طالبات سعوديّات يرفضن المنح للعربيّات

05 يناير 2015
أسباب الرفض لا تقنع الطالبات والأهل (كريم صاحب/فرانس برس)
+ الخط -
مع بداية كل سنة دراسية، تُعاني بعض الطالبات السعوديات الأمرّين قبل الحصول على مقاعد في الجامعات. أحياناً، لا يتم قبول طلباتهن. أسباب الرفض كثيرة، إلا أنها لا تقنع الطالبات والأهل، وغالباً ما تؤدّي إلى إحباطهن. هبة هي إحدى هؤلاء. لم تتمكّن من الانتساب إلى أية جامعة، على الرغم من كونها متفوّقة في المدرسة. اليوم، تشعر بفراغ كبير بسبب مكوثها في البيت بين أربعة جدران، كما تقول. قرّرت البقاء في المنزل لأنها لم ترد دراسة اختصاص غير الطب. خياراتها محدودة جداً. تُحادث شقيقتها خلال النهار، إذ لم يبقَ لها غيرها بعد وفاة والديها. أيضاً، لم تتمكّن من الالتحاق بأية جامعة حكومية. تجدر الإشارة إلى أن رسوم هذه الجامعات تصل إلى نحو 55 ألف ريال في العام الدراسي الواحد. وفي حال عدم تمكّن الطلاب من الحصول على منحة دراسية، بعد اجتياز اختبار القدرات الذي تفرضه الجامعة، تخفض الرسوم إلى 15 ألف ريال فقط.

من جهتها، التحقت سارة بجامعة في منطقة أخرى. تضطر يومياً إلى سلوك طرق خطرة تسمّى طرق الموت، كونها غير مهيأة، ما يؤدّي إلى مقتل كثيرين. ترفض هبه وسارة تماماً فكرة أن تقدّم بلدهما منحاً دراسية إلى طالبات عربيات، قبل أن توفر لهن أولاً مقاعد جامعية.

رفض
في السياق، تقول العاملة في مجال التربية حصة عبد الرحمن لـ"العربي الجديد" إن "أسباب الرفض قد تكون عدم حصول الطالبة على النسبة المطلوبة في اختبار القبول، أو اكتفاء الجامعة بعدد محدّد، بحسب قدرة استيعابها، أو رغبة الطالبة في الالتحاق بتخصّص غير متوفر في الجامعة القريبة من محل إقامتها، ما يضعها أمام خيارين: إما التوجه إلى منطقة أخرى أو الالتحاق بتخصّص لا ترغب فيه". تضيف: "قد يكون السبب بسيطاً، على غرار عدم تحديثها بيانات التسجيل". وتشرح أن "القبول في الجامعة لا يعتمد على معدّل الثانوية فقط، بل الدرجة المؤهلة".

تشعر بعض السعوديات أن الطالبات المغربيات يأخذن أمكنتهن في الجامعات. في المقابل، ترى العنود سعود التي انتظرت عاماً كاملاً قبل الحصول على بعثة دراسية، ضمن برنامج الملك عبدالله للابتعاث، أن وجود طالبات من خارج المملكة يساعد على تمتين العلاقات بين الدول العربية وتبادل الثقافات.

من جهتها، تقول منيرة خالد التي لم تتمكّن من إكمال دراستها الجامعية، بسبب عجز والدتها الأرملة عن تسديد الأقساط، إنها حاولت الانتساب إلى جامعة أخرى لكنها رُفضت. وتبدي استغرابها من رفض الجامعات الطالبات من مدن أخرى، وقبول طالبات عربيات. يبدو أن أكثر ما يزعج السعوديات إعلان جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن تخصيص منح دراسية لطالبات مغربيات. ووضعت الملحقية السعودية في المغرب إعلاناً عبر موقعها الإلكتروني، بهدف استقطاب الطالبات المغربيات للدراسة، وفق شروط معينة.

تويتر
أطلقت مجموعة من السعوديات وسم #السعودية_تقدّم_منحاً_دراسية_لمغربيات على تويتر، وأعربن عن استيائهن من هذا، في الوقت الذي يتم فيه رفض بعض الطالبات السعوديات. في المقابل، رأى آخرون أن الأمر طبيعي ويدخل في إطار التبادل الثقافي.

إلى ذلك، قال تقرير صدر عن وزارة التعليم العالي أخيراً إن عدد الطلاب غير السعوديين الذين يدرسون حالياً في الجامعات السعودية بلغ نحو 32 ألفاً، ينتمون إلى أكثر من 155 دولة، وغالبية المستفيدين من المنح ينتمون إلى دول عربية، بينها اليمن وسورية ومصر والسودان والأردن وليبيا وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا وباكستان وإندونيسيا. وقال وكيل وزارة التعليم العالي للشؤون التعليمية محمد العوهلي إن "عدد المنح المقدّمة للطلاب غير السعوديين لا يؤثر في السعوديين، وبلغت نسبة المقبولين أخيراً 90 في المائة من إجمالي متخرجي المرحلة الثانوية، بما يفوق المعدّل العالمي الذي لا يتجاوز 60 في المائة في معظم دول العالم". أيضاً، أشار إلى أن "تاريخ برامج المنح الطلابية لغير السعوديين في المملكة يعود إلى أكثر من نصف قرن".

يذكر أن جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن تعد أول جامعة خاصة للفتيات، وقد افتتحت في 29 أكتوبر/تشرين الأول عام 2008. وتستوعب الجامعة نحو 60 ألف طالبة (أكثر من 60 في المائة من متخرجات الثانوية).