طرق الحرير الجديدة.. قراءة في اقتصاد الظل

01 مايو 2020
(رسم لطريق الحرير الصينية في القرن الرابع عشر)
+ الخط -
تشكّل طرق الحرير الجديدة المعروفة باسم "الحزام والطريق"، واحداً من أكبر مشاريع النقل والبنى التحتية التي تنفّذها الصين لربطها بجميع أنجاء العالم، عبر بناء موانئ وطرق برية وسكك حديدية ومناطق صناعية تمتدّ على طول عشرات آلاف الكيلومترات.

يثير المشروع الذي أُعيد إحياؤه في تسعينيات القرن الماضي، جدلاً واسعاً حول قدرته على تحقيق تواصلٍ سيخفّض الكثير من التكاليف والأعباء أمام البشر والبضائع، وفي تعزيزه بالمقابل نفوذ بكين من خلال الديون التي تفرضها على البلدان التي تشّق خلالها الطرق لقاء تسديد قيمتها آجلاً.

"تبادلات الظل على امتداد طرق الحرير الجديدة" عنوان الكتاب الذي صدر حديثاً عن "منشورات جامعة أمستردام" بتحرير الباحثيْن إيفا هانغ وتاك-ونغ نغو، ويضمّ مجموعة من الدراسات حول التنافس الاقتصادي العالمي في ضوء تداعيات المشروع الصيني.

يعود الكتاب إلى تاريخ الشبكات الواسعة التي قامت عليها التجارة الدولية على مرّ العصور في العالم القديم؛ آسيا وأوروبا وأفريقيا، ودينامية هذه التبادلات وتدفّق الموارد خارج سيطرة الدول إلى حد كبير، وكيفية نشوء اقتصاديات الظل بفعل هذه الشبكات.

المبادرة الرسمية للصين تمثّل محاولة تقودها الدولة لتعزيز التدفّق المنظّم للموارد عبر البلدان على طول طريق الحزام، وبالتالي توسيع نطاق وصول الدول إلى اقتصادات الظل وضبطها، حيث يقدّم الباحثون المشاركون تحليلاً لطبيعة التبادلات غير الرسمية عبر الحدود في آسيا وأوراسيا.

كما يرسم الكتاب حدود الصدام والتشابك في مشروع "الحزام والطريق" المُدار من قبل الصين، من خلال إجراء دراسة مقارنة لحالات الدول على طول طرق الحرير الجديدة، والتي تتفرّع إلى عدّة مسارات منها طريق يمتد من غربي الصين إلى أوروبا، وثانٍ يمرّ عبر آسيا الوسطى إلى تركيا، وثالث يربط بكين إلى بلدان الهند الصينية ومنها إلى الجنوب، ورابع يمتد إلى باكستان، وخامس إلى الهند والباكستان، ويستقرئ المؤلّفون النتائج المقصودة وغير المقصودة لطرق الاتصال والتنافس، وتأثير المشروع على الظروف الاجتماعية والاقتصادية للمجتمعات المحلية.

يتطرّق الكتاب أيضاً إلى المخاوف والقلق لدى العديد من الأطراف الدولية، خاصة الولايات المتحدة وبلدان أوروبا، في محاولة لفهم طبيعة التغيّرات الاقتصادية والسياسية التي ستقود إليها الطريق الجديدة.

المساهمون