طرد نائبين من قاعة البرلمان المصري لاعتراضهما على قانون

20 يناير 2016
طرد كل من أحمد الطنطاوي وضياء الدين داوود (Getty)
+ الخط -

طرد رئيس البرلمان المصري، علي عبد العال، اليوم الأربعاء، نائبين اعتراضا على تمرير قانون الطعن على عقود الدولة، خلال جلسة اليوم، بعد أن لجأ لتصويت الأعضاء، بدعوى مخالفتهما للتقاليد البرلمانية، وطريقة إعطاء الكلمة، وهما النائب المستقل، الصحافي أحمد الطنطاوي، ونائب حزب "مستقبل وطن"، ضياء الدين داوود.

ورفض عدد من النواب المستقلين، والحزبيين، مشروع القانون، والذي أصدره الرئيس عبد الفتاح السيسي، والمطعون عليه أمام المحكمة الدستورية العليا.

وقال نائب حزب "النور" السلفي، محمود رشاد، إن القانون يقنّن الفساد، مطالبا بالنص على جهة رقابية كطرف ثالث، غير طرفي التعاقد، يلجأ إليها المواطنون للشكوى أو تطعن بنفسها على عقود الدولة لدى القضاء الإداري.

وأضاف أن حزبه مع جذب الاستثمار وتوفير مناخ هادئ للمستثمرين، بشرط الحفاظ على حقوق الدولة وممتلكاتها، كما ورد بنص الدستور.

وقال النائب تاضروس قلدس، إن "القانون نوقش من قبل، وثبت للجميع أن به عدم دستورية، المفروض أقف أنا والمستثمر أمام القاضي، إلا إذا كان فيه صفقة تمت بين المستثمر والحكومة، وهذا إن حدث لا يصح".

وأغلق رئيس المجلس المناقشة على القانون، دون الاستماع لمعارضين آخرين للقانون، والذي وافق عليه 374 عضوا، ورفضه 86 عضوا.

كما وافق المجلس على القرار بقانون رقم 93 لسنة 2015 بإنشاء بعض المحاكم الابتدائية، وتعديل مسمى واختصاص بعض المحاكم الابتدائية الأخرى، بأغلبية 452 نائبا، ورفض 3 نواب، وامتناع 3 آخرين.

كذلك، وافق البرلمان، في مستهل جلسته، على أربعة قرارات بقوانين خاصة بتعديل بعض أحكام قانون المرور، والقرار بقانون رقم 12 لسنة 2015 بتعديل بعض أحكام قانون الضريبة العامة، حيث صوت 449 عضوا بالموافقة، ورفضه 11 عضوا، وامتنع عن التصويت 3 أعضاء.

وتأخرت الجلسة، لنحو ساعتين، لعدم اكتمال النصاب القانوني، والتي يحسم خلالها النواب 19 قانوناً، في مقدمتها قانون الخدمة المدنية، وقوانين الانتخابات الثلاثة: مباشرة الحقوق السياسية، ومجلس النواب، وتقسيم الدوائر الانتخابية، والتي تتطلب أغلبية الثلثين، وفقا للدستور.

وكان المجلس، قد انتهى من إقرار 322 تشريعا صادرا من رئيس الجمهورية قبل انعقاده، ويهدف اليوم لإغلاق صفحة المادة 156 من الدستور، والتي اشترطت إقرار كل القرارات بقوانين صادرة من السلطة التنفيذية خلال 15 يوما من انعقاد البرلمان.

وفي بداية الجلسة، هاجم رئيس المجلس، علي عبد العال، وسائل الإعلام، لإظهارها سلبيات أداء المجلس، وتمريره القوانين دون مناقشة، قائلاً: "الصحافة لها دور فى الرقابة على الأداء، والحق في النقد، والتوجيه، لكن يجب أن تكون الحرية مسؤولة".

وأضاف: "جلست مع الصحافيين، ورجوتهم أن يؤدوا الرسالة، ولكن في إطار الحرية المسؤولة، وأنا لا أقبل المساس بالمجلس بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، ونحن في إطار حريات نظمها الدستور، ويجب أن نحترمها، ومن بينها حرية الصحافة".

ووزع عدد من نواب المجلس منشورا قبل بدء الجلسة، يدعو للتصويت برفض "الخدمة المدنية"، مع الإبقاء على آثاره السابقة، وإعداد قانون جديد يتفادى سلبيات بعض المواد في القانون الحالي.

وقال النواب في منشورهم: "إننا في هذه اللحظة مطالبون باتخاذ قرار بالقبول أو الرفض، ونجد أننا بين كفتين، الأولى: الفكرة البراقة لإصلاح الجهاز الإداري للدولة، وبعض الإيجابيات الواردة بالقانون، والثانية: توقيت تصويتنا على القانون، في ظل رفض شعبي واضح له، ونحن نقترب من ذكرى ثورة 25 يناير، والذي يحاول البعض استغلاله في تعبئة الغاضبين، وإقناعهم بأن الدولة ومجلس النواب لا يشعرون بالشعب".

وأشار البيان الموزع على الأعضاء، إلى "وجود عيوب وسلبيات كثيرة في القانون، أكثر بكثير من إيجابياته، وتؤثر بالسلب في حياة الموظفين، وأسرهم، وكذلك أدائهم لوظائفهم، ما يؤثر سلبا على المجتمع كله"، داعين إلى رفض القانون عند الأخذ بالتصويت نهاية اليوم.

وكان رئيس المجلس قد عقد اجتماعا مغلقا مع عدد من نواب المجلس، لاحتواء أزمة القانون، وطرح مبادرة لإنهاء الخلاف المثار بشأنه، تتضمن الموافقة عليه، ثم تشكيل لجنة خاصة بتعديله في خلال 7 أيام، عقب إرسال مقترحات الحكومة بشأن تعديلاته، وفتح حوار مجتمعي مع الموظفين والعمال الذين يمسهم القانون بشكل مباشر.

المساهمون