ظريف في بيروت: "اللبنانيون محكومون بمعادلة رابح رابح"

07 نوفمبر 2016
ظريف يستكمل لقاءاته بالمسؤولين اللبنانيين غداً(حسين بيضون)
+ الخط -

لم يؤخر تعديل موعد وصول طائرة رأس الدبلوماسية الإيرانية، الوزير محمد جواد ظريف، إلى العاصمة بيروت من جدول لقاءات الوزير، في اليوم الأول، من زيارته التي يختتمها غداً الثلاثاء.

وصل ظريف كأول وزير خارجية أجنبي إلى البلاد بعد انتخاب النائب، ميشال عون، رئيساً، ومعه وفد سياسي واقتصادي موّسع ضم 45 شخصية إيرانية، وذلك بعد ساعات على مغادرة موفد رئيس النظام السوري، وزير شؤون الرئاسة، منصور عزام.

ولم يقتصد الوزير الإيراني في تصريحاته، وشملت مواقفه التي أعلنها الشأن المحلي اللبناني، والعلاقات الثنائية بين البلدين إلى جانب الشأن الإقليمي الذي تطرق إليه خلال المحادثات التي عقدها مع الرئيس عون، ومع وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل.

في الشأن الداخلي، أكد ظريف أن "اللبنانيين أصحاب إرادة حرة، وهم محكومون بمعادلة رابح/رابح، التي أرساها التوافق الأخير وإنهاء الشغور الرئاسي"، مشدداً على أنّ "إنجاز اللبنانيين لتفاهم داخلي يؤكد صوابية موقف إيران التي أعلنت مراراً أنه يجب ترك الشأن اللبناني الداخلي للبنانيين أنفسهم، وقد أثبتوا أنهم قادرون على تحقيق توافقات تُحقق مصالح الشعب".  

وقال الوزير الإيراني إنّ "ما ورد من كلام دقيق في خطاب الرئيس عون يدل على عمق النظرة السياسية الحكيمة لدى فخامته".

وفي مجال العلاقات الثنائية بين لبنان وإيران، أكّد ظريف أنّ مرافقة وفد اقتصادي موسع له في الزيارة تأتي كـ"تعبير عن انفتاح إيران تجاه لبنان وسعيها الصادق للتعاون في مُختلف المجالات السياسية والأمنية والعسكرية"، شاكراً الخارجية اللبنانية "على وقفوها إلى جانب إيران في المحافل الدولية".

وتطرق ظريف إلى قضية المواطن اللبناني المسجون في طهران بتهمة التجسس، نزار زكا، مُعتبراً أنّ "ملف السيد زكا لا يُضر بالعلاقات بين البلدين، خصوصاً بعد إثبات مخالفته للقوانين الإيرانية"، على حد تعبيره.

ورداً على أسئلة الصحافيين قال ظريف، إنّه سينقل للرئيس المُكلف تشكيل الحكومة سعد الحريري، "رسالة تعاون ونية بلادي الصادقة في الانفتاح على كل المكونات الطائفية والسياسية اللبنانية".

وفي الشأن الإقليمي، قال ظريف، في حديث لـ"العربي الجديد" إنّ "الجمهورية الإسلامية تأمل أن يعود المسؤولون السعوديون عن سياساتهم قصيرة النظر تجاه قضايا المنطقة، لنواجه سوياً خطر الإرهاب والتكفير الذي يطاول الجميع"، على حد قوله.

واعتبر ظريف أن "هذا الخطر التكفيري لا يقتصر أثره على لبنان وسورية فقط بل يطاول كُل المنطقة، وللأسف فإن لبنان عانى من تبعاته بشكل مباشر وكبير"، واعتبر أن "لبنان والمنطقة سينتصران على هذه الظاهرة المشؤومة في نهاية المطاف".

من جهته، أشار وزير الخارجية في الحكومة المستقيلة، جبران باسيل، خلال استقبال ظريف والوفد المرافق في مقر وزارة الخارجية، إلى أنّ "الحوار الداخلي أثبت جدواه في إنهاء حالة المرض السياسي المتمثل بالشغور الرئاسي"، شاكراً إيران على "وقوفها إلى جانب لبنان". ورأى باسيل في رفع العقوبات المالية والاقتصادية عن إيران، "فرصة للتعاون المُثمر للجانبين".

ورداً على سؤال الصحافيين حول زيارات المسؤولين السوريين والإيرانيين إلى لبنان، قال باسيل إنّ "هذه الزيارات تعبير عن تعدد وتنوع أصدقاء لبنان على الصعيدين العربي والدولي، والعهد الجديد مُنفتح على كل الدول الشقيقة"، مضيفاً "زيارة المسؤول الإيراني تحمل رسائل دولية أيضاً قبيل موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية".

وأكد باسيل أن "موقف لبنان وايران هو نفسه من كل ملفات المنطقة وهو دعم الحلول السلمية".

ويشمل برنامج لقاءات ظريف، غداً الثلاثاء، لقاء رئيس حكومة تصريف الأعمال تمام سلام،​ والرئيس المُكلف تشكيل الحكومة، سعد الحريري، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، الذين سيلتقيهم تباعاً.

كما سيشارك ظريف بالوفد المرافق في "مؤتمر الفرص الاقتصادية الإيرانية اللبنانية"، وسيحضر لقاء اقتصادياً موسعاً برئاسة وزير الاقتصاد والتجارة في حكومة تصريف الأعمال، آلان حكيم. وقد تشمل جولة ظريف أيضاً، لقاءات غير مُعلنة مُسبقاً مع مسؤولين في "حزب الله".