صوت المواطن الفلسطيني... في استديو متنقّل

19 ديسمبر 2014
(العربي الجديد)
+ الخط -
يواصل الإعلاميون الفلسطينيّون كفاحهم في مجال عملهم الصحافي٬ بالرغم من الإمكانات غير المتقدمة التي يفرضها عليهم واقع يعيشه الجميع تحت إحتلال يضيق كافة مجالات الحياة باحتياجاتها سواءً كانت الأساسية أم تلك التي تواكب التطور في العالم. 

وربما تنطبق عليهم مقولة "الحاجة أم الإختراع"، نظراً للكمّ الهائل من القرى والبلدات والمناطق الفلسطينيّة المهمشة والنائية والمعزولة بفعل الإحتلال الإسرائيلي وممارسته بشكل رئيسي٬ والثانية تلك التي نجمت عن تصنيفات ترتبت بفعل اتفاقية "أوسلو" الموقعة بين السلطة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي٬ والتي حرمت عشرات آلاف الفلسطينين من الخدمات الأساسية ومن الجهتين.

ومن هنا٬ أطلقت إذاعة (FM24) المحلية أول استوديو اذاعي متنقل في فلسطين٬ مخصص ضمن البرامج الإعلامية الإذاعية التي تندرج نحو المساءلة المجتمعية بين المواطن الفلسطيني ومسؤوله تحت إطار المشكلات التي تترتب على ذلك٬ وتستهدف تلك المناطق والتجمعات السكانية التي تعاني من المتابعة الإعلامية المحلية٬ والمسؤولين على حد سواء.

ويقول الإعلامي ايهاب الجريري مدير إذاعة FM24 لـ"العربي الجديد": إنّ الفكرة الأساسية هي زيارة الناس برفقة المسؤول ذو العلاقة بمشكلتهم وطرحها بشكل ميداني وعلى الهواء مباشرة٬ من أجل إطلاع المسؤول على المشكلة وإقناعه بها وإيجاد الحلول لها على أرض الواقع تحت إطار "المساءلة المجتمعية" والتي أدت إلى إطلاق هذا الاستوديو وخروجه.

ويعمل الجريري منذ سنوات٬ في إطار الإعلام المجتمعي وقضايا الناس٬ وحل مشاكلهم من خلال التواصل مع المسؤولين المحليين في برامجه الإذاعية المختلة. ويُشير إلى أن فكرة الاستوديو المتنقل خرجت من خلال محاولته برفقة زملائه تأسيس السياسات العامة والتعليمات والإجراءات التي تتخذها أي جهة من شأنها أن تؤثر على حياة الناس اليومية٬ سواء في الإقتصاد المحلي٬ أو التعليمات والتشريعات التي تخرج من خلال قوانين تصدرها الحكومة٬ أو اللوائح الإجرائية التي تؤثر على حياة الناس وتنعكس عليهم٬ حيث تجاوبت فكرة الاستوديو مع هذا العمل الذي يقوم به الطاقم الصحافي بالتعاون مع مؤسسة الرؤيا الفلسطينية والتي قامت بتجهيز السيارة الخاصة به.

وستعتمد سيارة استوديو البث المتنقل على خدمات الهاتف، كون الاحتلال الاسرائيلي ما زال يمنع حتى اليوم دخول خدمات الانترنت الخلويّة من الجيل الثالث (G3) إلى الضفة الغربية المحتلة. وستعتمد أيضاً على بث الانترنت والاتصال عبر برنامج "سكايب"٬ وحجز بعض الاشتراكات من خلال البرامج التي تقدم خدمات الاتصال حتى ولو بدون توفر الشبكة.

وجُهّز استوديو البث بحسب الجريري ليقدم خطين متوازيين٬ بمثابة مكتب للمسؤول الذي سيرافق الطاقم الصحافي إلى المنطقة البعيدة مع امكانية ممارسة عمله بشكل طبيعي دون أي مضيعة للوقت أي أيضاً بمثابة مكتب متنقل٬ والخط الثاني هو الوصول إلى المكان وتقديم خدماتها الإذاعية ونقل الصورة الطبيعية للحياة في المناطق المحاصرة٬ والمهمشة والنائية بفعل كافة العوامل. ويضيف: "من المتوقع أن تساهم بشكل كبير في إحداث تغيير وتطور ضمن "المساءلة المجتمعية" إضافة إلى الوصول إلى الناس مهما كانت طبيعة مناطقهم٬ وأماكن تواجدهم والعمل بشكل أفضل".