صوت جديد: مع عبد المجيد سباطة

07 مايو 2020
(عبد المجيد سباطة)
+ الخط -

تقف هذه الزاوية من خلال أسئلة سريعة مع صوت جديد في الكتابة العربية، في محاولة لتبيّن ملامح وانشغالات الجيل العربي الجديد من الكتّاب. "قدم لي بعض المنتمين للأجيال السابقة كُلّ أشكال الدعم والتوجيه والمساندة ككاتب ناشئ"، يقول الكاتب والمترجم المغربي.


■ كيف تفهم الكتابة الجديدة؟

- لغة سلسة، أفكار جديدة خارج حدود المألوف، مخيال سردي أوسع، تجاوز للأنماط التقليدية في البناء وانفتاح ذكي، لا عشوائي على التجريب.


■ هل تشعر بنفسك جزءاً من جيل أدبي له ملامحه وما هي هذه الملامح؟

- تشهد الساحة الثقافية المغربية حركيةً لافتة، مع ظهور عددٍ من الكتّاب الشباب الذين استطاعوا حجز مكانة اعتبارية مهمة لكتاباتهم في الأدب المغربي، وقدموا في أعمالهم أفكاراً وأساليب وتقنيات سردية جديدة، كما تمكن بعضهم من حصد جوائز تقديرية وطنية وعربية، وتحظى أعمالهم بمقروئية جيدة، بما يثبت مرة أخرى بأنّ الإبداع متحررٌ من قيود السن. صحيح أنّ لي أسلوبي ومشروعي الأدبي الخاص، لكنني أعتبر نفسي جزءاً من هذه الحركية.


■ كيف هي علاقتك مع الأجيال السابقة؟

- علاقة احترام وتقدير، وأسعى إلى أن تكون علاقة تكامل لا تنافر، على الرغم من أنّ الواقع مختلف تماماً عن التمنّي. قدم لي بعض المنتمين للأجيال السابقة كُلّ أشكال الدعم والتوجيه والمساندة ككاتب ناشئ، فيما اختار البعض الآخر مهاجمة تجربتي والانتقاص منها، من دون إلقاء نظرة على سطر واحد ممّا كتبت، خصوصاً بعد فوز روايتي الثانية بجائزة وطنية، لكن هذا مألوف إلى حد بعيد، ولا يجب أن يكون عامل استغراب أو دهشة بالنسبة للكتّاب الجدد.


■ كيف تصف علاقتك مع البيئة الثقافية في بلدك؟

- لا أنتمي إلى أيّ تيارٍ أو مؤسسة ثقافية بعينها، خاصة مع الموت الرمزي لاتحاد كتّاب المغرب، كما أميل عموماً إلى العمل بشكل فردي، بما يخدم مشروعي الأدبي، لكن هذا لا ينفي وجود صداقات متعددة مع مثقفين من أجيال ومسارات مختلفة، نلتقي باستمرار، نتناول جديد الساحة الأدبية بالنقد والتحليل، ونناقش أيضاً ما نسميها "همومنا المشتركة" ككتّاب...


■ كيف صدر كتابك الأول وكم كان عمرك؟

- نشرت روايتي الأولى وأنا في الرابعة والعشرين من عمري، كنت وقتها منعدم الخبرة فيما يتعلق بميدان النشر، أرسلت عملي لمجموعة من الدور التي تراوحت ردود أفعالها بين الرفض والموافقة، مقابل مساهمتي في دفع مصاريف الطبع، وهو ما كان مستحيلاً وقتئذ، كطالب جامعي حديث التخرج. بعد عام وافقت دار نوفا الكويتية على نشر العمل، وتعاملت معي بحرفية عالية، لكنني عانيت في المقابل من مشاكل متعلقة بالتوزيع. كانت تجربة استفدت منها الكثير، بما مكّنني من خوض مغامرة النشر الثانية بخبرة أكبر.


■ أين تنشر؟

- أنشر أعمالي عن طريق دار نشر مغربية لبنانية، وهي المركز الثقافي العربي. للدار صيتها واسمها المكرّس منذ عقود بين دور النشر العربية الكبرى، دعمتني وآمنت بي منذ البداية، كان رهانها على النص قبل اسم كاتبه، ويديرها طاقم شاب له خبرته المميزة في شؤون النشر.


■ كيف تقرأ وكيف تصف علاقتك مع القراءة: منهجية، مخططة، عفوية، عشوائية؟

- قراءاتي متنوعة، تتجاوز الأدب إلى فضاءات معرفية أخرى، وتجمع بين الكلاسيكي والحديث، العربي والعالمي، لكنها خاضعة لبرمجة دقيقة أبتغي من خلالها تحقيق أقصى درجات الاستفادة ممّا أقرأ، مع إيماني بأنّ الموهبة لا تساوي شيئاً أمام العمل الدؤوب والتعلم المستمر.


■ هل تقرأ بلغة أخرى إلى جانب العربية؟

- نعم، أقرأ أيضاً بالفرنسية، وأعمل حالياً على تحسين مستواي في اللغة الإنكليزية، سعياً إلى القراءة بها في المستقبل القريب.


■ كيف تنظر إلى الترجمة وهل لديك رغبة في أن تُتَرْجَم أعمالُكَ؟

- الترجمة هي جواز وصول أعمال الكاتب إلى العالمية، وبفضلها تعرفنا إلى أقلام مميزة قدّمت لنا المشترك الإنساني. من الطبيعي أن أرغب في ترجمة أعمالي إلى لغات أخرى، لكن المسألة ليست بتلك السهولة المتوقعة، وتتطلّب جهداً مضاعفاً بالنسبة لمن يكتب بالعربية، ولا يتمتّع بامتيازات أبسطها توفره على وكيل أدبي يدافع عن أعماله ويتولّى التعريف بها وبالتالي الحصول على حقوق ترجمتها إلى لغات العالم.


■ ماذا تكتب الآن وما هو إصدارك المقبل؟

- صدرت لي في شهر فبراير/ شباط الماضي رواية جديدة بعنوان "الملف 42" عن "المركز الثقافي العربي"، أفضّل ترك هامش زمني معقول بين إصدار وآخر، من أجل إغناء تجربتي بقراءات متنوعة وأفكار جديدة، لذلك فأنا مشغول حالياً بمطالعة بعض الأعمال الأجنبية، قد أختار منها مشروعاً مستقبلياً للترجمة إلى اللغة العربية.


بطاقة

كاتب ومترجم مغربي من مواليد الرباط عام 1989. صدر له في الرواية: "خلف جدار العشق" (دار نوفا بلس، 2015)، و"ساعة الصفر 00:00" (المركز الثقافي العربي، 2017)، و"الملف 42" (المركز الثقافي العربي، 2020). وصدر له في الترجمة: "فتاة الرحلة 5403 " لميشيل بوسي (2018)، و"لن ننسى أبداً" لميشيل بوسي عن "المركز الثقافي العربي" (2019). كذلك نشر مقالات أدبية وثقافية في الصحف والمنصات العربية، وهو حاصل على شهادة الماستر في الهندسة المدنية.

المساهمون