ضوء أخضر مصري ــ إماراتي لانقلاب حفتر النفطي

16 سبتمبر 2016
اتفاق مكتمل بين حفتر والنظام المصري لتأمين مصالح مشتركة(Getty)
+ الخط -
تؤكد مصادر ليبية ومصرية خاصة لـ"العربي الجديد"، أن التحركات الأخيرة التي قامت بها قوات "الكرامة" بقيادة اللواء خليفة حفتر، ضمن عملية "البرق الخاطف"، والتي هاجمت بمقتضاها منطقة الهلال النفطي للسيطرة على آبار البترول والموانئ النفطية، حصلت بعلم مسبق من جانب النظام المصري وبغطاء سياسي منه، وبضوء أخضر إماراتي. وتوضح مصادر سياسية مصرية أن الخطوة جاءت نتيجة خشية مصر مما سمته "انفلات زمام الأمور من بين يديها"، خصوصاً بعد اكتساب حكومة الوفاق الليبية برئاسة فائز السراج شرعية شعبية بعد تمكن قوات المجلس الرئاسي من القضاء على تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في مدينة سرت. وهو ما سيُكسبها دعماً دولياً أوسع خلال الفترة المقبلة يجعلها بغنى عن مساعدة دول الجوار، بحسب المصادر.

وتلفت إلى أن "القاهرة تخشى من نفوذ أوسع لدول إقليمية أخرى في حال سيطرت حكومة الوفاق على الأوضاع في ليبيا في وقت تعتبر فيه القاهرة ليبيا منطقة نفوذ مصري". فيما تكشف مصادر ليبية مطلعة في طرابلس أن "لدينا معلومات موثقة عن لقاءات عدة حضرها مسؤولون إماراتيون ومصريون بقيادات بارزة في معسكر طبرق على رأسهم رئيس الأركان الليبي عبد الرازق الناظوري في القاهرة بهدف الترتيب لتلك التحركات".

وتشير إلى أن "النظام المصري يهدف من دعم تلك التحركات للحصول على حصة من الموارد النفطية الليبية في ظل الأزمة التي يعانيها في قطاع الطاقة، واعتماده بشكل أساسي على المملكة العربية السعودية، والتي لن تكون قادرة خلال الفترة المقبلة على تلبية الاحتياجات المصرية عبر مساعدات بترولية". وتؤكد أن طرفاً عربياً، رفضت الإفصاح عن هويته، طلب في وقت سابق سرعة تشغيل آبار النفط، بمنطقة الهلال النفطي، ودعم مصر عبر حصة يتم الاتفاق عليها، ولكن هذا الاتفاق لم يكتمل بسبب الأوضاع الأمنية المضطربة.

وتوضح أن "هناك اتفاقاً مكتملاً بين حفتر والنظام المصري للحصول على الدعم السياسي والعسكري، مقابل توفير حصة جيدة من البترول لمصر خلال الفترة المقبلة"، وفقاً للمصادر الليبية. وتقول إنه "خلال الفترة الماضية، شهدت مدينة السلوم (حدودية مع ليبيا) عدداً من اللقاءات بزعماء قبائل الشرق الليبي، وبعض قبائل الجنوب"، لافتة إلى أن هناك تنسيقاً لإثارة المشاكل في وجه حكومة الوفاق خلال الفترة المقبلة، من خلال تحريك بعض القبائل، لتنظيم تظاهرات مضادة للمجلس الرئاسي". وتضيف أن القاهرة لديها طموح بالإشراف على مؤسسة النفط الليبية في حال سيطر عليها حفتر وحكومة عبدالله الثني في طبرق، لتتمكن من سد العجز لديها في قطاع الطاقة.


المساهمون