صلاح الملا لـ"العربي الجديد": نسعى لإعادة المسرح القطري المعاصر إلى جمهوره

الدوحة

أسامة سعد الدين

أسامة سعد الدين
أسامة سعد الدين
صحافي سوري، مراسل "العربي الجديد" في قطر.
15 يوليو 2017
90A8C8D6-9390-4FF0-907F-E65A61E41491
+ الخط -
قبل نحو عام، أحدثت وزارة الثقافة والرياضة القطرية، مركزاً لشؤون المسرح، فما هي استراتيجية المركز؟ وما هي سبل النهوض بالحركة المسرحيَّة نحو الأفضل؟ حملت "العربي الجديد" أسئلة، وتوجَّهت بها إلى مدير المركز الفنان القدير، صلاح الملا، وأجرت معه الحوار التالي.

*المسرح القطري انطلق أواخر خمسينيات القرن الماضي، ووصل إلى مستوى الريادة خلال السبعينيات، ومرَّ بمدٍّ وجزر، السؤال أين المسرح القطري الآن؟

- المسرح القطري موجود، ولكن يختلف في الكم والكيف فيما كان يقدمه من عروض. وهو مثل أغلب مسارح الخليج بدأ بمجهودات فردية وشخصية كونت أناساً مختلفين، وبعد ذلك التحق هؤلاء بالمعاهد والأكاديميات المسرحية العربية وعلى أيديهم بدأ الفعل المسرحي يتطور ويصل إلى الناس. وكانت البدايات واقعية تنطلق من هموم المجتمع، وقد وجهت المؤسسات الرسمية في البلد، بتطوير ودعم هذه الفرق المسرحية وتنظيم مسابقات ومهرجانات فنية متنوعة، على غرار العالم العربي. فانطلق مهرجان الدوحة المسرحي، وكانت فترة جيدة وجميلة، ودخلت الفرق إلى المهرجان تحقيقاً للمسرح المجتمعي المرتبط بالناس. وبدورها ابتعدت المهرجانات المسرحية العربية عن جذورها، وعن الناس والواقع، وأصبحت تقليدية. كلُّ دولةٍ لديها مهرجان أو أكثر، واكتشفنا في النهاية، أنَّ بعض هذه المهرجانات المسرحية سياحية، وأخرى سياسية، أي تُستغَلّ لدعم مواقف سياسية معينة.

*منذ نحو عام، تمَّ تدشين مركز شؤون المسرح التابع لوزارة الثقافة والرياضة، وتوليتم إدارته مطلع العام الجاري، ما هو دور المركز، وما هي خططه لتحقيق التقدُّم والازدهار بالحركة المسرحية القطريّة؟

- عندما قرَّرت وزارة الثقافة في قطر، إنشاء المركز ليس كجهاز إداريٍّ فقط، إنما لديها استراتيجيَّة وتوجُّه، لتحديد الخطأ وطريقة معالجته، ومعرفة أين الاشكالية، وأين النواقص. ودور المركز هو التعاون مع الفرق والمسرحيين، فمن المستحيل أن يقوم جهاز إداري بتطوير المسرح أو تأخيره، فالمسرح فعل ثقافي فكري، بأيدي المسرحيين والمبدعين، وفي النهاية المركز جهاز تنظيمي وتوجيهي. بعض الفنانين يرددون مقولة كيف ننزل إلى مستوى الشارع والناس، فلدينا فكر خاص! أيّ فكر هذا؟ أنت جزء من هذا المجتمع فالقوة والتطور والتميز هي أن تتعامل مع مجتمعك وتنطلق من خلاله، فلن تكوّن مسرح شكسبير في لندن وأنت في قطر أو الإمارات والكويت أوالسعودية. يجب أن تعكس بعملك الواقع، ولا بد من أن ينطبق الشكل على الواقع الذي تعيشه أنت. كثيرٌ من المسرحيات العالمية، ولنذكر مسرحية "البخيل" وهي للأديب الفرنسي موليير، الكل قدمها بصيغته المحليَّة، هل من الصعوبة أن نقدمها مثلاً من خلال مجتمعنا وبصبغة محلية؟

*وماذا عن المسرح الجامعي؟

- الخطّة الموضوعة استراتيجيَّة كاملة. ومن ضمنها توسعة الدائرة التقليدية للمسرح، والتي تعتمد على الفرق الأهلية، وأفرزت الحركة المسرحية بعض الفنانين الذين اتجهوا لإنشاء فرق خاصة لتقديم إبداعاتهم. وقد حقَّقت هذه الفرق نجاحًا. واليوم ضمن توجهات وزارة الثقافة والرياضة، لا يوجد شيء اسمه فرقة أهلية أو شركة خاصة، المعيار الهام هو الناتج أو الفعل المسرحي الذي يصل للناس.
وقريباً، سيعود المسرح المدرسي. يوجد حوار بين وزارة الثقافة ووزارة التعليم والتعليم العالي، حول كيفية إعادة إدارة المسرح المدرسي، وكذلك المسرح الجامعي، وحتى مسرح الجاليات، نرى أن من حق الجاليات المقيمة في قطر، تقديم ثقافاتهم وإبداعاتهم في الفن والمسرح والأدب عموماً. وبذلك عندما تتوسع الدائرة، مسارح للجاليات والشركات والفرق الأهلية والمسرح المدرسي والجامعي، سيُخْلَق لدينا حالة مسرحية محلية جيدة.

