صدر عالمياً

17 فبراير 2016
+ الخط -

فخ داعش أو عودة التاريخ
(باريس: لاديكوفارت، 2015)

يرى بيار-جون لويزار، الباحث في المعهد الوطني الفرنسي للبحث العلمي والمختص في الشأن العراقي، في كتابه هذا، أن العراق تراجع في أولويات الإعلام الغربي في السنوات الأخيرة، حيث بدا أن البلد دخل في "حرب منخفضة الحدة". بيد أن المعطى تغير في 2014، ففي ظرف زمني قياسي ظهرت داعش التي فرضت نفسها على الساحة الإقليمية، وبشكل مفاجئ، لكن أحداث ما بين 2003 و2008 نذرت بمثل هذا التطور الجيوسياسي الكبير. يحلل المؤلف، تطور المشهد العراقي والإقليمي بداية من الاحتلال الأميركي إلى الربيع العربي والحرب على داعش مروراً بالحرب الأهلية والصراع الطائفي في العراق وسورية، وبالعودة تارة إلى التاريخ البعيد نسبياً، تاريخ إنشاء الدول العربية تحت راية الانتداب البريطاني والفرنسي. والكتاب، يقول لويزار، محاولة، لفهم النجاح السريع لداعش، وكيف ولماذا سقطت القوى الغربية في الفخ الذي نصبته لها داعش بتوريطها في الحرب.

ويرى أن من بين أبرز تعبيرات المشروع العسكري والسياسي لداعش إعلان الخلافة في يونيو2014/حزيران والإلغاء الرمزي لحدود سايكس-بيكو بين سورية والعراق والإرادة الواضحة في بناء دولة (عابرة للحدود). ويختم أنه بتأكيدها على التاريخ الاستعماري، تمس داعش موضوعاً له معنى لدى القوى الغربية، وبتقديمها المسلمين كضحايا أبديين لغرب مسيطر وكافر تحقق هدفها: تشكل ائتلاف دولي بقيادة أميركية حتى قبل أن يحدد أي هدف سياسي لهذا الائتلاف في المنطقة.


وهم الدولتين
(لندن: بنغوين، 2015)

الخلاف حول بناء المستوطنات، حق العودة، مسألة حماس، الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية، والقضايا المستعصية الأخرى، من المعروف أنها قد خرجت عن مسارها مرارا وتكرارا خلال مفاوضات السلام بين إسرائيل وفلسطين.الآن، في كتاب من المؤكد أنه يثير الجدل، يرى صانع السلام، بادريج أومالي، بأن لحظة الحديث عن مفهوم حل الدولتين قد انتهى. فبعد دراسة كل قضية والتحدث مع الفلسطينيين والإسرائيليين وكذلك المفاوضين المشاركين مباشرة في القمم السابقة، يخلص أومالي إلى أنه حتى إذا كان من الممكن التوصل إلى مثل هذا الاتفاق، فإنه سيكون من المستحيل تقريبا تنفيذه، نظرا إلى التكاليف المذهلة، إضافة إلى الانقسام السياسي الفلسطيني والجدوى الاقتصادية، كما أن التركيبة السكانية تتغيّر بسرعة، هذا عدا عن أن التحول السياسي في إسرائيل مستمر بالاتجاه إلى الأطراف اليمينية، كذلك تأثير ظاهرة الاحتباس الحراري على إمدادات المياه، وغيرها من العوامل الأخرى.

يقارب أومالي القضايا الرئيسية ولكن بشكل عملي، دون التحيّز الأيديولوجي، لإظهار أنه يجب علينا أن نجد أطراً جديدة للمصالحة إذا رغبنا في أن يكون هناك سلام دائم بين فلسطين وإسرائيل.

وصفت صحيفة نيويورك تايمز الكتاب بأنه "مثير للإعجاب، اذ استطاع الكاتب تقديم قدر هائل من البحوث حول النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، كذلك مقابلة العشرات من المشاركين في كلا الجانبين".

الابنة الأجنبية
(برشلونة: دار نشر ديستينو، 2015)

تتحدث الرواية عن فتاةٍ وُلِدت في المغرب، وترعرعت في إحدى مدن كتالونيا الداخلية التي وصَلَتها صغيرة. الكاتبة نجاة الهاشمي استهلّت روايتها بوضع بطلتها على أبواب سنّ البلوغ قبل تمام النّضج، لذا كان عليها أن تسلك أحد الطريقين: إما ترك عالَم المُهاجرين ومجتمعاتهم والمضيّ قدماً خارجه، أو الطريق الثاني، وهو الأكثر تقليدية بالنسبة لفتاة عربيّة تعيش في منفاها الإسبانيّ، والذي يتمثل بقبول الزواج من شخص لا تكن له أية مشاعر. لكنّها إذ تزدحم بالأسئلة عمّا ستفعله مع حقيقة خسارتها لأمّها وعائلتها، والتي سوف تُخوّنها بحكم الضّرورة إن أقبلت على حزم أمرها والرحيل. كلّ هذا يضع البطلة في حزمةٍ من التناقض والارتباك ويجعلها لاهثةً في بحثها عن التوازن، بين الحياة التي تريد أن تعيشها وبين تلك العلاقات العائلية التي تربطها معهم بالأرض، اللغة، الثقافة الأم، والجذور، وبالتالي تُظهر الكاتبة البطلة بصورة الشابّة البرّاقة التي تهتزّ عندَ مواجهة مفهوم "سنّ البلوغ" بكل تعقيداته. ولو أنّ الكاتبة لم تقل ذلك، لكن من السّهل افتراضُ تفصيلٍ إضافيٍّ يظهر جليّاً بينَ صفحات هذه الرواية، بأنّ الجهمي تسردُ فصلاً من فصول حياتها، وهي الكتالانيّة الّتي تعود أصولها الأولى أيضاً إلى المغرب، والّتي يبدو أنها عاشت كُلّ ما حكته من اختلاط الهويّات وارتباكها، كذلك في مفاهيم الحُب والحريّة خلال سنوات بلوغها الأولى.



المساهمون