صروح وطنية مغلقة!

12 سبتمبر 2015
يدرس 33 ألف طالب فلسطيني بمدارس تابعة للفاتيكان(فرانس برس)
+ الخط -
إنها 47 مدرسة أهلية (تابعة للفاتيكان) يدرس فيها 33 ألف طالب فلسطيني من مختلف الطوائف والمذاهب، لكنها لا تزال مغلقة، ومستمرة في إضرابها بسبب إصرار الحكومة الإسرائيلية على مواصلة تقليص الدعم والميزانيات المخصصة لها. 33 ألف تلميذ فلسطيني من مختلف الأعمار لا يزالون في الداخل في بيوتهم، والرد على هذا التعنت والعنصرية الإسرائيلية، لا يزال بدوره ضعيفاً وغير كافٍ.
المدارس الأهلية في فلسطين، كانت وعلى مدار أربعة قرون، منارات في ظل سياسة التجهيل العثمانية، وقلاعاً وطنية خرّجت عشرات ومئات الشخصيات الوطنية في الداخل الفلسطيني، منذ النكبة.
مع ذلك، فإن رد وموقف الأحزاب في الداخل الفلسطيني، كموقف جماعي لجهة ترجمة رفض التمييز إلى عمل ميداني، لا يزال ضعيفاً، ونأمل ألا تكون هذه الأحزاب (الممثلة منها في الكنيست) تنتظر الفرج من جلسة عاجلة لمناقشة الموضوع أمام الكنيست، لأن مثل هذه الجلسة، (بفعل الصلاحيات المحدودة للكنيست كهيئة تشريعية، عدا عن الأغلبية العنصرية فيه) لن تفضي إلى أي نتيجة تذكر، وستوفر فقط في أحسن الحالات استعراضاً لنواب القائمة المشتركة لن نربح منه سوى عناوين صاخبة لا غير، ومهلة إضافية للحكومة الإسرائيلية تتخللها "هدنة" من النشاطات الاحتجاجية والنضالية.
حتى الآن نظمت تظاهرات متفرقة وتظاهرة قطرية واحدة في القدس المحتلة، لكنها لم تكن كافية لأسباب مختلفة لإرغام الحكومة الإسرائيلية على وقف نهجها العنصري. واليوم فإن الأهالي يطالبون، على الرغم من القيود المفروضة على تحركهم المستقل عن إدارة المدارس، بأن تتحرك لجنة المتابعة العليا لشؤون الفلسطينيين في الداخل، بصورة فعلية وجادة لوقف معاناة أبنائهم، لكن اللجنة تتلكأ في تحركها، مثلما تتلكأ الأحزاب الممثلة في الكنيست في الدعوة لإضراب جامع لكافة التلاميذ في الداخل الفلسطيني. فكم بالحري النزول إلى تظاهرات جماهيرية متواصلة ترغم الحكومة الإسرائيلية على الاستجابة لمطالب المدارس الأهلية الناشطة في فلسطين الداخل حتى لا تبقى هذه الصروح العلمية مغلقة، وحتى لا يفقد مجتمعنا الفلسطيني في الداخل قلاعاً وطنية حمت في الأيام الحالكة هويته الوطنية ولغته العربية من الأسرلة والصهينة.
المساهمون