ضابط عراقي مُقال: خطة إيرانية لجرّ السعودية إلى العراق

05 يوليو 2014
الخطة تقضي بجرّ المسلّحين الى عرعر (مروان نعماني/فرانس برس/getty)
+ الخط -

كشف مسؤول عسكري عراقي سابق، اليوم السبت، عما وصفه بخطة إيرانية تنفذها بالعراق بالاتفاق مع حكومة نوري المالكي وتهدف الى جرّ السعودية إلى الساحة العراقية بما يتماشى مع توجهات إيران.

وقال عقيد ركن سابق بالفرقة الثانية بالجيش العراقي، طُرد على خلفية انسحابه مع أفراد وحدته ضمن اللواء 24 من مدينة الموصل خلال هجوم الفصائل المسلّحة في العاشر من يونيو/ حزيران الماضي، لـ "العربي الجديد"، إن "عملية سحب الجيش من الحدود مع السعودية وإحلال قوة صغيرة من المتطوعين الجدد وعناصر الميليشيات تمثل أولى مراحل تنفيذ الخطة التي يشرف عليها الحرس الثوري الإيراني ومكتب المالكي العسكري".

والعقيد العراقي، الذي رفض كشف هويته، هو ضمن قائمة ضباط الجيش، الذين طردهم المالكي بعد بدء المعارك، وتشمل القائمة 43 ضابطاً آخرين. ومُنع العقيد من مغادرة العراق بناء على أوامر المالكي.

وتنص الخطة، وفقاً للعقيد نفسه، على "العمل من أجل جرّ الجهاديين السعوديين الى العراق من خلال تلك الحدود، فضلاً عن جرّ عناصر الفصائل المسلّحة الى منطقة عرعر العراقية الواقعة على بعد 2 كيلومتر من رفحاء؛ أول قرى السعودية، التي كانت تضم الى وقت قريب معسكراً لإيواء اللاجئين العراقيين. ومن عرعر سيتم شن هجمات صاروخية ومدفعية على تلك المناطق السعودية يتم خلالها اتهام الفصائل السنية المسلحة بالوقوف وراء تلك الهجمات تحت خانة تنظيم (داعش) الذي تجمع حكومة المالكي جميع الفصائل تحت اسمه حتى الآن".

وأضاف المصدر نفسه أن "الهدف من المخطط هو جر السعودية لاتخاذ موقف سلبي من الفصائل المسلحة في العراق والسعي خلال ذلك لجذب متطرّفين سعوديين الى تلك المنطقة بهدف الالتحاق بالفصائل العراقية، بعد انسحاب الجيش منها وهو ما سيؤدي الى تغيير الموقف السعودي الحالي والاضطرار الى العمل مع حكومة المالكي والتنسيق الأمني معها لحماية أراضيها، وإبعاد الخطر عنها بسبب ما عُرف عن السعودية من إيلاء الأمن الداخلي الأولوية القصوى في ملفاتها الخارجية مع دول الجوار".

وبيّن أنّ "ذلك قد يمتد الى مشاركة السعودية في عمليات عسكرية محدودة على حدودها، كما أنه بالتأكيد سيفقد الفصائل المسلحة الكثير من الدعم المعنوي والسياسي ويمنح المالكي شرعية من أهم دولتين بالمنطقة هما إيران المؤيدة أصلاً له فضلاً عن السعودية".

وتابع الضابط أن "الخطة التي أُقرّت في الأول من يوليو/ تموز الجاري جاءت بعد الموقف المتشدد للملك السعودي عبدالله حيال حكومة المالكي وتدخله الضاغط على الولايات المتحدة ودول أخرى لاستبعاد المالكي من المشهد السياسي وفتح حوار مع الفصائل السنية العراقية ما عدا تنظيم (داعش)". وقال إن "مجريات انسحاب الجيش من الحدود مع السعودية في محافظة الأنبار الساخنة، وتركها على حالها في المحافظات الجنوبية المستقرة، يؤكد مجريات الخطة التي تسربت عبر ضباط آخرين بقيادة العمليات العراقية المشتركة التي يرأسها المالكي باعتباره القائد العام للقوات المسلحة".

وتعليقاً على المعلومات التي أدلى بها الضابط المقال، قال القيادي في المجلس العسكري لعشائر العراق، عبد الله الشمري، إن "الفصائل لن تصل الى المنطقة الحدودية كونها خارج حسابات الثوار". وأوضح، في اتصال مع "العربي الجديد"، أن "المنطقة الحدودية مع السعودية منطقة مقفلة للعرب السنة، ولا نفكر بالتقدّم إليها لعدّة أسباب أهمها أنّها منطقة مفتوحة ويتفوق المالكي فيها جوّاً، إضافة الى حرصنا على ابقاء معبر عرعر بين البلدين مفتوحاً للحجاج والمعتمرين، وليس هناك شيء مهم يمكن أن يجازف خلاله مقاتلو الفصائل بالتقدم الى هناك".

وقال الشمري إن "المجلس العسكري يؤكّد لكل من السعودية والأردن تفهمه لمخاوفهما من امتداد المعارك الى أراضيهما، ويؤكد أنه وباقي فصائل المقاومة الوطنية يسعون لكسر شوكة إيران وحكومة المالكي الراعية لمصالحها بالعراق ولن تكون ثورتهم الا محلية بحتة".

في غضون ذلك، نفت وزراة الخارجية الإيرانية، اليوم السبت، إرسال وفد إيراني إلى السعودية لبحث موضوع العراق بشكل ثنائي بين الطرفين، رداً على ما نشرته بعض وسائل الإعلام العربية والغربية من أن وفداً ايرانياً قد زار السعودية للنقاش حول الانتخابات والحكومة العراقية.

وقالت دائرة الشؤون الإعلامية في الخارجية الإيرانية، في بيان أصدرته، إن هذا شأن داخلي عراقي. وأكدت أنها لم ترسل أي مبعوث بشكل رسمي إلى المملكة حتى الآن للنقاش حول أي من القضايا الاقليمية المحورية خلال هذه المرحلة.

من جهة ثانية، أعلنت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا" عن مقتل طيار إيراني أثناء مشاركته في القتال في العراق، من دون أن توضح إن كان الطيار قتل أثناء التحليق أو خلال معارك على الأرض.
وأشارت إلى أن "الكولونيل شجعات علم داري مرجاني قتل أثناء دفاعه"عن مواقع مقدسة للمسلمين الشيعة في مدينة سامراء الى الشمال من العاصمة بغداد".

المساهمون