تُكثّف قوى عراقية ودولية مساعيها لاحتواء العنف الطائفي في محافظة ديالى، شرق البلاد، خوفاً من اتساعها لمحافظات مجاورة. وذلك عقب هجمات دامية نفّذتها مليشيات "الحشد الشعبي"، أسفرت عن مقتل واختفاء عشرات المواطنين العراقيين من مكون طائفي معيّن، وإحراق وتفجير سبعة مساجد ومركزين لتحفيظ القرآن الكريم، في المقدادية وشهربان، وبلدات أخرى شمال وشرق محافظة ديالى. وذلك في الوقت الذي سجلت منظمة محلية فرار آلاف العائلات باتجاه إقليم كردستان، خوفاً من الهجمات التي تستهدفها.
وكان رئيس البرلمان سليم الجبوري، الذي قطع زيارته إلى العاصمة اللبنانية بيروت، قد وصل إلى المحافظة، أمس الأربعاء، وكشف على المساجد المدمّرة والأحياء السكنية التي نُفّذت فيها إعدامات ميدانية بحق السكان من قبل المليشيات، التي اقتحمتها مساء الاثنين ـ الثلاثاء.
ووفقاً لبيان صادر عن الجبوري، فإنه التقى بقائد الجيش والشرطة للاطلاع على حقيقة ما يجري والمليشيات المتورطة بقتل المواطنين على أسس طائفية. وينقل البيان عن الجبوري، قوله إنه "إذا كانت الأجهزة الأمنية عاجزة عن حفظ الأمن، فلماذا يتم دفع رواتب لأكثر من 30 ألف عنصر أمن في ديالى"؟ ويذكر البيان أن "الدولة هي المسؤولة عن حفظ الأمن ويجب التصدي لمن يرفع السلاح من خارج الأجهزة الأمنية والعسكرية، وعلى الجميع أن يخضع لإرادة الدولة"، في إشارة الى مليشيات "الحشد الشعبي".
وفي الوقت الذي دانت بعثة الأمم المتحدة في بغداد، ما وصفته بـ"الهجمات الإجرامية في ديالى"، داعية لوضع حد لها، طالب "تحالف القوى العراقية" بـ"التدخل الدولي لتخليص أهالي محافظة ديالى من سطوة المليشيات".
ويوضح بيان للتحالف، أن "استهداف بيوت الله وخطف المواطنين على الهوية والتهجير القسري للعائلات من قبل المليشيات، يستدعي موقفاً واضحاً وحازماً من قبل القائد العام للقوات المسلحة والرئاسات الثلاث، لأننا أمام جريمة إبادة جماعية".
اقرأ أيضاً العراق: المليشيات تصعّد انتهاكاتها في ديالى
ويضيف البيان أنه "في ظل الصمت الحكومي المطبق وصمت سلطات الدولة أمام الهجمة المليشيوية الشرسة، التي يتعرّض لها المواطنون الأبرياء العزّل في ديالى وبغداد، لم يعد أمامنا سوى مناشدة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، بضرورة التدخّل العاجل من أجل إنقاذ الأهالي والمحافظة على الأمن والسلم المجتمعي، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه، بعد أن سقطت العديد من المناطق بيد المليشيات".
في غضون ذلك، يؤكد مصدر رفيع في الحكومة العراقية، أن "رئيس الوزراء أوفد ممثلين عنه إلى مرجعيات النجف وكربلاء، لمطالبتهم بالتدخل في إيقاف هجمات المليشيات، بعد فشل جهود العبادي في إيقافها طيلة اليومين الماضيين".
ويكشف المصدر لـ" العربي الجديد"، أن "ممثلين عن رئيس الوزراء وصلوا إلى النجف وكربلاء، للقاء مراجع الدين ومطالبتهم بالتدخل بوقف هجمات المليشيات". ويؤكد أن "وفداً مماثلاً التقى بالوقت نفسه بالسفير الإيراني ببغداد حسن دنائي فر، للغرض عينه".
ويشير المصدر العامل بمكتب رئيس الوزراء، إلى أن "الأمور تتجه نحو التهدئة، فكل الأطراف السياسية اتفقت على ذلك والمليشيات ستجد من يقنعها بإيقاف الهجمات الطائفية، وهناك تجاوب من إيران ومن المراجع على ذلك".
