عن 87 عاماً، رحل يوم أمس، في القاهرة، الكاتب المصري عبد التواب يوسف (1928 – 2015). عُرف الراحل بإنتاجه الغزير في حقل أدب الطفل، إذ صدر له في هذا المجال قرابة 700 كتاب، منذ تفرّغه للكتابة في عام 1975، بعد أن عمل مشرفاً على الإذاعة المدرسية في وزارة التربية.
في مجمل إنتاجاته في هذا الحقل، كان صاحب "يقرأ وهو يمشي"، يحاول استدعاء التراث العربي والإسلامي وتوظيفه في أعماله، خصوصاً بالتركيز على القصص القرآني، إذ شكّل هذا الموروث بالنسبة له مصدراً يحتوي على الكثير ممّا يساهم في تحفيز مخيّلة الأطفال، إلى جانب احتواء هذه القصص على ما يعزّز القيم الإنسانية لديهم.
يقول في أحد لقاءاته: "أسعى إلى تحقيق هدفين تربويين؛ هما جذب مخيّلة الطفل للتعايش مع القصة وسبر أغوارها التربوية، وتحبيب الطفل في القراءة من خلال توظيف عنصري التشويق والرمز".
لم تقتصر مؤلّفات صاحب سلسلة "هيا نقرأ" على وضع أعمال للأطفال فقط، بل له قرابة أربعين مؤلّفاً موجّهاً إلى الكبار أيضاً، لكنّها ترتبط بقضايا الطفل العربي، مثل "أطفالنا وعصر العلم والمعرفة" الذي صدر عام 2002.
في هذا الكتاب، يبحث يوسف في التطوّر التكنولوجي وأثره على الأطفال وثقافتهم، مسلّطاً الضوء على كيفية تكريس هذا التطوّر في سبيل تقدُّم الطّفل، لا إغراقه في اللهو والاستهلاك.
من المسائل التي تطرّق إليها يوسف في كتابه، قضية الكتاب المطبوع والكتاب الإلكتروني، حيث أشار إلى أنّ صراعاً سوف يدور بين هذين الكتابين على مدى السنوات القليلة القادمة؛ إذ يرى أنّ "التقدم المذهل في مجال الكمبيوتر والإلكترونيات يجعلنا أمام عصر جديد، يحاول أن يقوم بثورة على المطبعة وغوتنبرغ، لتعتمد القراءة على الشاشة الصغيرة، وعلى الأذنين، وبهذا تنتهي المكتبات العملاقة".
بادر يوسف عام 1970 إلى عقد مؤتمر لثقافة الطفل في القاهرة، كما أنّه من مؤسّسي مجلّة "الفردوس" (1969)، المختصّة في "أدب الطفل الإسلامي"، وعمل بالتحرير والترجمة في عدد من المجلات المختصة في أدب الطفل.
اقرأ أيضاً: مسامرة الأولاد كي لا يناموا