قبل فترة قصيرة، دخلت شادية (1931 – 2017، اسمها الحقيقي فاطمة أحمد شاكر)، المستشفى بسبب جلطة دماغية أصابتها. بدأ مشوارها الفني عام 1947، لتعتزل بعد 37 عامًا، وتختفي عن الأنظار. هنا، نقف عند أبرز الـمحطّات الفنية، على طريق شهرة "دلوعة الشاشة".
دور صغير
قدّمت شادية في مشوارها الفني قرابة 700 أغنية، و118 فيلماً. أول ظهور لها على شاشة السينما كان عام 1947 بدور صغير في فيلم "أزهار وأشواك" من إخراج محمد عبد الجواد.
لمن يطّلع على تجربة شادية، سيلاحظ أنها لم تسترح طوال رحلتها الفنية. ففي كل عام أو اثنين لها عملٌ أو عملان، منها ما هو تراجيدي، وآخر كوميدي مثل "حماتي قنبلة ذرية" و"حظك هذا الأسبوع" وغيرهما. لكنّ الأعمال التراجيدية لها بقيت معروفة وتحظى بجماهيرية أكبر.
لحن الوفاء
كان أوّل فيلم (1955) لعبد الحليم حافظ، الذي قاسمته البطولة فيه والغناء؛ إذ قدّما معًا ثلاث أغانٍ، هي: "احتار خيالي" و"تعالي أقلّك" و"أوبريت لحن الوفاء". واشتُهر لهما فيلم، أصبح اسمه لقبًا لها، هو "معبودة الجماهير" (1967).
روايات نجيب محفوظ
مثّلت شادية في عدة أعمال سينمائية مأخوذة عن روايات لنجيب محفوظ، ولاقى معظمها نجاحًا جماهيريًا كبيرًا. الأعمال هي: "اللص والكلاب" (1962) و"زقاق المدق" (1963) و"الطريق" (1964) و"ميرامار" (1969).
نحن لا نزرع الشوك
لاقى فليم "نحن لا نزرع" (1970) الشوك نجاحًا كبيرًا. فالعمل، الذي كتب قصته يوسف السباعي وأخرجه حسين كمال، وكانت بطولته لشادية ومحمود ياسين؛ جاء ليعبّر عن طبيعة الحياة القاسية التي تعاني منها الطبقة الفقيرة، وتقاطعها مع الطبقات الأخرى الأكثر ثراءً.
ريّا وسكينة
لا يمكننا الحديث عن الفنانة شادية من دون الوقوف عند مسرحية "ريّا وسكينة" (1983). قدّمت حينها شادية، إلى جانب سهير البابلي وأحمد بدير وعبد المنعم مدبولي، عملًا مميزًا لقصّة حقيقية ربّما مأساوية في حقيقتها، لكن بقالب كوميدي لافت، وما زالت تحظى بمتابعة حتى أيّامنا هذا.
بعدها بعامٍ واحد فقط، قدّمت شادية آخر أعمالها السينمائية، "لا تسألني من أنا". ثم، اعتزلت شادية لتنهي مسيرة فنية طويلة. والآن، ها هو جمهورها يودّعها مستذكرًا إياها بأغنيات كثيرة عُرفت فيها، مثل "قولوا لعين الشمس ما تحماشي" و"آه يا أسمراني اللون".
تعرّف إلى حكاية "دلوعة الشاشة" في الـ "إنفو فيديو" التالي: