عاشقا هوليوود... جاين فوندا وروبرت ريدفورد معاً في السينما والحياة

05 سبتمبر 2017
جاين فوندا وريدفورد في "لا موسترا الـ 74" (فيسبوك)
+ الخط -
مساء الجمعة، 1 سبتمبر/ أيلول 2017، تمّ تكريم الثنائي الأميركي جاين فوندا (21 ديسمبر/ كانون الأول 1937) وروبرت ريدفورد (18 أغسطس/ آب 1936)، في الدورة الـ 74 (30 أغسطس/ آب ـ 9 سبتمبر/ أيلول 2017) لـ "مهرجان البندقية السينمائيّ الدولي (لا موسترا)"، بمنح كل واحد منهما تمثال "الأسد الذهبي" عن مجمل أعماله، وبعرض دولي أول (خارج المسابقة الرسمية) لـ "أرواحنا ليلاً"، للهندي ريتش باترا (1979)، رابع فيلمٍ سينمائيّ يمثّلان فيه معاً، في 51 عاماً، وذلك بعد The Chase (1966) لآرثر بن (1922 ـ 2010)، وBarefoot In The Park (1967) لجين ساكس (1921 ـ 2015)، وThe Electric Horseman (1980) لسيدني بولاك (1934 ـ 2008).

"أردتُ أن أمثَّل معها، مجدّداً، قبل أن أموت"، قال ريدفورد في حفلة التكريم؛ فكان ردّها: "أردتُ أن أُغرَم به مرة جديدة". وفي مقابل رغبته الشديدة تلك في مشاركتها فيلماً جديداً؛ لم تقل شيئاً عن السينما والتمثيل وصناعة الترفيه في هوليوود، بل اختارت أن تبوح بإحساس عاطفي، يُذكِّر بتصريحٍ لها أعلنته عام 2015، أسرَّت فيه بحبّها له، موضحةً ـ في الوقت نفسه ـ بما يلي: "لم يحدث أي شيء بيننا، إطلاقاً".

من جهته، قال روبرت ريدفورد إن "الأمور كانت سهلة دائماً معها، بسبب وجود حبّ وروابط بيننا"، مشيراً إلى أن المسألة متعلّقة بكيفية مقاربة كل واحد منهما لعمله، وبنظرته إلى الحياة. ولعلّ "أرواحنا ليلاً" ـ الذي أنتجته منصّة "نتفلكس"، وتعرضه على شاشتها في 29 سبتمبر/ أيلول الجاري ـ يعكس شيئاً من بهاء ذاك الحبّ الحاضر في حياتهما-، إذْ ذكّرت جاين فوندا أنها وإياه مثّلا الحبّ في شبابهما، "وها نحن اليوم نمثّل الحبّ القائم بين شخصين متقدّمين في السنّ".

فجديد ريتش باترا يروي حكاية أرملين يعيشان في بلدة أميركية صغيرة، ويُقرّران أن يتبادلا الزيارات ويلتقيان مراراً، "كي يملأا أوقاتهما الفارغة، ويواجها وحدتهما". لكنهما سيُغرمان أحدهما بالآخر، سريعاً: "هناك فرص قليلة تتيح إنجاز أفلامٍ، تثير اهتمام مشاهدين أكبر سنّاً"، كما قال ريدفورد تعليقاً على الفيلم، وعلى صناعة السينما المتوجّهة، بشدّة، إلى جمهور شبابيّ.

"إنه فيلمٌ عن الأمل"، كما قالت جاين فوندا، مضيفة ما يلي: "لن يكون الوقت متأخّراً أبداً إذا كان المرء شجاعاً، ومستعداً لمواجهة المخاطر والتحديات". لكنها لم تكتفِ بهذا، إذْ بدت متحمّسة للغاية وهي تُعلن، بصراحة ووضوح، عن حبّها لشريكها على الشاشة الكبيرة، مؤكِّدةً أنها ترغب في تمضية الوقت معه، وفي أن تُغرم به مجدّداً: "كنتُ دائماً مغرمة به في الأفلام كلّها التي حقّقناها معاً". والعمل المشترك بينهما دفع ريدفورد إلى القول: "جاين وأنا لدينا حكاية طويلة في السينما. التمثيل معها سهلٌ دائماً، والأمور تسير بشكل سلس وطبيعي وهادئ. لم نكن نحتاج إلى نقاشات كثيرة بيننا أثناء التحضيرات السابقة للتصوير، وهذا بقي حاضراً في عملنا الجديد".