ويبيّن أنه "يجب التفريق بين فصائل مليشيات الحشد وعدم جمعها في سلة واحدة، فهناك من تضحي بنفسها من أجل العراق وهناك فصائل تكفيرية لا تختلف عن داعش وتسعى لمسح الآخر ولا تقبل به كشريك في الوطن". ويلمّح إلى أن "تلك المليشيات تتبع لإيران لا لبغداد أو مرجعية النجف وكربلاء". ويُردف أن "الأمور تتجه للعودة إلى الاستقرار".
ويقول عضو المجلس، الشيخ هذّال النداوي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "المحافظة تمرّ اليوم بأخطر مرحلة سياسية وأمنية"، مبيّناً أنّ "المليشيات ترتكب انتهاكات يوميّة ومستمرة وبوضح النهار، تقصف وتقتل وتخطف وتفجّر المساجد، في محاولة لإشعال فتيل حرب طائفيّة قد تأتي على المحافظة كلها".
وينتقد "العجز الحكومي الواضح، عن مواجهة المليشيات ووضع حد لانتهاكاتها"، لافتاً إلى "أنّنا في المحافظة لم نر أي تدخّل من قبل حكومة العبادي، ولا حتى بيان استنكار لتلك الانتهاكات، كما أنّ الحكومة المحليّة والأجهزة الأمنيّة في المحافظة تقف موقف المتفرج وكأن الموضوع لا يعنيها، وتترك أبناء المحافظة يواجهون مصيرهم بأنفسهم".
ويُحذّر النداوي من "خطورة الوضع، والذي بلغ ذروته، فالتصعيد يُنذر بتداعيات وخيمة، والمليشيات لن تتراجع من دون جرّ المحافظة إلى أتون حرب طائفيّة"، مناشداً المنظمات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان بـ"التدخّل لتدارك الموقف قبل انهياره بشكل كامل".
وفي معلومات "العربي الجديد"، عبرت نحو 3 آلاف عائلة محافظة ديالى باتجاه كردستان، وسمحت لها السلطات بالدخول. ويشير مصدر أمني كردي، لـ"العربي الجديد"، إلى أن "رئيس الإقليم مسعود البرزاني، أمر بإدخال العائلات الفارة من بطش المليشيات، وتقوم منظمات محلية بمساعدتها".
وكانت حصيلة الهجمات الطائفية في المحافظة، قد ارتفعت إلى 41 قتيلاً وفقاً للدكتور أحمد حسين المولى من دائرة صحة ديالى، غالبيتهم شبان أُعدموا رمياً بالرصاص، فيما سُجّل اختفاء 37 آخرين، عُثر على جثث تسعة منهم في مناطق متفرقة.
وكان رئيس البرلمان سليم الجبوري، الذي قطع زيارته إلى العاصمة اللبنانية بيروت، قد وصل إلى المحافظة، أمس الأربعاء، وكشف على المساجد المدمّرة والأحياء السكنية التي نُفّذت فيها إعدامات ميدانية بحق السكان من قبل المليشيات، التي اقتحمتها مساء الاثنين ـ الثلاثاء.
ووفقاً لبيان صادر عن الجبوري، فإنه التقى بقائد الجيش والشرطة للاطلاع على حقيقة ما يجري والمليشيات المتورطة بقتل المواطنين على أسس طائفية. وينقل البيان عن الجبوري، قوله إنه "إذا كانت الأجهزة الأمنية عاجزة عن حفظ الأمن، فلماذا يتم دفع رواتب لأكثر من 30 ألف عنصر أمن في ديالى"؟ ويذكر البيان أن "الدولة هي المسؤولة عن حفظ الأمن ويجب التصدي لمن يرفع السلاح من خارج الأجهزة الأمنية والعسكرية، وعلى الجميع أن يخضع لإرادة الدولة"، في إشارة الى مليشيات "الحشد الشعبي".
