عاد بعد غياب سبعة أعوام

02 نوفمبر 2018
في الذكرى السابعة (آساهي شيمبون/ Getty)
+ الخط -
بينما انشغل اليابانيون والعالم بقصة الصحافي الياباني، جومبي ياسودا، الذي كان مفقوداً في سورية، واحتجز طوال ثلاث سنوات فيها، وأطلق سراحه الشهر الماضي ليصل إلى بلاده بلحية طويلة وكثير من قصص العذاب الذي شهده، كان اليابانيون على موعد مع حلّ لغز آخر لرجل مفقود.

يذكر موقع "جابان توداي" أنّ من بين 2500 شخص صنفوا كمفقودين في أعقاب زلزال مدينة توهوكو والتسونامي الذي أعقبه، عام 2011، تبيّن أنّ أحدهم ما زال على قيد الحياة، فأثار حالة عاطفية مضطربة، خصوصاً بعد وقت طويل من فقدان عائلات المفقودين أيّ أمل بالعثور عليهم أو الكشف عن مصيرهم.

فبعد سبع سنوات وستة أشهر على الكارثة، ما زال رجل (48 عاماً، تحفظت السلطات على هويته) على قيد الحياة وفي صحة جيدة، وإن لم تكن أوضاعه المالية جيدة، إذ تقدم للحصول على إعانة اجتماعية في مدينة شيغا، وهو ما سمح بالعثور عليه.

الغريب أنّ شيغا وهي في جزيرة هونشو، حيث كان يعيش طوال هذه السنوات، بعيدة جداً عن مكان وقوع الزلزال. لكن، كجزء من طلب الإعانة الاجتماعية طُلب من الرجل أن يرفق هويته التي تثبت مسقط رأسه، وهنا تبيّن أنّه لا يملك مثل هذه الهوية، تواصلت الإدارة المعنية مع آخر بلدية أخبرهم أنّه مسجل فيها، وكانت مدينة إيشينوماكي. لكنّ هذه البلدية لم تملك تلك الوثيقة لأنّه لم يعد مسجلاً فيها أساساً، فقد استقل عن عائلته ولم يظهر في تعداد 2007. تنقل الرجل من منطقة إلى أخرى ولم يتضح مدى تواصله مع عائلته خلال تلك الفترة، وليس معروفاً حتى ما إذا كان موجوداً خلال وقوع الزلزال في توهوكو. عائلته كانت متأكدة بما فيه الكفاية، كي تبلغ بعد شهرين من الزلزال، عن فقدانه، خصوصاً أنّ أحداً من أفرادها لم يكن قادراً على التواصل معه أو الوصول إليه.




ليست في القصة بطولة من نوع ما، بل ربما مجرد ارتباك إداري في الإجراءات أعاد الرجل إلى الحياة، ولعلّه لم يكن يعرف أساساً أنّه مصنف في عداد المفقودين. في النهاية أبلغ المسؤولون عائلته التي أكدت هويته. ليس معلوماً إن كان سيجتمع بعائلته مجدداً أم لا، وما إذا كان لمّ الشمل هذا، في حال حدوثه، مليئاً بالعاطفة أم مجرداً منها. المهم أنّ الرجل عاد من سجلات المفقودين، إلى الحياة.