نشرف على نهاية شهر مارس/آذار الذي كان بامتياز شهر المرأة في لبنان وفي معظم الدول العربية. كيف صوّرت النساء خلال هذا الشهر عموماً من قبل الإعلام والسياسيين والمنظمات الدولية والوطنية ومن قبل الأفراد بشكل عام؟ إليكم استعراضاً لهذه الصور:
- المرأة الخارقة: احتفلت إحدى الجمعيات بمناسبة يوم المرأة العالمي على طريقتها بشكل نخبوي سلّط الضوء على تجارب مجموعة من سيدات الأعمال، أو سيدات المجتمع اللواتي حققن إنجازاً مهنياً أو اجتماعياً أو شخصياً في حياتهن. كانت مداخلات السيدات عبارة عن تجارب شخصية، قد لا تمتلك عناصر الإلهام لغيرهن لأنهن نسبياً محظيات. بالتالي، نجاحهن يرتبط بحظوة ما وليس بإرادة شخصية. ربما نفتخر بهؤلاء النساء لكنهن لا يمثلن سوى القليل من النساء في مجتمعاتنا.
- المرأة الضحية: تكرّست هذه النظرة العامة عن النساء خلال يوم المرأة العالمي خصوصاً لدى المنظمات والهيئات الدولية ومنظمات الأمم المتحدة وبعثاتها. النساء ربما يكنّ فعلاً ضحايا للعنف داخل المنزل، أو للحروب أو للتهجير أو للمجتمع أو لقوانينه. لكن، من المهم أن يكون الخطاب إيجابياً. هؤلاء النساء هنّ ناجيات وقويات. وضع النساء في خانة "الضحايا" يخلق علاقة اعتمادية بين "الضحية" و"المنقذ". طريق التمكين يبدأ بكسر هذه العلاقة ومعها الصور النمطية.
- المرأة المذنبة: تركّز بعض الاحتفالات بيوم المرأة العالمي على أنّ تسريع ردم الفجوة الجندرية أو إزالة التمييز هو في يد النساء. بذلك، تولد "مشاعر ذنب" لديهن. هذا ما حاول وزير الداخلية في لبنان نهاد المشنوق أن يوصله في مداخلته الشهيرة. قال إنّ المشكلة في المشاركة السياسية لا تكمن في القوانين ولا الممارسات، بل في "تقصير" النساء. هو نفس الخطاب الذي حاولت بعض محطات الإعلام تسليط الضوء عليه في تغطيتها للحدث. تجدر الإشارة إلى أنّ تكريس هذه النظرة يجعل النساء بشكل عام في موقع مضاعفة الجهد لكسر النظرة السائدة عن النساء كـ"متقاعسات".
المرأة الأم ــ المتفانية: الإعلام هو بطل تكريس الصورة النمطية عن المرأة ـ الأم بأنّها حنونة ومتفانية وتضحي بنفسها. المشكلة ببساطة هنا اختزال النساء وأدوارهن المتعددة وهويتهن المتنوعة بدور وهوية واحدة (الأم). والبعد الثاني للمشكلة أنّ هذا الدور والهوية باتت له ملامح ثابتة كلها موضوعة في خانة التفاني والتضحية وإلغاء الذات وغيرها، لتصبح كلمة "أم" مرادفة تلقائياً لـ"التضحية". الأمومة تجربة شخصية لبعض النساء وليس لجميعهن، ولا تشكل سوى جزء من هويتهن.
*ناشطة نسوية
اقرأ أيضاً: لأنّ النساء يستطعن
- المرأة الخارقة: احتفلت إحدى الجمعيات بمناسبة يوم المرأة العالمي على طريقتها بشكل نخبوي سلّط الضوء على تجارب مجموعة من سيدات الأعمال، أو سيدات المجتمع اللواتي حققن إنجازاً مهنياً أو اجتماعياً أو شخصياً في حياتهن. كانت مداخلات السيدات عبارة عن تجارب شخصية، قد لا تمتلك عناصر الإلهام لغيرهن لأنهن نسبياً محظيات. بالتالي، نجاحهن يرتبط بحظوة ما وليس بإرادة شخصية. ربما نفتخر بهؤلاء النساء لكنهن لا يمثلن سوى القليل من النساء في مجتمعاتنا.
- المرأة الضحية: تكرّست هذه النظرة العامة عن النساء خلال يوم المرأة العالمي خصوصاً لدى المنظمات والهيئات الدولية ومنظمات الأمم المتحدة وبعثاتها. النساء ربما يكنّ فعلاً ضحايا للعنف داخل المنزل، أو للحروب أو للتهجير أو للمجتمع أو لقوانينه. لكن، من المهم أن يكون الخطاب إيجابياً. هؤلاء النساء هنّ ناجيات وقويات. وضع النساء في خانة "الضحايا" يخلق علاقة اعتمادية بين "الضحية" و"المنقذ". طريق التمكين يبدأ بكسر هذه العلاقة ومعها الصور النمطية.
- المرأة المذنبة: تركّز بعض الاحتفالات بيوم المرأة العالمي على أنّ تسريع ردم الفجوة الجندرية أو إزالة التمييز هو في يد النساء. بذلك، تولد "مشاعر ذنب" لديهن. هذا ما حاول وزير الداخلية في لبنان نهاد المشنوق أن يوصله في مداخلته الشهيرة. قال إنّ المشكلة في المشاركة السياسية لا تكمن في القوانين ولا الممارسات، بل في "تقصير" النساء. هو نفس الخطاب الذي حاولت بعض محطات الإعلام تسليط الضوء عليه في تغطيتها للحدث. تجدر الإشارة إلى أنّ تكريس هذه النظرة يجعل النساء بشكل عام في موقع مضاعفة الجهد لكسر النظرة السائدة عن النساء كـ"متقاعسات".
المرأة الأم ــ المتفانية: الإعلام هو بطل تكريس الصورة النمطية عن المرأة ـ الأم بأنّها حنونة ومتفانية وتضحي بنفسها. المشكلة ببساطة هنا اختزال النساء وأدوارهن المتعددة وهويتهن المتنوعة بدور وهوية واحدة (الأم). والبعد الثاني للمشكلة أنّ هذا الدور والهوية باتت له ملامح ثابتة كلها موضوعة في خانة التفاني والتضحية وإلغاء الذات وغيرها، لتصبح كلمة "أم" مرادفة تلقائياً لـ"التضحية". الأمومة تجربة شخصية لبعض النساء وليس لجميعهن، ولا تشكل سوى جزء من هويتهن.
*ناشطة نسوية
اقرأ أيضاً: لأنّ النساء يستطعن