ويوضح بيان للتحالف، أن "استهداف بيوت الله وخطف المواطنين على الهوية والتهجير القسري للعائلات من قبل المليشيات، يستدعي موقفاً واضحاً وحازماً من قبل القائد العام للقوات المسلحة والرئاسات الثلاث، لأننا أمام جريمة إبادة جماعية".
اقرأ أيضاً العراق: المليشيات تصعّد انتهاكاتها في ديالى
ويضيف البيان أنه "في ظل الصمت الحكومي المطبق وصمت سلطات الدولة أمام الهجمة المليشيوية الشرسة، التي يتعرّض لها المواطنون الأبرياء العزّل في ديالى وبغداد، لم يعد أمامنا سوى مناشدة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، بضرورة التدخّل العاجل من أجل إنقاذ الأهالي والمحافظة على الأمن والسلم المجتمعي، وإنقاذ ما يمكن إنقاذه، بعد أن سقطت العديد من المناطق بيد المليشيات".
في غضون ذلك، يؤكد مصدر رفيع في الحكومة العراقية، أن "رئيس الوزراء أوفد ممثلين عنه إلى مرجعيات النجف وكربلاء، لمطالبتهم بالتدخل في إيقاف هجمات المليشيات، بعد فشل جهود العبادي في إيقافها طيلة اليومين الماضيين".
ويكشف المصدر لـ" العربي الجديد"، أن "ممثلين عن رئيس الوزراء وصلوا إلى النجف وكربلاء، للقاء مراجع الدين ومطالبتهم بالتدخل بوقف هجمات المليشيات". ويؤكد أن "وفداً مماثلاً التقى بالوقت نفسه بالسفير الإيراني ببغداد حسن دنائي فر، للغرض عينه".
ويشير المصدر العامل بمكتب رئيس الوزراء، إلى أن "الأمور تتجه نحو التهدئة، فكل الأطراف السياسية اتفقت على ذلك والمليشيات ستجد من يقنعها بإيقاف الهجمات الطائفية، وهناك تجاوب من إيران ومن المراجع على ذلك".
ويبيّن أنه "يجب التفريق بين فصائل مليشيات الحشد وعدم جمعها في سلة واحدة، فهناك من تضحي بنفسها من أجل العراق وهناك فصائل تكفيرية لا تختلف عن داعش وتسعى لمسح الآخر ولا تقبل به كشريك في الوطن". ويلمّح إلى أن "تلك المليشيات تتبع لإيران لا لبغداد أو مرجعية النجف وكربلاء". ويُردف أن "الأمور تتجه للعودة إلى الاستقرار".
ويقول عضو المجلس، الشيخ هذّال النداوي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "المحافظة تمرّ اليوم بأخطر مرحلة سياسية وأمنية"، مبيّناً أنّ "المليشيات ترتكب انتهاكات يوميّة ومستمرة وبوضح النهار، تقصف وتقتل وتخطف وتفجّر المساجد، في محاولة لإشعال فتيل حرب طائفيّة قد تأتي على المحافظة كلها".
ويُحذّر النداوي من "خطورة الوضع، والذي بلغ ذروته، فالتصعيد يُنذر بتداعيات وخيمة، والمليشيات لن تتراجع من دون جرّ المحافظة إلى أتون حرب طائفيّة"، مناشداً المنظمات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان بـ"التدخّل لتدارك الموقف قبل انهياره بشكل كامل".
وفي معلومات "العربي الجديد"، عبرت نحو 3 آلاف عائلة محافظة ديالى باتجاه كردستان، وسمحت لها السلطات بالدخول. ويشير مصدر أمني كردي، لـ"العربي الجديد"، إلى أن "رئيس الإقليم مسعود البرزاني، أمر بإدخال العائلات الفارة من بطش المليشيات، وتقوم منظمات محلية بمساعدتها".
وكانت حصيلة الهجمات الطائفية في المحافظة، قد ارتفعت إلى 41 قتيلاً وفقاً للدكتور أحمد حسين المولى من دائرة صحة ديالى، غالبيتهم شبان أُعدموا رمياً بالرصاص، فيما سُجّل اختفاء 37 آخرين، عُثر على جثث تسعة منهم في مناطق متفرقة.
اقرأ أيضاً تطهير مذهبي وقتل ومليشيات: ديالى على شفير حرب طائفية