*في ظلِّ ندرة العنصر النسائي في المسرح القطري، أما آن الأوان لتأسيس معهد عال للفنون المسرحية؟

- المعاهد المسرحيَّة موجودة على مستوى الوطن العربي، إن كان في سورية أو الكويت أو مصر، ولا حاجة لتأسيس معهد في قطر. ولكن من يشجع الشاب للالتحاق بدارسة المسرح هو الحالة المسرحية. عندما تنضج الحالة، وتصل للناس، سيكون هناك قناعة لدى الأهالي لدعم أبنائهم وبناتهم لدراسة المسرح.

*مهرجان الدوحة المسرحي الذي انطلق عام 1978، مرَّ بمحطات من التوقف والاستئناف، ما هو موقعه اليوم؟

- نحنُ لسنا ضدّ المهرجان، لكن لاحظنا أنّه أخذ شكلاً استعراضيّاً على حساب المضمون. وارتأينا أن يمتد المهرجان على مدار العام، وليس لأسبوع واحد، وأن تكون العروض منطلقة من المجتمع. مهرجان الدوحة القادم يقام خلال شهر نوفمبر/ تشرين الثاني 2017، ويستمر لغاية فبراير/ شباط 2018، وتتوج الفعاليات المشاركة (مسرح الطفل ومسرح الكبار والمسرح المدرسي) بجوائز عينية أو نقدية في ختام الموسم، عبر احتفال باليوم العالمي للمسرح بتاريخ 27 مارس/آذار 2018.

*أصدرت جمعية المسرحيين في الإمارات، مُؤخّراً، بيانا أعلنت فيه تجميد التواصل والتعامل، مع الفنانين القطريين والجهات الفنية أيضاً، ما تعليقك حول البيان؟

- لست مصدوماً من البيان، العلاقة بيننا كمسرحيين دون قرارات أو عقود رسمية، علاقتنا مع الفنانين بالإمارات أسرية، منذ الأزل، جميع الفعاليات الفنية كانت تقام بشكل طبيعي، في تعاوننا وإنتاج الأعمال الفنية المشتركة لا توجد ورقة وحدة رسمية في هذا المجال، إلا في إطار تتظيم السفر والإقامة. أنا لا ألوم هذه المؤسسات الفنية، فهي تتبع الدولة، والفنانون المنتسبون، يحترمون قرارات حكومتهم، لكن من المفترض أن تبتعد الجمعيات الفنية والثقافية والابداعية عن هذه الأمور، وبنفس الوقت هم يطالبون الفنانين القطريين بعدم التحدث بالسياسة، وأقول هنا نحنا عندما تحدثنا وأنتجنا بعض الأعمال الفنية، لم نتاول أشخاصاً وأفراداً أو جهة بعينها.. نحن تكلمنا من منطلق إنساني بحت. وفي الجانب الفني، ماهو التأثير عندما لا تتعامل ولا تتواصل معي؟ أقولها خسرتك كإنسان، ونحن في قطر نعلم الظروف التي يمر بها زملاؤنا، لا أحد يتجنى علي ويقول صلاح نحنا قراراتنا جاءت انطلاقا من مبادئ،.. أية مبادئ، لقد صدر بيان وقرارات رسمية حكومية، بعدم التعامل والتعاطف، وقطع صلة الأرحام، وتجريم المتعاطفين، أما أنا في قطر، فليس لدي اشكالية مع أي فنان من دول الحصار.



دلالات

ذات صلة

الصورة
خلود العمادي (معتصم الناصر)

منوعات

شاركت الممثلة خلود العمادي، في عدة مسلسلات قطرية وخليجية، منذ دخولها عالم الفن عام 2015، منها مسلسلا "النور" و"عالم الجمر" (2015)، و"الحرب العائلية الأولى" (2016).
الصورة
وسيم بقاعي/العربي الجديد

منوعات

يحيط الفنان الفلسطيني وسيم بقاعي (1984)، نفسه بالخردة والحديد، ويحوّلها إلى قطع فنية. هذا الهوس بتجميع المواد الفولاذية رافقه منذ طفولته. وقتها كان يقوم بتفكيك الهدايا التي يتلقاها من عائلته، ويستخرج منها المعادن
الصورة
يعمل على جمع الكتب القديمة(عبد الحكيم أبو رياش)

منوعات

أحمد حميد (29 عامًا)، شابّ من قطاع غزّة، يقوم بإعادة تدوير الكتب القديمة، مستخدماً أوراقها من أجل إنتاج لوحات ورسوم فنية. يدعى هذا الفن بـ"الأوريغامي" وتعود أصوله إلى اليابان
الصورة
مجسمات الصدف

منوعات

داخل بيته في حي الشيخ رضوان في غزة، يكتظ مشغلٌ بالمئات من قطع الصّدف مختلفة الأحجام والأشكال والألوان، جمعها أحمد المدهون عن شاطئ بحر غزة، كي يصمّم بها مجسّمات مميزة
المساهمون