صفقة بين "داعش" والنظام السوري شرقي السويداء

18 نوفمبر 2018
سيطرة النظام على مساحات واسعة بالمنطقة (أنور عمرو/فرانس برس)
+ الخط -

لا تزال تفاصيل عملية انسحاب عناصر تنظيم "داعش" من منطقة الصفا، على الحدود بين محافظتي السويداء وريف دمشق، باتجاه بادية حمص، غير واضحة، وإن كانت معطيات عدة تشير إلى وجود "صفقة" بين "داعش" وقوات النظام، مكنت عناصر التنظيم من الانسحاب على مراحل من المنطقة، بعد معارك بين الطرفين طيلة الأشهر الثلاثة الماضية.

وبحسب شبكات محلية، فإن تنظيم "داعش" انسحب، بشكل مفاجئ أمس السبت، من تلال الصفا، عقب سيطرة قوات النظام على مساحات واسعة من المنطقة فجر السبت، من ضمنها قبر الشيخ حسين وقاع البنات وسد هاطيل، ودوحة الصفا وتل المراتي، وتلال أخرى تشرف على المنطقة بالكامل، وسط اشتباكات محدودة بين الطرفين.

وقالت شبكة "السويداء 24" إن عناصر "داعش" انسحبوا على دفعات خلال الأيام القليلة الماضية من منطقة الصفا، غالبيتهم باتجاه بادية حمص، وبعضهم إلى جيوب لا تزال تحت سيطرة "داعش" في باديتي دمشق والسويداء، حيث تراجع دفاع التنظيم إزاء هجمات قوات النظام بشكل تدريجي في الأيام الماضية، بعد أن استقدمت الأخيرة تعزيزات كبيرة للمنطقة، وشنت عمليات قصف عنيفة.

 ولفتت إلى أن العملية العسكرية في باديتي السويداء ودمشق لم تنته بعد، رغم السيطرة على تلال الصفا، حيث لا يزال التنظيم يسيطر على بعض الجيوب، مثل الحصا وأجزاء من الرحبة، مع اشتباه بوجود خلايا للتنظيم في منطقة الكراع على أطراف ريف السويداء الشرقي، حيث تنتشر في المنطقة مئات الكهوف والجروف الصخرية التي يصعب الوصول إليها وتمشيطها جميعا.

وأشارت الشبكة إلى أنها وثقت منذ بداية العمليات العسكرية في بادية السويداء مطلع شهر أغسطس/ آب 2017، مقتل 102 من عناصر تنظيم "داعش"، و210 من عناصر قوات النظام والمليشيات المساندة لها.


وتحدثت مصادر، ومنها المرصد السوري لحقوق الإنسان، عن صفقة جرت بين النظام وروسيا من جهة، و"داعش" من جهة أخرى، لتسليم المختطفات والمختطفين الذين كانوا بيد التنظيم من ريف محافظة السويداء، مقابل السماح لعناصر التنظيم بالانسحاب من المنطقة.

يشار إلى أن غالبية عناصر التنظيم في المنطقة نقلهم النظام من جنوب دمشق، خلال مايو/ آيار 2018 الماضي، قبل أن يشنوا سلسلة هجمات على محافظة السويداء، أدت إلى مقتل 262 شخصاً أواخر يوليو/ تموز الماضي، وتمكنوا خلالها من خطف قرابة 35 من الأهالي، أعدموا منهم ثلاثة، بينما أطلق سراح البقية على دفعتين. 

وخلال الدفعة الأخيرة التي روج النظام أنها جاءت نتيجة عملية عسكرية، شككت مصادر عدة بروايته، مؤكدة أن إطلاق سراح المختطفين من جانب التنظيم كان بناء على اتفاق بين الطرفين.