى دندناته. ويأمل الانتهاء من شهادة الماجستير قريباً، ليتمكن من مواصلة تحصيله العلمي في ألمانيا الرائدة في مجال الهندسة.