طريق الحرير الصيني يصل إلى روما رغم الانزعاج الأميركي

24 مارس 2019
إيطاليا أول بلد في مجموعة السبع ينضم لطريق الحرير(Getty)
+ الخط -
وقّعت الحكومتان الصينية والإيطالية، مذكرة تفاهم لانضمام روما إلى مشروع طريق الحرير الصيني، وذلك رغم قلق الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي من تمدد النفوذ التجاري الصيني.

وإيطاليا هي أول بلد في مجموعة السبع الصناعية، ينضم إلى هذا المشروع العالمي الضخم للبنى التحتية البحرية والبرية، الذي أطلقته بكين في 2013.

وبحسب نائب رئيس الوزراء الإيطالي لويجي دي مايو، مساء أمس السبت، فإن إيطاليا وقعت صفقات بقيمة 2.5 مليار يورو (2.8 مليار دولار) خلال زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ لروما، وإن قيمة العقود قد ترتفع إلى 20 مليارا.

ويثير انضمام إيطاليا إلى طريق الحرير انزعاج الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، حيث يسود القلق من احتمال أن يقوض هذا المشروع المصالح الغربية. لكن دي مايو، قال للصحافيين، وفق ما أوردته رويترز، اليوم الأحد، إن الحكومة ما زالت ملتزمة بشركائها الغربيين ولكن عليها وضع" إيطاليا أولا".

ولم تتجاوز صادرات إيطاليا إلى الصين 13 مليار يورو في 2018. وأكد الرئيس الصيني شي جين بينغ إثر استقباله يوم الجمعة الماضي، من قبل نظيره الإيطالي سيرجيو ماتاريلا أن "الجانب الصيني يرغب في مبادلات تجارية وتدفق الاستثمارات في الاتجاهين".

ونقلت وكالة الأنباء الصينية "شينخوا" عن نائب رئيس مجلس الدولة الصيني هان تشنغ، قوله اليوم، إن الانفتاح أضحى "علامة مميزة للصين اليوم"، وإن البلاد ستواصل بثبات توسيع انفتاحها على العالم الخارجي.

وأضاف هان أن "الصين سعت نحو التنمية وبابها مفتوح، ونجحت في تحويل الاقتصاد المنغلق وشبه المنغلق إلى اقتصاد مفتوح على نحو شامل".

وباتت مبادرة حزام طريق الحرير، التي أطلقتها الصين عام 2013، تحظى بانضمام عشرات الدول، حتى باتت دول أوروبية كبرى تسعى وراء الاستفادة منها، بينما ظلت من أكثر حلفاء أميركا اقتصاديا في السنوات الماضية.

وخلال زيارته لبكين في يناير/ كانون الثاني الماضي، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الصين وأوروبا للتعاون في إطار مشروع طريق الحرير، مشيراً إلى ضرورة فتح الأسواق بهدف ترسيخ العلاقات التجارية. وقال ماكرون "هذه الطرق مشتركة ولا يمكن أن تكون ذات اتجاه واحد".

وكانت المجر أول دولة أوروبية تنضم إلى المبادرة في يونيو/ حزيران 2015، فيما خطت بكين منذ ذلك التاريخ نحو كسب إيطاليا ومن ورائها ألمانيا ودول أخرى.

ويعد طريق الحرير أضخم مشروع اقتصادي تطلقه الصين، ويشمل مشاريع للسكك الحديدية والطرق السريعة والمرافئ والطاقة تتجاوز قيمتها 1.2 تريليون دولار، ويغطي مناطق الصين وغرب آسيا وأوروبا، وانضم إليه حتى الآن نحو 65 بلداً.

ويهدف الطريق إلى إنشاء مسارات تجارية متفق عليها بين عدد كبير من الدول، وبمبادرة اقتصادية واحدة، بحيث يتم تبادل المشاريع والصفقات والأدوات التجارية والمالية وصولاً إلى عولمة جديدة، تعتبر الصين أنها ستكون لصالح الشعوب.

وبجانب التمدد الصيني في آسيا وأفريقيا خلال العقدين الماضيين، بدا واضحا خلال السنوات الأخيرة أن قطار نفوذها بدأ يصل إلى أوروبا التي وصلت سلعها إليها عبر قطارات شحن متعددة الوجهات.

وفي مقابل هذا التمدد، نقلت صحيفة أستراليان فايننشال ريفيو، عن مسؤول أميركي كبير، قوله في فبراير/شباط من العام الماضي 2018، إن الولايات المتحدة وأستراليا والهند واليايان تناقش مشروع بنية تحتية دولية مشتركاً كبديل لمبادرة الحزام والطريق الصينية (طريق الحرير) سعياً لمواجهة اتساع نطاق نفوذ بكين.

المساهمون