على الرغم من كون الفتى تايريز غالغو ذي الـ 12 عاماً محبوباً، إلا أنه يعاني مشاكل أسرية ساهمت في مأساته، إذ وجد مشنوقاً في غرفة نومه في موسلي-مانشستر.
وقعت المأساة بعد إدراك الصبي أنه نسي حقيبة كتبه عند وصوله إلى المدرسة، وخوفه من أن ينال علامة سيئة في السلوك، وعندما عاد إلى المنزل ليستعيدها وجد أنه فقد المفتاح، فدخل بطريقة ما وصعد السلالم متجهاً مباشرة إلى غرفة نومه، حيث انتحر.
حصل تايريز على جائزة "نجم الفصل" قبل وفاته، وذلك في مدرسة سادلوورث في أولدام، والتي تضم 1300 طالب، كما أنه نال درجات خضراء عالية عديدة على حسن السلوك من قبل مدرسيه، وقد صرحت والدة الطفل كيتي كريس (32 عاماً) خلال استجواب حول الوفاة بأن طفلها خاف من الحصول على درجة حمراء لنسيانه الحقيبة.
وأوضحت الأم أنها أقلته يومها إلى المدرسة، فطلبت منه العودة إلى البيت لإحضارها، وأكدت بأن ذلك لم يكن ليستغرق أكثر من 10 إلى 14 دقيقة إذا نفذه حرفياً، كما أضافت بأنها اعتقدته يملك مفتاحاً، وتفاجأت حين اتصلت المدرسة بها لتخبرها بأنه لم يصل، فبدأت الاتصال به ومراسلته إلا أنها ظنت أنه لا يرد خجلاً من عدم عودته، ووصفت السيدة اللحظات المؤلمة التي مرت بها قائلة: "طلبت من زميلي برايان الذهاب لتفقده، وعندما دخلنا المنزل بدأت النداء عليه، ولم أجد رداً فاندفعت إلى غرفته".
وحاولت السيدة كروس وزميلها إنعاش الصبي، إلا أنه كان ميتاً عند وصولهما إلى مستشفى تيمسايد، وقد أكد فحص ما بعد الوفاة أن السبب هو الاختناق، والمؤلم أيضاً هو إيجاد مفتاحه تحت فرامل اليد في السيارة. بحسب "الديلي ميل".
يذكر أن الطفل الذي وصل إلى الصف السابع، كان مرحاً جداً، إلا أنه تأثر بشكل سيئ بانفصال والديه، وقد وصفته أمه بالعاطفي والعصبي، وأضافت: "كان تايريز ينفعل كثيراً عند انزعاجه أو عند وقوعه في مشكلة، إذ يغضب ويغلق قبضته بشدة، إلا أنه سرعان ما يهدأ عندما أكلمه، يبكي ويعتذر مني، لقد كان مشتتاً عاطفياً، وكانت تهدئته تستغرق مني 20 دقيقة تقريباً".
وأكملت باكية: "يود الجميع أن يجعلوا من أطفالهم كائنات مثالية تفهم العالم، وقد حاولت بدوري فعل ذلك، لأن الكون ليس مكاناً لطيفاً أبداً، لقد مات جزء مني مع موته، وأنا أتمنى فقط لو يعود!". أما أنتوني غلاسغو (35 عاماً) الجندي السابق الذي خدم في العراق مع الجيش البريطاني، فقد وصف ابنه بالجميل.
بناءً على ما قالته الأم فإن الطفل كان يخضع لجلسات استشارة نفسية، وقد عرف لاحقاً بأنه ربط عقدة حول عنقه أمامها قبل إقدامه على الانتحار بمدة، إلا أن ذلك لم يمنع المستشارة النفسية كورونر آنا موريس من أن تقول: "لا يوجد دليل ملموس على أن تايريز قتل نفسه متعمداً".
وقد علقت السيدة موريس عن مسؤولية الخدمات الاستشارية النفسية في التعامل مع مشاكل المراهقين العاطفية قائلة: "سوف أتواصل مع المجلس الاستشاري في مدرسة تيمسايد، وأطلب منهم التأكيد على تركيز الأهل ودعمهم لأطفالهم، خاصة ممن يعانون من المشاكل".
كذلك عزت ضعف التواصل والخدمات المتاحة للمراهقين من قبل المستشارين النفسيين إلى ميزانيتهم الضئيلة، أما في ما يتعلق بتايريز فقد أكدت أنه كان طفلاً محبوباً من معلميه وزملائه، وكان يمتلك عائلة فخورة به، إلا أنه عانى بشدة في محاولة للتأقلم مع المشاعر المضطربة التي تسببها مرحلة المراهقة، وأسفت لأن المعلومات التي تم تقديمها لم تتضمن تفاصيل مهمة تساعد المستشارين في فهم مشاكله، لتحول دون ربطه حبلاً حول عنقه.