وتقدم عدد من طلاب الجامعات العراقية، اليوم الاثنين بدعوى قضائية لدى قاضي تمييز الديوانية، ضد رجل الدين يتهمونه فيها بسبهم ويطالبون باتخاذ الإجراءات القانونية ضده.
وقال رجل الدين والقيادي بحزب الفضيلة، محمد الفضلي، خلال خطبة في جامع الرحمن وسط بغداد، إن "كلامي لن يروق للكثيرين، وعليكم أن تركزوا على الإعمار الثقافي. هل شاهدتم جامعاتنا وهل شاهدتم الشباب (المخنث) فيها"، مكررا كلامه بأن طلاب الجامعات "مخنثين"، ومطالباً وزير التعليم العالي بإقالة كافة رؤساء الجامعات والكليات الذين لا يلتزمون بالانضباط الشرعي داخل الجامعات".
وأثارت الخطبة غضباً واسعاً بين الطلاب والناشطين العراقيين، وعبر كثير منهم عن انزعاجهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مطالبين بمحاسبة الفضلي، ووضع ضوابط لمنع تكرار هذا النوع من التصريحات عبر المساجد.
وكتب الناشط جعفر الكتبي، على "فيسبوك" تعليقا على الخطبة: "خطيب حزب الفضيلة من منبر جامع الرحمن الذي استولوا عليه دون وجه حق وسرقوا جميع المواد الإنشائية والرافعات والمعدات، وهم اليوم يأخذون الملايين يوميا من إيرادات كراجات السيارات هناك دون سند قانوني يبيح ذلك. يدعي أن طلبة الجامعات "مخنثون" ويطالب في نفس الوقت وزير التربية الذي سرق حتى المناهج بتطبيق الشريعة في الجامعات".
وكتب الناشط حسام الحلو، على "فيسبوك": "إمام جامع الرحمن التابع لحزب الفضيلة يصف الطلاب بالمخانيث، ولا يعلم ان نصف الطلاب يدافعون عن شاربه بعطلتهم" في إشارة من الناشط إلى الطلبة المنخرطين في صفوف الحشد الشعبي الذي يساند القوات العراقية في حربها ضد تنظيم "داعش".
ووصف الطلبة العراقيون هذه التصريحات بالمعيبة مطالبين الحكومة العراقية بوضع حد لرجال الدين ومنعهم من التدخل في الشؤون التربوية والتعليمية، وقال علي حسن الطالب في إحدى الجامعات العراقية: "من العيب أن نشاهد رجل دين على منبر ديني يصف الطلبة بالمخنثين، ويتهجم عليهم، ولكن حينما عرفنا أن هذا الشخص لم يكمل دراسته الابتدائية عرفنا لماذا يكره العلم والمعرفة ويحمل كل هذا الحقد ضد طلبة العلم".
فيما اعتبر الطالب عمار جاسر أن "أغلب رجال الدين في العراق لم يكملوا دراستهم الابتدائية وحصلوا على إجازات دينية غير معترف بها رسمياً من مدارس دينية مجهولة، ولذلك نجدهم بين آونة وأخرى يطلقون تصريحات يتهجمون فيها على الطلبة".
وبسبب غضبهم من الخطبة أطلق طلاب وناشطون وسم #شيزوفرينيا_حزب_الفضيلة ووسم #الخطيب_المخنث، في حين لم ترد وزارة التعليم العالي على هذه التصريحات التي أثارت لغطاً واسعاً في الشارع العراقي، وخاصة بين الطلبة والأساتذة في الجامعات والكليات العراقية المختلفة.
ولا يعتبر تهجم الفضلي، الأول من نوعه بل سبق ذلك خلال الأشهر والسنوات الماضية مشكلات في الجامعات والمعاهد العراقية بسبب تدخل رجال الدين في شؤون الطلبة ومطالبتهم بتطبيق قوانين راديكالية.
ودخلت مليشيات مسلحة العام الماضي عدداً من الجامعات العراقية ونشرت ملصقات تتضمن قرارات دينية تتفق مع آراء تلك المليشيات. تفرض ملابس معينة على الطالبات والطلبة، ما أثار ضجة واسعة حينها.
وتراجعت شعبية رجال الدين كثيراً في العراق عما كانت عليه في السنوات السابقة بسبب الاختلافات الفقهية والطائفية التي أسفرت عن صراعات ونزاعات راح ضحيتها آلاف العراقيين وتحول أغلبهم إلى الأحزاب الإسلامية التي أصبحت مثار غضب للعراقيين.