تتواصل الضغوط على المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بالتخلي عن مساندة اليونان في سبيل إنقاذ منطقة اليورو التي لا تزال تترنح تحت وطأة الركود الاقتصادي والصعوبات التي تواجه الدول الأعضاء.
وحسب وكالة بلومبيرغ الأميركية، فإن أعضاء متنفذين داخل الحزب "الديمقراطي المسيحي" الذي تتزعمه ميركل، باتوا يتحدون علناً موقفها المساند لبقاء اليونان في منطقة اليورو.
ويرى بعض الصقور في وزارة المالية الألمانية، أن منطقة اليورو ستكون في وضع أفضل بدون اليونان وأن محاولة إقناع اليونان بتقديم برنامج عملي للإصلاح الاقتصادي مضيعة للوقت، لأن الحكومة اليسارية بقيادة أليكسس تسيبراس لا تؤمن بذلك.
كما تواجه ميركل كذلك ضغوطا من قبل رجال المال والصناعة الذين ينظرون إلى أن اليونان باتت عبئاً ثقيلاً على منطقة اليورو وعلى الاقتصاد الألماني.
ولا تختلف وجهة نظر المواطنين الألمان كثيراً عن صقور وزارة المالية الألمانية، حيث يرون أن إنقاذ اليونان في عام 2012 قد أثقل كاهلهم، وأن أثينا ربما تحتاج إلى إنقاذ جديد خلال السنوات المقبلة إذا استمرت في عضوية منطقة اليورو.
وفي لندن قال خبراء وأساتذة اقتصاد إن الخلاف الأيديولوجي "خلاف جوهري"، بين الحكومة اليونانية التي يقودها حزب يساري ماركسي وتؤمن بنظام الإدارة المركزية للاقتصاد، وبين قيادات منطقة اليورو التي تؤمن بالنظام الرأسمالي على نمط آدم سميث.
وحسب هؤلاء فإن هذا الخلاف سيكون السبب الرئيسي في فشل اجتماع يعقده اليوم الاثنين وزراء المال في منطقة اليورو لمعالجة الملف اليوناني. وحتى الآن يسود التشاؤم من فشل هذا الاجتماع.
وحث مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي أمس أثينا ودائنيها على تحقيق تقدم في محادثاتهم اليوم الاثنين بشأن إبرام صفقة لتقديم أموال مقابل الإصلاحات، محذرًا من عدم وجود "خطة بديلة" في حالة تخلف اليونان عن السداد.
وقال فرانس تيمرمانز النائب الأول لرئيس المفوضية الأوروبية لصحيفة "فيلت ام زونتاج" الألمانية "ما نحتاجه الآن هو تقدم حقيقي". وعندما سئل عما إذا كان هناك "خطة بديلة" في حالة تخلف اليونان عن السداد فقال تيمرمانز "لا. لا توجد خطة بديلة لليونان".
وكانت مصادر فنلندية قد ذكرت الأسبوع الماضي أن منطقة اليورو تنوي طرد اليونان من عضويتها الشهر الجاري، وأن هنالك خطة مفصلة لطرد اليونان.
اقرأ أيضاً: تسيبراس القوي ينهار أمام أوروبا ويمدد التقشف لليونانيين