في مقابل هذا كلّه، لم ينس صحافيون سينمائيون عديدون، تابعوا وقائع المؤتمر الصحافي الخاص بهما، بعض المشترك في تاريخهما، فأشاروا إلى أن لكل واحد منهما جانبين اثنين: الأول متعلّق بالنجومية والشهرة، والثاني مرتبط بالتزام سياسي واجتماعي، "يُذكِّر بنصف قرن من التاريخ الأميركي"، من حرب فيتنام إلى الحراك النضالي من أجل البيئة.

في المؤتمر الصحافي نفسه، "بدت فوندا أكثر إشراقاً، وأكثر مباشرة، وأكثر هجومية. أما هو، فبدا أكثر ليونة، وأكثر تواضعاً، وأكثر تحفّظاً"، كما جاء في تقارير صحافية مختلفة، أضافت أنه، على الرغم من هذا، "كان هناك تواطؤ حنون وضاحك، مليء بالسحر والجاذبية". وبعد أن استعادت فوندا التجارب السينمائية الـ 3 بينهما، قال ريدفورد: "هناك حكاية قديمة لنا معاً، عبر الأفلام، أردتُ أن أكملها بأن أنجز فصلاً جديداً فيها، قبل أن أموت. منذ لقائنا السينمائي الأول، مع آرثر بن، نشأت بيننا علاقة سهلة وبسيطة وسلسة. لم نكن بحاجة إلى تفسيراتٍ. أحبّ كثيراً هذه القدرة على التفاهم بشكل عفوي ومباشر وسريع، ومن دون إطالة كلام. إنه أمر طبيعي جداً أوجد إيقاعاً بيننا عبر الوقت. خارج العمل، كان لدينا مشترك متنوّع في أمور الحياة".

أول فيلم لهما، "المطاردة"، كان بمشاركة تمثيلية لمارلون براندو أيضاً: في بلدة صغيرة في جنوب الولايات المتحدة الأميركية، ينتشر سريعاً خبر هروب بابر "بوبي" ريفز (ريدفورد) من السجن. وهو خبر سيثير خوف أهل البلدة من عودة هذا الشاب إليها، وهذا ما سيحصل بعد مغامرات مختلفة. لكن ليلة وصوله، كان أهل البلدة غارقين في سهرة صاخبة، ما سيُحوِّل اللحظة إلى مأزق دراميّ كبير.

اللقاء الثاني سيكون "حافي القدمين في الحديقة": زوجان شابان، أحدهما متيّم بالآخر بشدّة، إلى درجة أنهما نسيا العالم. لكن "شهر العسل" هذا سينتهي، لتبدأ مشاكل الزوجية والعيش معاً تظهر، خصوصاً مع غياب كلّ توافق بينهما على أي حلّ. أما أصل المشكلة، فيعود إلى اهتمامها الزائد بتحسين جمالها لإرضاء زوجها، وإلى غرقه، أكثر فأكثر، في العمل، لجني مزيد من المال لإرضاء زوجته، فتتحوّل حكايتهما تلك إلى ما يُشبه "الكوميديا الهذيانية" الحادة.
أما "سائق الأحصنة الكهربائيّ"، فيتناول حكاية بطل العالم في الـ "روديو" خمس مرات، سوني ستيل، الذي بات في نهاية حياته المهنية، ما سيُعرِّضه لخضّات وتحديات وتجارب ومسارات مختلفة، بعضها لن يكون سهلاً أو إيجابياً.



دلالات
المساهمون