بادر ناشطون في ساحة التحرير بوسط العاصمة العراقية بغداد، بنصب شجرة ميلاد كبيرة زُيِّنَت بصور لضحايا التظاهرات الذين سقطوا خلال الشهرين الماضيين، مع إقامة صلوات تستمر حتى حلول رأس السنة.
وأعلن بطريرك بابل للكلدان الكاثوليك، الكاردينال لويس روفائيل ساكو، مطلع الشهر الحالي، إلغاء مظاهر الاحتفال بأعياد ميلاد السيد المسيح، ورأس السنة الميلادية في العراق، "احتراماً لأرواح الشهداء، وتضامناً مع آلام عائلاتهم".
وشارك عشرات المتظاهرين في نصب شجرة الميلاد وتزيينها بوسط ساحة التحرير بعد تنظيف المكان من حولها، كذلك شاركوا في تلاوة الصلوات والأناشيد وترديد الشعارات التي ترفض الطائفية، ومنها "الرب واحد والوطن واحد"، و"عراقي يكفي ليش. تسأل عن اللي ما يخصك".
واستطلع "العربي الجديد"، مواقف عدد من المتظاهرين والنشطاء وآراءهم، فقال عامر حنتوش: "ألغى الكاردينال لويس ساكو مظاهر الاحتفال بعيد ميلاد السيد المسيح، ورأس السنة الميلادية، ثم كانت مبادرة نصب شجرة الميلاد في ساحة التحرير أجمل الهدايا التي يتلقاها العراقيون المسيحيون، فوضع شجرة الميلاد والصلوات والقداس في الساحة له دلالة عظيمة في النفوس".
وأكد الناشط حيدر المعن أن "التظاهرات منذ انطلاقتها كانت تعبيراً حيّاً عن رفض الطائفية والمحاصصة والتفرقة، وأبرز المتظاهرون الهوية الوطنية دائماً، ونصب شجرة الميلاد في ساحة التحرير لا يعتبر بادرة دينية، بقدر ما هو بادرة أخوية ووحدوية".
وقال جميل الشحماني إن "شجرة الميلاد زينت بصور شهداء العراق دون أن تقتصر على طائفة أو دين أو عرق، بل كل شهداء هذه الانتفاضة المباركة".
وأوضح علي كاظم: "أنا من محافظة ميسان، وجئت إلى بغداد لمؤازرة الثوار، وأطلب من كل المسيحيين خارج العراق العودة الآن لبناء الوطن. حملت الصليب على صدري مطالباً إخواني المسيحيين بالعودة لنكون يداً واحدة في بناء عراق جديد".
وبيّنَت وداد حمادي أن "أجمل ما يميز هذه الثورة هو الوعي، وهذه الشجرة تمثل عراقاً مصغراً، وساحة التحرير اليوم تمثل النموذج الذي نتمناه بلا طائفية ولا مذهبية ولا قومية، فكلنا سواء".